العقيد القذافي - Page 19
قراءة في سيرة القذافي والمحطات السوداء في تاريخه
فيصل الرفاعي الاثنين 14 تموز2004 جريدة المدينة السعودية
معمر القذافي
ولد عام 1942م وينحدر من أسرة بدوية عاشت في صحراء سرت. تخرج من جامعة ليبيا عام 1963م واصبح عسكرياً في الجيش الليبي عام 1965 بعد ما تخرج من الاكاديمية العسكرية التي دخلها عام 1963 في بنغازي. تم ارساله عام 1965م لبريطانيا للتدريب العسكري وعاد عام 1966 كضابط في سلاح الاشارة الليبي. في عام 1969م كون مع مجموعة من الضباط جماعة ثورية ونجح عام 1969 بالانقلاب على الملك ادريس السنوسي الحاكم لليبيا. طرح نفسه كقائد للأمة الليبية وزعيمها العسكري والسياسي وبدأ مشوار اطروحاته الغريبة والعجيبة والمتباينة في كل فترة من الزمن.
ازدواجية القذافي
اما في السنوات الاخيرة نذكر كيف ان قرصان العصر العقيد معمر القذافي ارسل بحجاجه الليبيين الى القدس المحتلة ليجتمعوا بالمسؤولين الاسرائيليين في وقت ترافق فيه الحديث عن التطبيع بين العرب و الكيان الصهيوني.و الحق هذا التصرف بتنكره لعروبته و عروبة ليبيا و اعلانه هويته الافريقية الامر الذي يترافق مع تهجمه المستمر للبلاد العربية و حرصه على هذا العداء في كل اجتماع للدول العربية بهدف افشال هذا الاجتماع غير انه تلقى في آخر مرة تذكيرا من الملك عبد الله بعد تعالي القذافي و تهجمه على الملك عبد الله و المملكة العربية السعودية بالعمالة و التواطؤ غير ان الرد كان حاضرا عند الملك عبد الله مذكرا اياه كيف تسلم الحكم من الاميركان على طبق من فضة مشيرا عبر ذلك بانه عميل (هذا صحيح و لكن لمن؟) قبل غيره بل ما هو الموقف الذي يمكن أن تتخذه السعودية وهي الدولة العربية التي اضطرت ان تبلع على مضض كل اعتراضاتها على سياسة القذافي وتصرفاته في سبيل تحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي وتوظيفه للضغط على اميركا و اسرائيل للحصول على حق تقرير المصير للفلسطينيين في ظل الظروف و الواقع الحالي يقابل هذا الموقف تبني الجمهورية العربية السورية بالتعاون مع الجمهورية الاسلامية في ايران لحل جذري يقوم على اعادة الاراضي الفلسطينية كما كانت عليه الحال ما قبل الاحتلال الصهيوني.
لا بل ما سمعناه يدعو الى دولة اسراطين اما اتهامه بالعمالة هو ما ذكرته و اكدته مجلة الوسط بقلم المرحوم محمد الماغوط (بتاريخ :24-4-2000 في العدد 430 )
و في تعليق لمجلة الحوادث حول الثورة الايرانية و التعاطي و التعامل و التدخل الاميركي في الثورة الاسلامية في ايران جاء ما يلي:
( الحوادث يوم الجمعة 22 شباط 1980 العدد 1216)
والرئيس شارل الحلو , يروي أنه سأل أحد كبار المسؤولين الاميركيين , بعدما ترددت اشاعات ونظريات حول دور الولايات المتحدة في تنفيذ ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا: " ما هي حقيقة الدور الاميركي؟"
فأجابه :" دورنا كان محصورا في الاستفادة من الانقلاب. لقد وجدنا أن قيام حكم عسكري ديناميكي شاب ينتمي لثورة 23 يوليو, مجاور لمصر من شأنه أن يريح أعصاب الرئيس جمال عبد الناصر لأنه بعد هزيمة 1967, أصبح التصلب العربي يشكل حجر عثرة في طريق السلام , وهو وضع طبيعي, لانه في اعقاب الهزائم تتحول الصلابة الى تصلب, وعبد الناصر أصبح يشعر أنه محاصر بنظم معادية تتشفى في هزيمته , فجاءت الثورة الليبية عام 1969 لتلين الرئيس المصري , وجعلته يقبل بمشروع روجرز الذي طرحناه بعد قيام الثورة الليبية بشهرين!...
(و للتفاصيل اكثر مراجعة النشرة عن اميركا)
و في هذا السياق لماذا لم يتحالف مع مصر و سوريا في حربهما ضد اسرائيل ان كان عربيا و ناصريا كما يدعي(باتريسيا دوس-patricia douce في كتابهاla patience des poissons).الامر الذي يترافق مع التنازلات التي قدمها الى اميركا لا سيما بعد ان كان يقول "طز في اميركا" و بشكل فاجا به الجميع مبررا ذلك بانه قام بنقد ذاتي توصل فيه الى تسليم مقدرات بلاده الى الاميركيين دون ان ينسى مغازلة واشنطن معتبرا اياها القوة و لا بد من الانصياع لارادتها.لا بل طالب العرب و ايران مؤخرا الى التمثل بما فعله اي تقديم تنازلات مجانية لصالح الاستعمار الاميركي في المنطقة .و لعرض تناقضه سننشر ما كتبه ايضا عن روسيا و الاتحاد السوفييتي للتاكيد على قدرته في التغيير من اليمين الى اليسار و العكس باسرع من راقصي الموسيقى الحديثة:
طز في أميركا .. وبالثورة ؟!
(الشرق :الفرد نوار في 20-4-2004)
فيما يصر الزعيم الليبي معمر القذافي على عدم مفارقة خيمته العصرية المزودة بآخر مبتكرات العلم والمعرفة والتكنولوجيا لم يجد حرجاً في الغاء كل القوانين الإستئثنائية التي طبقتها الجماهيرية مطلع الثورة التي قادها في العام 1969 وأطاحت النظام الملكي . كما ألغى محكمة الشعب الإستثنائية أيضاً التي وضع بموجبها حداً لحياة الآلاف ممن لم يروا رأيه في الإنقلاب على أسرة السنوسي, بما في ذلك الذين أخذ عليهم عدم تأييدهم الأعمى لـ"الكتاب الأخضر" .
أما وقد ظهر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في حال يرثى لها: لا حصان أبيض ولا أعراس ثورة ومن دون أي "نصب بطولي" ولا مؤثرات جماهرية , فلم يعد بوسع "الثئر الليبي" و"بطل الدعوات الى الوحدة", غير تغيير كل ما يتعارض مع "الإنحناء لأميركا" , وهو الذي كان لا يجد حرجاً في الرد على الذين يحذرونه من "بطش العم سام وغدره" بالقول "طز في أميركا.. طز طز طز".
يقول متتبعو " الثورة المضادة في جماهيرية القذافي أن تسليم أسلحة الدمار الشامل التي كانت في حيازة سيادة العقيد , جاء "دليل قناعة بأن تصدير الخيم لم يكتب له النجاح" لذا فضل العودة الى " قانون ما قبل الثورة الذي حاكم بموجبه أسره أدريس السنوسي, ومنع بالتالي أي إجراء قانوني أو أمني من دون إذن النيابة العامة(...) وشدد ضمنا على العمل بكل ما أوحت به الإدارة الأميركية , شرط تجنيبه النهاية التي بلغها صدام حسين!
و قد تكون هناك امورا كثيرة لا تزال عالقة بين القذافي و املاءات واشنطن(...) (انتهى)




