العقيد القذافي - العقدة والعقيدة

PDF Print E-mail
Article Index
العقيد القذافي
Page 2
تظاهرات في ليبيا ضد السفارة الفرنسية
Page 4
Page 5
القذافي و التماهي بالامام الصدر
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
الوحدة العربية ضد مصر
الخلاف الليبي – الفلسطيني لماذا والى اين؟..
العقدة والعقيدة
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
Page 18
Page 19
Page 20
Page 21
Page 22
Page 23
Page 24
Page 25
Page 26
Page 27
Page 28
Page 29
Page 30
Page 31
Page 32
Page 33
Page 34
Page 35
Page 36
Page 37
Page 38
Page 39
Page 40
All Pages
Page 13 of 40

العقدة و العقيد
 
   معمر القذافي يتوعد خصومه داخل ليبيا وخارجها:
سننفذ حكم الاعدام بكل من يهاجم نظامنا حتى لو هرب الى…. القطب الجنوبي!

 *قال عن كتابه الاخضر ان كلمة منه تدمر العالم وكلمة اخرى تعمره
 *رجل يحب الاضواء وشخصيته مليئة بالتناقضات: اليوم معك وغداً ضدك
 *خريطة ليبيا الجديدة تضم اراض في تونس والجزائر ونيجيريا والتشاد!

(الحوادث يوم الجمعة 22 شباط 1980 العدد 1216)

   منذ ايام قليلة وقبل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في تونس, للنظر في الشكوى التونسية ضد ليبيا, اتصل العقيد معمر القذافي بالرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد, وطلب منه تأييد دعوة ليبيا لانسحاب الفرنسيين من قفصة.
فأجابه الرئيس الجزائري: "معك حق. نحن سنطالب بسحب المجموعة الفرنسية اللوجستية التي نزلت في قفصة للاشتراك في القتال ضد عناصر العصيان ..ولكننا في نفس الوقت نريد تأييد تونس في شكواها ضد ليبيا, لأنكم سمحتم لقوى مناهضة للنظام التونسي ان تتدرب وتتسلح وتغزو قفصة من اراضيكم. فكما يجب ادانة التدخل الفرنسي يجب ادانة التدخل الليبي ايضاً...".
   ولم يقتصر حديث الزعيمين على تلك النقطة, بل تطور الى عتاب واتهام حول الصحراء المغربية ومن يؤيد البوليساريو ويحرضها على المغرب, ومن يمد تأثيره واثره على تشاد واثيوبيا و.. و.. مناطق اخرى من افريقيا والشرق الاوسط..
   وتوقف النقاش الهاتفي قبل ان يتحول الى مشاجرة جزائرية – ليبية, وحفاظاً على علاقات ثنائية جيدة, لا يريد اي طرف ان تتحول الى مهاترات في هذه الآونة على الاقل.
   والسؤال الذي طرحه المراقبون والمحللون العرب هو: لماذا الان؟ لماذا حدث الهجوم على قفصة في هذا الوقت بالذات؟ لماذا تعطي ليبيا, وتونس الى حد ما, القوتين المتنافستين, اميركا وروسيا, مضافاً اليهما فرنسا, مبرراً للتقاتل المباشر في شمالي افريقيا العربية؟ الا تكفي الحرائق التي تشعلها واشنطن وموسكو في المشرق العربي؟
   اذا لم تكن ليبيا تقصد إدخال النزاع الليبي التونسي في اطار الخلاف واشعال الحرائق بين اميركا وروسيا الا ان كل ما هو موجود على ساحة الشرق الاوسط يشير الى ان النزاع الليبي التونسي قد اصبح فعلاً احدى النقاط الملتهبة في سياسة اشعال الحرائق. فليس سراً ان في ليبيا الاف الخبراء والمدربين العسكريين الاجانب والعرب. حتى الفلسطينيين والسوريين اصبح لهم دور مؤثر في الاسلحة المتطورة الموجودة في ليبيا. وهذا ما ساعد على ادخال عملية قفصة في اطار الحرب الباردة بين اميركا وروسيا, وقرب فرنسا الى جانب اميركا اكثر, وخطفت بعض الاضواء عن الغزو السوفياتي لافغانستان.
   واذا اردنا ان لا نبالغ في هذا الموضوع, وان لا نعطي حجماً كبيراً للدور الذي لعبه الخبراء والمستشارون الشيوعيون في تخطيط العملية او دفع العقيد القذافي اليها.
 ان كل سياسة ليبيا تشبه الى حد بعيد شخصية القذافي . فهو مع تونس وضدها. مع روسيا وضدها مع اميركا وضدها . مع الوحدة وضدها . مع فلسطين وضد الثورة ومنظمة التحرير . وهو مع أبو عمار وضد ياسر عرفات, كما قال مندوب ليبيا في مؤتمر اسلام اباد. 
فقد قال يجب ان تعطى كل المساعدات لـ" أبو عمار" ولم يعرف ان ابو عمار هو ياسر عرفات .
كل هذا المع والضد يعبر عن شخصية فريدة من نوعها في العالم. شخصية راحت تتحدث عن نبوة جديدة في عصر انتهى فيه عهد الأنبياء فالقذافي كما قال للصحافية الايطالية فلاتشي يعتبر نفسه نبي الصحراء ! اتى بنظرية فذة احتوتها النظرية الثالثة وفسرها في كتابه الأخضر قائلا : كلمة من هذا الكتاب تدمر العالم وكلمة أخرى تعمره! 
  أثبت الرجل انه لغز تنطبق عليه التشنيعة التي قيلت عن الرئيس السادات في اول عهده بالرئاسة , وهي اعطاء اشارة الى اليسار والسير باتجاه اليمين ! والقذافي هكذا . فأكثر من مرة تدخلت اميركا وتدخل كارتر شخصيا ليمنع مصر من تصفية حساباتها مع القذافي . وقصة انور السادات مع كارتر في كامب ديفيد معروفة . فقد هاجم السادات القذافي ووصفه بأنه قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط, وأن مصر مصممة على تعطيل هذه القنبلة . فاذا بكارتر يقول للسادات: اعتقد انه عنصر استقرار وليس عنصر تفجير لقد سمعت انه يبني في كل قرية مسجدا. ثم من يستطيع ان يستوعب التيار الناصري أكثر من القذافي ؟
   ومن هذه الناحية فالقذافي عبقري . فمصالح اميركا مؤمنة مائة بالمائة في ليبيا القذافي أكثر مما كانت مؤمنة أيام الملك السنوسي. وحصة السوفيات مضمونة. اميركا تدفع ثمن النفط والسوفيات يقبضون ثمن الاسلحة. وتبقى شخصية القذافي المحيرة والتي هي مع وضد في وقت واحد , وتشكل هذه الشخصية مادة غنية للبحث. فالعقيد انسان واضح وضوح الشمس بدون شك. لا مواربة في عواطفه وممارساته وحتى في تناقضاته. انه يصل الى حد الفظاظة في التعبير عما يؤمن به حتى ولو تسبب كلامه بخسارة صديق او عداوة بلد . فالعقيد يعتبر نفسه صاحب رسالة . وأصحاب الرسالات يعتبرون أن الزمن وحده كفيل باثبات صحة ما يأتون به.
   يقول المحللون: لو وجد القذافي في بلد غير ليبيا لاستطاع ان يفعل الكثير. والحقيقة هي أن جملة عبد الناصر , التي قالها عندما التقى القذافي اول مرة "رأيت فيك شبابي" هي التي جعلته يشعر انه مسؤول عن  " رسالة" عبد الناصر . وعن توحيد الأمة العربية ومجابهة الاستعمار. ولكن ثمة فرق كبير . فالقذافي ليس عبد الناصر. وليبيا ليست مصر . والذي يقرأ المجموعات التاريخية التي صدرت في جنيف وباريس وبيروت ولندن, بأمر وتوجيه من العقيد القذافي شخصيا, يدرك الى أي حد يحاول هذا الشاب المتحمس ان يعطي بلاده ليبيا دورا " دون كيشوتيا" من خلال تشويه العديد من الوقائع التاريخية التي لم تحدث . ومثل هذه الشوفينية قد توقع صاحبها في المغالطات وبالتزامات لم تعد صالحة لهذا الزمان... فعبد الناصر عندما انزل قواته في اليمن لم يكن ذلك بقرار داخلي . كان قرارا دوليا, ان لم نقل وافقت عليه اميركا وروسيا الا انهما غطتاه ولم تهاجماه. اما العقيد القذافي فقد وجد نفسه انه لا يستطيع احتلال حتى قفصة , لان قرارا احتلالها كان اكبر من ليبيا ,تدخل فيه اميركا وروسيا وفرنسا ايضا.
لقد وجد العقيد القذافي نفسه مرات عديدة يقع اسير هذا التناقض . فعندما اسقط الاسرائيليون الطائرة الليبية , وقف العرب ينتظرون ماذا سيفعل العقيد . هل سيرسل طائرة كاميكاز (انتحارية ) تضرب اسرائيل؟ حتى ينتقم للأبرياء العرب , وكيف؟
    وبعد ذلك الوقت طلبه العميد ريمون أده بهذا التحدي الكبير فقد مرت زوارق شير بورغ, التي سرقتها اسرائيل من فرنسا امام الشاطئ الليبي . وقال له العميد في تصريح منشور في ذلك الوقت: الآن جاء وقت رد الفعل , الدول العربية معك . والمجتمع الدولي يؤيدك , وفرنسا راضية لان الزوارق مسروقة . ومرت الزوراق المسروقة على بعد اميال قليلة من الشاطئ الليبي , وقال البعض انها مرت داخل المياه الاقليمية لليبيا, بسبب رداءة الطقس.. ولكن العقيد لم يفعل شيئاً .
   وبعد مدة قصيرة من ذلك الحادث كتب محمد حسنين هيكل ان العقيد طلب شراء قنبلة ذرية من روسيا ليضرب أسرائيل. فهل كان من الضروري ان تحصل ليبيا على قنبلة ذرية لتضرب اسرائيل؟ هناك وسائل عديدة لذلك. وبدل ان ينفذ العقيد تهديداته ضد اسرائيل. راح يهاجم الحكومة اللبنانية ووصفها بالعمالة وبممارسات خيانية ضد الموقف العربي , لانها طلبت من المقاومة ان تنسق معها من أجل احتواء رد الفعل على الصواريخ التي تطلق من الجنوب. وردت الحكومة اللبنانية تقول: لماذا يحرم علينا حتى معرفة رد الفعل ؟
   والقذافي مر بتناقضات كثيرة يحار المحللون في تفسيرها , لقد اصبح العقيد لغزا . فهو الكتاب الوحيد في العالم الذي تصعب قراءته.
والأمثلة كثيرة:
1- القرآن والحديث : في الخامس من آذار ( مارس) 1973 قال العقيد : " القرآن وضع حلا لكل المشاكل والتصورات. القرآن متجاوز للمكان والزمان. من أجل هذا نقول انه مهما تطور العالم, لا يمكنه أن يمس القرآن أو يناله بالقصور".
   وفجأة اصبح القرآن قاصرا بنظر العقيد! ففي الخامس من حزيران (يونيو) 1978 قال القذافي: " القرآن لا يتحدث عن المشاكل التي نحن نحكم بها المجتمع.. القرآن نسخة واحدة وكتاب واحد, والتي لا توجد في القرآن ليس لنا علاقة بها (يقصد المشاكل).. نسخها ربي اسقطها... ان القرآن جزء من قليل تستطيع أن تحكم به في مجتمعنا الآن أما الباقي فأغلبه...يتعلق بيوم القيامة. بل ألغى في نفس الخطاب كما ظهر في جريدة " الفجر الجديد" الليبية , الاحاديث النبوية الشريفة كلها, قائلا ان بعضها غير صحيح!
   كما الغى التقويم الهجري . وفرض تقويما جديداً على ليبيا هو سنة 1388 من وفاة  الرسول . أي ان التاريخ يؤرخ من بداية وفاة الرسول. وبمعنى آخر : يؤرخ ببداية ثورة الفاتح الليبية !
   والله الذي انزل القرآن المتجاوز للمكان والزمان كما  كان يقول العقيد , اصبح ينسى ! والرسول (أن هو الا وحي يوحي) اصبح بنظر القذافي مجرد مراسل. وعمر بن الخطاب( المشهور بعدله) اصبح دكتاتورا متسلطا! والقرآن الكريم ( الذي نزل للعالمين كافة) أصبح للعرب وحدهم ! قال القذافي:" أن تبني زعيم ايران قضية الثورة الاسلامية هذا شيء عظيم . ولكن لا بد ان نفهم ان الاسلام هو دين العرب. الأمة العربية هي الموجه اليها الاسلام . هناك حركات تبنت الجانب الاسلامي وتجاوزت حدود الأمة العربية تحت شعار الاسلام . هذه الحركات اصبحت حركات رجعية مضحكة وضعت في قمامة التاريخ..."
2-الثقافة والتعليم ومفاهيم العصر : جاء في الصفحة 75 من كتاب خطب وبيانات.. العقيد القذافي إن ليبيا تدخل في معركة ثقافية لتحطيم القراءات المستوردة ولتحطيم الأفكار الرجعية شرقية كانت أم غربية متعفنة دخيلة وليه سنحرق الكتب والأفكار المتعفنة ! وقال القذافي " "ممكن واحد يكون معاه الجكتوراه... ولكن هو جاهل اجهل من دابة..."
والغى العقيد القذافي المحاماة " لانها ظاهرة استغلالية " والغى القوانين القائمة , واستبدلها بالعقوبات الفورية التي تحكم بها اللجان الثورية وطرد القضاة من مناصبهم والغى منصبي النائب العام والمدعي العام... فالندوة العلمية حول الكتاب الأخضر والنظرية الثالثة تعوض كل شيء حتى ولو بلغت تكاليفها 25 مليون دولار!
وفي الكتاب الأخضر حل لمشكلة الديمقراطية لقد اعلن القذافي فيه قيام سلطة الشعب أي عصر الجماهير.
هل الخوف هو الذي يدفع القذافي الى الغاء كل مؤسسات الدولة القائمة؟
المعسكرات هي مقار اللجان الثورية الدائمة. وهي العنوان الدائم الذي يتم به الاتصال بالقوى الثورية...
لماذا نهتم باللجان الثورية؟ لانه لم يعد هناك سواها..
هذه اللجان هي التي تقوم بالنيابة عني انا شخصيا ( مع انه رفض مبدأ النيابة)... الان لا يستطيع أي فاشي أن يأتي لوحدة عسكرية يصدر لها أمرا باحتلال الاذاعة.
لماذا؟ لانه الان توجد لجنة ثورية من مهامها الحق الفوري لاي  محاولة مضادة للثورة بدون اوامر ...
3-الأوضاع الداخلية ورفاق الطريق : لقد اعدم القذافي عدداً من طلاب الجامعة الليبية في نيسان (إبريل ) 1977 واعدم في ننفس الفترة تقريباً واحداً وعشرين ضابطا دون محاكمة علنية لانهم تآمروا على نظام الحكم .
وخطب القذافي في 8 آذار (مارس) 1979 في بنغازي قائلا: " من يريد ان يتحدى الثورة اذا كان في الداخل هذا أمر مفروغ منه سنداهم هذا الموقع وندمره حتى ولو كان مسجداً . واذا كان في الخارج علينا ان ننتقل اليه في الخارج ونهاجمه وننفذ فيه حكم الاعدام... عليكم انتم اللجان الثورية ، تنفذوا هذا الحكم فيه... حتى ولو ذهب الى القطب الشمالي أو الجنوبي".(انتهى)

________________________________


<< Prev - Next >>

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.