الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط

الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط - Page 45

Friday, 05 June 2009 19:19 | PostAuthorIconWritten by | PDF Print E-mail
Article Index
الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط
Page 2
Page 3
Page 4
Page 5
Page 6
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
Page 11
Page 12
Page 13
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
Page 18
Page 19
Page 20
Page 21
Page 22
Page 23
Page 24
Page 25
Page 26
Page 27
Page 28
Page 29
Page 30
Page 31
Page 32
Page 33
Page 34
Page 35
Page 36
Page 37
Page 38
Page 39
Page 40
Page 41
Page 42
Page 43
Page 44
Page 45
Page 46
Page 47
Page 48
Page 49
Page 50
All Pages
Page 45 of 50

الهوية والثقافة واللغة

بقلم:دكتور عدنان حب الله

بتاريخ:الجمعة 17 نيسان 2009 جريدة السفير العدد 11272
 
يقتصر عمل التحليل النفسي على اللغة في أبعادها الكلامية. فالمحلل لا يملك ادوات اخرى يتعامل بها غير النطق والسمع. وكما قالت لي احدى المريضات: هذا هو السحر بعينه. فكيف يمكن ان يتحقق لها هذا التقدم والتحسن بحالتها وأنت لم تنطق بكلمة واحدة. وعندما تنكشف لنا علاقتنا بالكلام التعبيري وبمن يسمعه يظهر السبب ويزول العجب. فالجملة التي تنطق من فم المريض تتبع مسيرة في اتجاه السامع، وبعدما تلقى عنده الإدراك، تعود الى سمع الناطق بغير ما تفوّه به، فهي في ارتجاعها أضحت غير ما كانت، وتحمل في معناها اكتشافاً جديداً. ويكفي في بعض الأحيان ان نقول للمريض اسمع جيداً ما قلته ولا يغيب عن ذهنك، حتى يتحقق له إدراك لحقيقة لم يكن يعهدها في نفسه من قبل.
وقد يتساءل من أين أتاه هذا القول المفاجئ الذي لم يكن يخطر على باله. انطلق من مكان مجهول، ليست له أية سيطرة عليه. يتحكم في قوله في مسيرته وفي أفعاله على غير علم منه. تنطلق الحقيقة من تلقاء ذاتها، ولا حاجة لافتعالها، لأنها مستقلة خارجة عن سيطرة الأنا، ولا تنتظر إذناً، سوى حضور المجال الملائم، والوقت المناسب والاذن الصاغية الحياديّة.
من هذا المكان المجهول، موطن الحقيقة الذاتية، تساءل «فرويد» عن ماهيته، وكيف يمكن ان يحمل في طيّاته معرفة تجهل نفسها، وتبقى في حالة الستر تتحكم في مسيرتنا الحياتية وحتى في قدرنا. ولم يجد «فرويد» انسب من كلمة اللاوعي، ولكن كما يتبادر الى الذهن، كيف يمكن ان ندرك فحواه، وهو بحكم موقعه متعسر على الوعي. فالادراك لمكنون اللاوعي لا يمكن ان يحصل خلاله، بل ما بعد القول او الفعل.
تكوين الذات الفاعلة مبني على انقسامها على ذاتها ـ أي ان الانسان منذ ان بدأ يتكلّم ميّز ما بين ما يمكن ان يقال وما لا يقال. فاللاوعي يتكون من المكبوت وليس من النسيان، كما يتهيّأ للبعض. فالذاكرة يمكن ان تستحضر معرفة معينة منسية، من دون أن يتأثر الشخص بها، أما المكبوت: فعندما يرفع الستر عنه يولد عندنا عنصر المفاجأة، ومعرفة جديدة كنا نجهلها. فالمكبوت هو بمثابة الحقيقة التي نحاول بشتى أنواع المقاومة أن نخفيها عن وعينا، لأنها إن دخلت إلى حيز الإدراك تصبح واقعاً لا يمكن تجاهله أو الالتفاف حوله.
الكبت والحقيقة
ولكن ما هي ماهية هذه الحقيقة؟
ليست ميتافيزيقا ولا هي بيولوجية ولا هي دينية، إنما أحرف او كلمات او جملة، تدخل كلها في سياق لغوي، يكشف وجهاً من أوجه الذات. أي باختصار الكبت او الحقيقة هما لغويان بامتياز، يتخفيان بأعراض نفسية، جسدية او مسلكيّة.
من هذا المنطلق حدد «فرويد» حقل اللاوعي في عملية الكبت وحدد المدخل إلى اكتشافه:
الأحلام وكما يقول الباب الملوكي.
العارض المرضي كبديل عن المكبوت.
هفوات اللسان، حيث تنطق الحقيقة من تلقاء نفسها من دون استئذان، تفاجئ الناطق والسامع.
الافعال المغلوطة، حيث تفاجئنا افعالنا على غير ما كنا نشتهي. ولكن تنجح في رفع الستر عن المكبوت.
وعلى ضوء هذا الاكتشاف وضع «فرويد» نظريته الديناميكية لتكوين الذات:
اللاوعي: الذي يتفاعل حسب قانون العمليات الأولية: النقلة ـ التكثيف ـ والتحويل.
النقلة: نقل الصورة إلى طرف جزء مشترك في صورة اخرى مغايرة.
التكثيف: حصر عدة معان او تصورات في شكل واحد.
التحويل: نقل المشاعر والعواطف الى شخص بديل، يرتبط بصلة الاصيل من دون ان يكشف هويته.
ما قبل اللاوعي: هو انتقال الشيء الى حقل معرفي، قبل ان يصبح كلمة.
الوعي هو الإدراك عن طريق عالم اللغة، كي تأخذ الاسماء مكانها، وتصبح من مكتسبات الانا.
وهنالك ما يمكن السماح له بولوج حقل الوعي ومنه من يرفض، لأنه يشكل خطراً عليها، فيكبت ويعود إلى حقل اللاوعي.
وهنا دخل لا كان على خط فرويد بعد اطلاعه على اكتشافات الالسنية لفردينارد دى سوسير عبر البنية اللغوية من دال ومدلول والعلاقة بينهما، لكي يجعل من الدال العمود الفقري والافضلية في تكوين الذات.
فاعتبر ان العمل التحليلي يقتصر على تحليل الخطاب وليس اكثر. فكل خطاب مقوم على ذاته ما بين البيان والمبيّن. أي مثلاً قلت كذا وكذا، ولكن في الواقع تقصد كذا وكذا مغاير او مناقض لما ورد في البيان.
واعتبر ان اللغة التي نتعامل بها ما هي الا نتيجة عمليات ثانوية، مشابهة ومتطورة عن العمليات الاولية التي ذكرناها. وللغة الوعي ليست سوى امتداد للغة اللاوعي.
فهذه العمليات الثانوية لها محوران:
الاول: الاستعارة او المجاز، ايجاد الشبه وسكبه لغوياً، فيعبر عن الأصل بصيغة وبأوصاف مختلفة methaphore أي المجاز
الثاني: الكفاية: اعتماد الجزء بديلاً عن الكل. methonemie
مع كل ما يشمل ذلك من تلاعب بالالفاظ: التشابه بالاضداد، المرادف والتنويه الخ.
ومن هذا المنطلق سواء الوعي او اللاوعي يسبحان ويستمدان تكوينهما من عالم اللغة.
فاللاوعي: خلافاً لما يُشاع انه موطن الغرائز والنزوات، وسلة النفايات لكل ما هو همجي وبغيض. «فهو مبني كبقية اللغة» ولو كانت بدائية كما يُعرف عنها لا كان.
أما الوعي: فهو عالم اللغة المتعارف عليها التي تمكننا من التعريف عن هويتنا.
فنحن من دون لغة لا توجد لنا هوية. فهي مكوّنة ومكونّة وسيلة للتعبير وفي الوقت نفسه مؤسسة للهوية منذ أن يسمع الطفل اسمه اذ يكتشف المفعول السحري للكلمة، التي تلبي طلباته ان ما لفظها.
والهوية تبدأ من أحادية الدال الذي يتماهى به. ويعود الفضل الى لا كان في تحديد الهوية الذاتية عندما يدخل الطفل عالم اللغة، فإذا كانت هذه الأخيرة لا متناهية، فلا بد من دال أول يكون بمثابة البداية يتبعه دال ثان يعبر عن الاول. والذات تبزغ كفارق نتيجة عملية الانتقال من الاول الى الثاني.
وهذا الفارق لا يختزل ويحمل في طياته تعريفاً للذات: يقول «لا كان» الدال هو ما يعبر عن الذات بالنسبة لدال آخر.
وكي يحصل هذا التعريف لا بد من حقل لغوي تجد الكلمات معناها، وتفك رموزها، وتفك ألغاز الجمل. وهذا المكان يعرّف «لاكان» عنه بالآخر الكبير كنز معاني اللغة. فكلما تخاطب طرفان كان هذا الآخر الكبير ثالثهم كي يمكن كل طرف على فهم الطرف الآخر.
هذا الآخر الكبير يتجسّد في البداية في الأم: لذلك نعرف مصدر اللغة المكونة للذات: «اللغة الأم» قبل أن ينفصل عنها وينتقل الى الأب، لأنه يشكل في مفهوم العلاقة: أنه يجسّد موضوع نقصان الأم أي موضوع رغبتها. «الفالوس».
ويشير «لاكان» إلى واقع اللغة والسعي عن طريقها هو أن هذا «الفالوس» الدال الأول لا يظهر الا بشكل نقصان في حقل الآخر الكبير، يطاله الكبت الاولي. ويأتي الدال الثاني لكي يعبّر عنه، ويترك بسبب نقصانه فراغاً يستدعي الطلب عبر الكلام لكي بملأ هذا الفراغ من دون أن يتمكن من إكفاء هذا الطلب. لان ما بعد الطلب بقية، تصبح موضوعاً لنقصان وسبباً لانطلاق الرغبة وهي ما يميّز الانسان عن الحيوان. كل ذلك يحصل في حقل الآخر الكبير وعلاقته بالذات.
إذا انتقلنا الى عالم الثقافة، فنجدها في مخزون الآخر الكبير. فالهوية الثقافية هي امتداد للهوية الذاتية ولا يمكن تعريف وتمييز هذه الأخيرة من دون انتمائها إلى هوية ثقافية.
وهنا يجب أن نميّز ما بين الثقافة المكونّة والثقافة المكتسبة. الأولى تدخل في تكوين الذات على غير علم منها. والثانية خيار انطلاقاً من الاولى.
فانا عربي على سبيل المثال، ولكن ثقافتي فرنسية او انكليزية.
ويحصل الاغتراب عندما يحلّ المكتسب محل المكوّن كبديل عنه.
وتظهر أزمة الهوية الثقافية عندما يلتبس الامر ويدبّ الاختلاط ما بين المكوّن والمكتسب. فتتفوّق هذه الاخيرة على الاولى بسبب طغيانها، كما هو الحال للثقافة الغربية، وهذا ما تعاني منه الثقافة العربية بعد دخول موجة العولمة.
العولمة:
دخل العالم عصر العولمة بعد أن انهارت الحواجز الجغرافية والفضائية.
صار الإعلام المرئي والمسموع يجتاح كل بيت من دون استئذان. وحققت شتى طرق المواصلات تعارفاً بين الشعوب وتبادلاً ثقافياً وزادت المعرفة بالآخر المغاير. وأضحت الشعوب تتصارع فيما بينها ليس فقط على الأسواق الاستهلاكية والأرباح المالية السهلة من دون استحقاق إنما أيضاً في صراع ثقافي وطغيان ثقافة على أخرى.
وكانت من جرّاء ذلك الصراع تداعيات كثيرة منها سلبي ومنها ايجابي.
السلبي: البلدان الضعيفة او المهمشة على صعيد التاريخ الحضاري، شعرت بأن هويتها الثقافية مهددة، وبدأت تخلط بين الارتهان الاستهلاكي، وبين قيمة الهوية التي تأبى أن تسعر أو تنسى وتصبح ضحية لتسلط حضارات أخرى تكتسب قوتها فقط من تفوقها الإنتاجي او تفوقها التكنولوجي والعسكري. فهذه الشعوب مهدّدة في هويتها الثقافية التي تعطي معنى لوجودها، لأنها إذا استسلمت فهي حتماً ستزول كما زالت حضارات غابرة عبر تطور التاريخ الإنساني.
الإنسان لا وجود له من دون هوية تميّزه عن الآخر، والشعوب لا وجود لها من دون هوية ثقافية تؤمن ديمومة تاريخها واستمرارها في مستقبل لها مكانة به، تحافظ على قيمتها التي تضفي معنى على وجودها.
وهذا الوعاء الحافظ والحاضن لكل حضارة هو اللغة. وعلى سبيل المثال وهي تجربة شخصية، لم اشعر بغربة، رغم أنني تنقلت في عواصم غربية متعددة، إلا في بلد عربي لا يتكلم فيه اللغة العربية، رغم انه عربي جغرافياً وأصوله عربية. فكل شيء بدا لي هجيناً. مجموعة من الشعوب تشكل أكثرية والشعب الأصلي اقلية.
والقاسم المشترك هو لغة غربية يتواصل بها الجميع دون ان يشعر أي واحد أنه ينتمي اليها. فالاغتراب في اللغة هو اغتراب عن الهوية. بل اكثر من ذلك الجيل الناشئ أصبح يشعر ان التكلم باللغة المغربة افضل واكثر تطورا واعلى حضارة، من اللغة الاصلية المكوّّنة.
اكثر من ذلك: الثقافة متعددة الأوجه: فهي تشمل التراث الادبي والفلسفي، والدين، والموسيقى او الفنون في كل أشكالها والعادات والتقاليد المتوارثة، ولكن ما اريد ان اتوقف عنده هو فن العمارة، في أي منطقة في العالم تخضع العمارة لتجانس وامتداد مع الطبيعة. وعندما تصبح معادية للطبيعة تفرز شرخاً ما بين الداخل والخارج. فعندما ترى برجا يعلو 100 متر الى 300 متر بارز في سماء صحراء، فهو نشاز ومؤذ للعين المجردة، لأنه يقف حاجزاً يحول دون امتداد الرؤى في المتناهي الأفقي. وإذا تعدّدت هذه الأبراج تصبح الشوارع عمودية بدلاً من أن تكون افقية، تصل بينها جسور يمكن سكانها من الانتقال من برج إلى آخر من دون حاجة للنزول الى الشارع.
أضف إلى ذلك ان هذه الابراج معادية لأشكالها المتنوعة، وكذلك بسكانها المتعددي الجنسية، تخلق قطيعة في التواصل الاجتماعي، وتدعو إلى العزلة، عكس ما هو متوارث عن فلسفة المجتمع الإسلامي الذي يدعو إلى تعزيز اللقاء والتواصل الاجتماعي سواء في البناء، حيث يتداخل البرّاني والجوّاني، لتصب الأحياء في النهاية في الساحة ملتقى الجميع او في تفضيل صلاة الجمعة على الصلاة الفردية.
وهذا مما سيؤدي حتماً إلى عنف واضطرابات نفسية، لأن الشارع قد سلب من ملكية الأطفال نظراً الى سجنهم في الطبقات العليا. أضف الى ذلك دخول الانترنت الذي أضحى المكان الوحيد للهو. وهو كما يعرف علماء النفس، يحصر الناظر في علاقة ثنائية تؤدي حتماً إلى عنف داخلي، لأنه غاب عنها الطرف الثالث.
عودة السلفية
امام هذه الهجمة الثقافية الجديدة، نجد الشعوب العربية في حيرة من أمرها تفتش عن هويتها الثقافية دون أن تجد لذلك سبيلاً يمكنها من التمايز والتواصل مع الجو الحضاري.
«وهنتنغتون» عندما تناول هذا الموضوع عبر كتابه: صراع الحضارات. او صدام الحضارات. لم يأخذ بعين الاعتبار الا المنحى السلبي وهو عودة الدين بشكله السلفي. وجواب من هذا النوع يعطي احقية للثقافة الغربية وسيطرتها الاستعمارية كما لو كانت حقاً مكتسباً، كونها تملك القوة اللازمة لهذا الهدف. فأين مثلاً جنود المارينز في العراق وأفغانستان وارتكابهم المجازر من وصية الأباء الأثني عشر في دعم الديموقراطية ومساعدة الشعوب المضطهدة، أين جنود فرنسا صاحبة الثورة الأولى ورسالة حقوق الإنسان من فظائع جنودها في الجزائر والبلدان المستعمرة وأين جنود انكلترا من أعمال شكسبير وممارساتهم القمعية في افغانستان والعراق.
وهكذا فنحن أمام هجمة ثقافية مصابة بنوع من انفصام الشخصية، تدعو إلى القيم في الداخل وتستبيح في الخارج ما تحرمه انتهاكاً لحرية الإنسان في الداخل.
الثقافة ليست بحاجة إلى القوة والى السلاح لكي تنتشر، هدفها الفكر تدخل اليه من دون استئذان إذا حملت قيماً يجهلها، وفلسفة تنويرية تساهم في تطوير ثقافته المتوارثة.
فسقراط وافلاطون وارسطو لم يدخلوا الى الثقافة العربية ويفتحوا عصرها الذهبي عن طريق السلاح إنما عن طريق الترجمات. المعرفة العلمية لا تحمل في طياتها الحقيقة المطلقة. وهذا باعتراف العلماء أنفسهم. فالاكتشاف العلمي يكشف عن جزء من حقيقة هذا الكون، ولا يعطى له الحق باستخدام العلم وسيلة لتحقيق أطماعه. فمعرفة العلم شيء ومعرفة الحقيقة شيء آخر.
واعتقد ان عودة السلفية ردة فعل سلبية على هذه الهجمة العلمية التي تحمل في طياتها معتقداً بأفضلية الحضارة الغربية. فبدلا من ان تستحضر الماضي لكي تنقضه على ضوء التطور الفكري والثقافي، إذ بها تأخذ الحاضر الى الماضي لكي تطوعه وتخضعه لمفهوم السلف.
فتكون بهذه العقلية قد أوقفت الزمن وأعادته الى ما كان سببا في تخلفنا وضعفنا الحاضر. وتكون بالتالي قد ألغت التطور التاريخي بما حمل لنا من علوم وفنون وفلسفة، مما يجعلنا أكثر نفوراً من الثقافـة الحديثـة واكـثر استــعداداً للاستعمار الجديد.
التجربة التحليلية تحمل ضوءاً مستنيراً عبر معالجة العقد والامراض النفسية. فاذا اعتبرنا ان سبب المرض يعود الى صدمات نفسية تعود الى الطفولة او الى عقدة قد سترها الكبت عن وعينا، فعملنا يقضي عبر التداعي الحر الذي يمدنا بخيوط تتجه باستمرار نحو النواة المرضية، واكتشف «فرويد» انه كلما اقتربنا من هذه النواة زادت المقاومة والمعاناة. والهدف النهائي هو استحضار الماضي كي نعالجه على ضوء الوعي المستنير فنحوله من اللاعقلاني الى عقلاني، فلا نلقيه ولا نتنكر له، ولكن منذ معرفتنا الجديدة به نتعامل معه بطريقة مختلفة ونحول قوته المرضية إلى قوة بناءة لمصلحة الذات ومصلحة الجميع.
فاذا تصالحت الذات مع نفسها ومع هوية ثقافتها اصبحت كلاً لا يتجزأ ويتبدد الاغتراب.
واعود الى ما ذكرته في البداية من ان اللغة هي المحيط الذي ينحر به، كلما توغلنا بالاتجاه الصحيح، اكتسبنا تقدما ومعرفة، ودال جديد يمكنّان من اعادة النظر بما كان ثابتاً كي يصبح متحولاً، فلا يبقى حرف في مكانه. على غرار الكمبيوتر إذا أدخلت نصاً جديداً على نص ثابت لا تبقى كلمة في مكانها.
وانضم الى صديقنا ادونيس عندما تكلم في كتابه «الثابت والمتحول»، بان الثقافة هي حركة دائمة ومستمرة لا يمكن أن تجمد والا تحولت الى ثقافة بالية يطمرها غبار الزمن. (انتهى)
___________________


<< Prev - Next >>

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.