العقيد القذافي - Page 9
المجد التليد
حراس الهيكل - فريد الفالوجي
أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي
ألقت الحكومة الإسرائيلية باللائمة على جهاز المخابرات، الموساد، الذي ألقى الرعب في قلب الحكومة من احتمال حدوث عمليات انتحارية بطائرات مدنية، رغم أن الطائرة الليبية أسقطت وهي تحاول الخروج – هاربة – من المجال الجوي لجزيرة سيناء المصرية المحتلة، والمؤلفة من جبال وصحاري تؤلف 90% من مساحتها.
ترددت أقاويل عن سبب تفجير الطائرة الليبية التي قيل إن هبة عبد الرحمن سليم عامر جاسوسة الموساد المصرية كانت على متن الطائرة حيث جرى استدراجها إلى ليبيا واعتقالها من قبل المخابرات هناك.. ورأت إسرائيل قتلها قبل الاستجواب.
ودارت عجلة الدعاية الإسرائيلية من جديد تحاول تبرير الحادث وملابساته والذي تسبب فيه بجبنه زيفي زامير رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي. ووصف بالخائن كل من ينتقد إسرائيل فهي دولة ضعيفة وسط العرب الذين يتحينون الفرصة لهدمها وتدميرها.
اختطف ليبي مجنون يدعى التومي طائرة لبنانية بوينج 707 أيضاً كانت في طريقها من بنغازي إلى بيروت. وفوق قبرص تم اختطافها وأجبر قائدها على الهبوط بمطار اللد الإسرائيلي ماراً بتل أبيب.
الغريب في الأمر أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لم تعترض الطائرة، ولم يصدر أليعازر أوامره من الحمام بإسقاطها برغم أن المجنون الليبي نجح في تنفيذ ما وصف بأنه غير قابل للتنفيذ. إذ أنه حلق بالطائرة فوق عدة مدن إسرائيلية دون أن يعلم أحد أن الخاطف شخصية عربية أو تعرف حتى نواياه على الأقل.
فحادث الطائرة الليبية كشف القناع البشع للحكومة الإسرائيلية عندما تسترت جولدا مائير مع وزير الدفاع على مرتكبي الحادث في وقاحة ما بعدها وقاحة. ولم لا وقد سبق للإرهابي بن جوريون، أن أخفى بمزرعته قتلة الكونت فولكه برنادوت وسيط الأمم المتحدة في القدس عام 1948 والمتعاطف مع العرب، في حين أنه أصدر أوامره بإلقاء القبض عليهم والتحقيق في الحادث؟
هذه إذن إسرائيل دولة المجازر والإرهاب التي ما إن تواتيها الفرصة لذبح العزل من المدنيين حتى تنتهزها دون رادع من ضمير أو عقوبات دولية.
فالقرارات الدولية تطبق على كل دول العالم إلا إسرائيل.
والإدانة والعقوبات تطولان كل دول العالم ولا تمس إسرائيل.
والإرهاب يواجه بحسم في كل أرجاء العالم ولا يدان إرهاب إسرائيل.
وذبح الأبرياء أمر يتقزز منه العالم المتحضر.. ويقبله فقط من إسرائيل.
______________________________




