الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط
الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط - Page 39
سياسة اميركا الاوروبية تمثل فقدان القيادة!
المصدر: الحوادث 25/4/2008 عن الغارديان
بخلاف معظم المعلقين والمسؤولين الاميركيين فقد إنبرى جورج بول, وكيل وزراة الخارجية السابق, لمهاجمة سياسة كارتر طالباً من الدول الاوروبية الا تساند طلبه وتؤيده في خطواته السياسية والاقتصادية والعسكرية.
لماذا؟ على هذا يقول جورج بول:
"لم تعد الولايات المتحدة ذلك الفيل الضخم, في نظر الاوروبيين والدول الشرقية, بل تحولت الى هذه الصورة على الصعيد السياسي ايضاً, ويجب الانستغرب الصورة الباهتة والمؤلمة التي يرسمها النقاد والمهتمين بشؤوننا, ذلك ان الرئيس كارتر بتصرفاته الفردية وقراراته القائمة على ضيق النظرة وعدم الاهتمام بكل ما هو غير اميركي, قد عزز هذه اللوحة واعطاها المادة الصحيحة لأن تتكامل".
ويحدد جورج بول رد فعل كارتر منذ احتلت السفارة الاميركية بطهران, ووصف رد فعله بأنه: "مرتجل واهوج وغير عاقل. وكان لا ينقصه في انفعاله تجاه الازمة السوفياتية – الافغانية, سوى نفاد الاسلحة السياسية والاقتصادية مثل حظر القمح ومقاطعة الالعاب الاولمبية وقطع العلاقات الثقافية, لكي يصل الى هذا المأزق. كل هذه المواقف الفردية, قد انتجت ردود الفعل السلبية من جانب بعض الدول الاوروبية مثل فرنسا والمانيا".
"لا شك في ان هذه التصرفات قد عززت وزادت من الشكوك الاوروبية نحو البيت الابيض. فالكون الذي كان معروفاً قبل كوبرنيكس, لا ينطبق على الوضع السياسي الحالي. لأنه ليس بالضرورة ان تدور سياسة اوروبا حول البيت الابيض. فقد اثبتت الاحداث ان فقدان الاتزان في سياسة اميركا الخارجية قد انقذها بالتالي الثقة الدولية بخط سياسي موحد. لأن سياسة الرأسين فوق جسم واحد اصبحت سياسة عقيمة غير مجدية".
"إن التذمر الناتج عن تخبط سياسة اميركا لا يعكس الاخطاء في التكتيك بل يصل الى الاستراتيجية. اي انه يقفز من الاسلوب الى الجوهر. وعلى هذا, فإنه من غير المتوقع ان يكون رد الفعل الاوروبي مشابهاً لرد الفعل الاميركي. فالذي يجلس على عتبة موسكو ليس كالذي بينه وبينها بحار وأوقيانوسات".
"بالإضافة الى هذا فإن كارتر يدعي بأنه لا يثق بنوايا الكرملين, ولكنه في الوقت ذاته يطالب بإحياء اتفاقية سالت – 2 معه .... يهاجم الغزو في افغانستان ثم يرسل الى موسكو من يستأنف الحوار. ان اكثر ما يقلق الاوروبيين هو هذا التصرف الاميركي غير التجانس وغير الواضح بالنسبة لقضية العرب الاولى مع اسرائيل. فمن جهة يرفض كارتر الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية...ومن جهة ثانية, يعزز اسرائيل بالامدادات العسكرية, لكي يساعدها على تنفيذ مخططاتها التوسيعية. هذا كله يجري في الوقت الذي يعتمد الاوروبيون اعتماداً كلياً على نفط العرب ويعرفون انه قضية حياة أو موت بالنسبة اليهم!"
هذا كله يشير الى انحراف خطير في السياسة الاميركية. وهو ليس نهاية ... بل بداية لعملية طويلة لن تتوقف إلا إذا اخذت واشنطن موقفاً وصريحاً من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وإذا ما تأخرنا في اتخاذ هذا الموقف فإننا سنجد انفسنا نحن واسرائيل في جهة ... بينما العالم كله في الجهة المعادية. هذا هو غيض من فيض, بالنسبة لخلافات حلفائنا معنا وإذا نحن ظهرنا بمظهر العاجز عن دفع سياسة خارجية صحيحة, فإن هذا الواقع ينعكس على مشاكلنا الداخلية ايضاً. فالدور يفقد قيمته ويتدهور شيئاً فشيئاً ... والبطالة في ازدياد... واصدقاؤنا في اوروبا الغربية لا يتوقعون الانفراج بعد الانتخابات. ولقد سألني مسؤول فرنسي كبير: هل هذا معقول. ان الولايات المتحدة بسكانها ال220مليونا, بقياداتها العالمية لا تستطيع ان تختار من بين كل هؤلاء سوى كارتر وريغن. ان نظامكم الانتخابي هو نظام سيء يجب ان يبدل. ولم استطع ان ارد على ملاحظته. لأنه كان على صواب. (انتهى)
___________________




