الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط
الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط - Page 43
كيسنجر: حان وقت انتهاء التبعية لاميركا!
الخواطر 26 شباط 2009 العدد2352



(أ.ل) – كيسنجر "إما نظام عالمي جديد يتحرر من التبعية للولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً او ان الفوضى ستكون البديل", خياران لا ثالث لهما من وجهة نظر هنري كيسنجر, وزير الخارجية الامريكي الاسبق.
وقال كيسنجر, الذي تولى الخارجية الامريكية في الفترة بين عامي 1973 و1977 في مقال له بصحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء: إن "التغيير والخروج عن التبعية للولايات المتحدة في ظل ما يتعرض له النظام العالمي الحالي من عدم الاستقرار اصبح ضرورة.. وإنه لا توجد فرصة أنسب من تلك التي يمر بها العالم حالياً لإحداث ذلك التغيير".
وتابع المستشار الامني السابق للرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون انه: يستحيل مع حجم الهزيمة التي منيت بها واشنطن اقتصادياً ان تبقى دول عديدة قابعة خلف الهيمنة الامريكية... او ان شئت فقل الفشل الامريكي.. على كل دولة ان تعيد تقييم مشاركتها في الازمة السائدة في العالم".
واضاف ان امريكا ستبقى صاحبة الزعامة, لكنها لن تحافظ على موقع مدعي الوصاية, مشيراً الى ان عام 2009 وخاصة مع دخول الادارة الجديدة البيت الابيض, سيشهد امراً من اثنين: "إما ان تقبل الولايات المتحدة بإعادة صياغة النظام العالمي لضم القوى الاقتصادية الصاعدة ومنحها جزءاً من كعكة السلطة العالمية, او ستعمد الى شن مزيد من الحروب في مسعى منها لإطالة فترة زعامتها المطلقة في العالم", على حد قوله.
وتابع بالقول: "اميركا بين خيارين: القبول ان تكون الاولى بين مساوين لها في النظام العالمي, او تقوم بتدمير المعبد على رؤوس الجميع في حال عجزت او أبت ان تقدي هذا التنازل.
وشنت الولايات المتحدة منذ هجمات سبتمبر 2001 حرباً ضد ما أسماته "الارهاب", قادتها لاحتلال افغانستان في نفس العام واحتلال العراق في 2003.
وتوقع كيسنجر, وسيط معاهدة كامب ديفيد عام 1978 بين العرب واسرائيل, ان تسعى كل دولة الى الاستقلال بنفسها الى اقصى درجة ممكنة, فما عادت هناك دول تفضل السير وراء الولايات المتحدة, فاقتصاد واشنطن اصابته نكبة بالغة, وقراراتها السياسية غالباً لم تعد تثير جدلاً حولها.
لكنه استطرد موضحاً لتلك الدول التي قد تبدأ فعلياً في الاستقلال هذا العام بأن "الاستقلال معناه ان تعرف كل دولة دورها فيما يواجهه العالم وموقعها من الازمة العالمية, وعلى كل دولة ان تدرك انها لن تحل مشكلاتها وازماتها بمنأى عن الاخرين, إنما عن طريق الجهد المشترك".
ومع وجود الاستقلال بهذا المعنى سيقوم نظام جديد يأخذ طريقه للقوة ما دام الجميع يعرف اولوياته, وفي حالة فشل هذا النظام في عمل تقارب بين تلك الاولويات فسينهار هذا النظام مخلفاً بديلاً واحداً وهو الفوضى".
وطالب كيسنجر في ختام مقاله بصحيفة "ذي إندبندنت" بإجراء تنسيق بين النظامين السياسي والاقتصادي في العالم من خلال طريقيتن, الاولى: إقامة هيئة تنظيمية سياسية دولية. والثانية: تقليص الوحدات الاقتصادية الى حجم يمكن إدارته عبر الهيئات السياسية القائمة, التي من المحتمل ان تقود الى مذهب تجاري جديد, ربما يتعلق بالوحدات الاقليمية. واشار الى ان اتفاقية عالمية جديدة على نمط "بريتون وودز", التي تمت عقب الحرب العالمية الثانية, ستكون النتيجة الافضل لهذا الجهد.
وتعاني الولايات المتحدة من اثار ازمة مالية طاحنة ضربت اركان النظام المالي والمصرفي الامريكي, ووصفها كثيرون بأنها "11 سبتمبر جديدة", وتجاوزت هذه الازمة الجوانب الاقتصادية لامريكا الى سمعتها كدولة عظمى لها هيمنتها على الاقتصاد العالمي.
وكان لوزير المالية الالماني بيير شتاينبروك في وقت سابق تصريح له دلالته في هذا الشأن قال فيه: إن الازمة المالية كلفت الولايات المتحدة مكانتها باعتبارها القوة العظمى بلا منازع في النظام المالي العالمي.
وجدير بالذكر ان الرئيس المنتخب باراك اوباما سيتم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة اليوم بعد ساعات, حيث يعول عليه الكثيرون في حل مشكلات وازمات الولايات المتحدة, خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي,واللذين كثيراً ما تحدث عنهما في جولاته الانتخابية. (انتهى)
___________________




