العقيد القذافي - Page 8
مما لا شك فيه ان العلاقات الليبية المصرية كانت خير ما يكون بفضل شخصية الرئيس عبد الناصر الفذة ولكن العلاقة فيما بين العقيد القذافي والرئيس الراحل انور السادات كانت تشوبها الضغينة وانعدام الثقة بالاخر وتاريخيا فان الرئيس انور السادات كانت علاقته سيئة بالعقيد القذافي . انولر السادات قد تخلى عنه كل العرب الامر الذي جعله يتهجم على كل البلاد العربية لتركه وحيدا في المعركة علما ان الوضع الاقتصادي في مصر قد تدهور بدرجات دراماتيكية الى الاسوأ وتعرض الامن القومي في مصر للخطر الامر الذي ادى بالرئيس الراحل ان يجرع السم ويقيم الاتفاق مع اسرائيل للحفاظ على مصر في تلك المحنة التي كانت تمر بها .هذا ليس للتصديف وانما هي سياسة الدول الكبرى في اضعاف الدول التي تمتنع عن التحالف معها .واليوم لبنان يشهد مثيلا لما حدث في مصر عبر التضييق الاقتصادي والفساد المنظم كي يتم السيطرة عليه بعد اعلانه افلاسه او استسلامه وخضوعه للشروط المفروضة عليه .وفيما يلي نموذج عن الاعلام الدعائي الممول حيث تغيب الموضوعية التي مفروض من خلالها عرض الايجابيات والسلبيات .
ماذا قدم الليبيون للسادات
أثناء حرب أكتوبر...؟
دخل أبو بكر يونس على العقيد القذافي وقال له: إن اتفاقنا مع الفرنسيين يمنعنا من إرسال الصواريخ إلى مصر، فقال العقيد: لم نرسل صواريخنا إلى مصر بل إلى "دولة الاتحاد"
المستقبل 28-4-79 ص21 العدد 114
ياسر عمرو
في حديثه أمام مجلس الشعب وفور عودته من توقيع اتفاقية الاستسلام في البيت الأبيض هاجم الرئيس أنور السادات الأمة العربية ولم يترك دولة ولا نظاماً ولا زعيماً عربياً إلا وشتمه. ومما قاله "الرئيس المؤمن": إن مجنون ليبيا (يقصد العقيد معمر القذافي) منع عنه النفط وكل احتياجات المعركة و... إلخ. كذلك هدد دول الخليج والمملكة السعودية وسوريا والأردن والفلسطينيين موحياًً أن واحدة من هذه الدول لم تساعده في شيء.
فقد جمع أعضاء مجلس قيادة الثورة ـ وقد كان وقتها قائماً ـ واتخذ قراراً بوضع كل إمكانات ليبيا البشرية والمادية والمعنوية في خدمة المعركة. وشاهدت من بيتي في زاوية الدهماني المطل على مرفأ طرابلس مئات الأسلحة الثقيلة وهي تشحن يومياً من الميناء إلى الموانىء المصرية ناهيك بالقوافل البرية التي كانت تأخذ كل شيء للمعركة. وأذكر جيداً أن الليبيين تبرعوا بالكثير الكثير من المواد الغذائية كالسكر والرز واللحوم طوال أيام المعركة حيث شكل وزير الإعلام الليبي السابق ووزير البلديات الحالي أبو زيد دورده فريق عمل ضخماً، بتعليمات من القذافي شخصياً وبدأ بجرد مستودعات التجار الليبيين ودفع ثمنها نقداً ومن ثم شحنها إلى مصر. وكان نوزي الحميدي (ديبلوماسي ليبي في السفارة الليبية بالقاهرة) يقوم بتقديم طلبات مصر إلى بلاده ويلح في تلبيتها وكان يحضر من القاهرة وللحقيقة والتاريخ فقد كنت مقيماً في طرابلس بليبيا أثناء معركة تشرين (اكتوبر) 1973 كمراسل صحفي وعرفت تفاصيل ما حصل طوال المعركة وبعدها فيما يخص مصر والجماهيرية، وأذكر كم كان القذافي عاتباً لأنه لم يبلغ بتوقيت المعركة وهو شريك في دولة الاتحاد التي تضم ليبيا وسوريا ومصر ومع ذلك طرابلس ليشرف على شحن كل متطلبات المعركة وقد كافأه السادات بعد المعركة حيث سجنه عاماً كاملاً في السجن الانفرادي.
وليس سراً أن أحد طلبات المصريين كان نوعاً من الصواريخ الفرنسية سبق أن اشترتها ليبيا من فرنسا بعقد يحرم استخدامها إلا في حالة الدفاع عن الأراضي الليبية الأمر الذي دفع المقدم أبو بكر يونس إلى مراجعة العقيد معمر القذافي بشأنها ولكن العقيد رد بقوله: "إن المعركة هي معركة ليبيا والأمة العربية وكل سلاحنا في خدمة المصريين أرسلوا لهم وفوراً كل ما يطلبون"... ناهيك بالبترول الذي صار نادراً داخل ليبيا أثناء الحرب ثم قننته الدولة لأن كل الصهاريج الليبية تعمل كخلية النحل بين ليبيا ومصر حاملة أكثر من خمس أضعاف احتياجات المعركة.
أما الشيء الذي لا يعتبر سراً هو الآخر فهو مشاركة طائرات الميراج التي اشترتها وليبيا والتي شاركت كلها في المعركة وقد عرض المقدم أحمد المقصبي سكرتير القذافي لشؤون المعلومات على مجموعة من الصحفيين العرب وكنت بينهم فيلماً سينمائياً أخذ من طائرة عسكرية ليبية فوق سيناء أثناء حرب أكتوبر.
ويذكر المراقبون أيضاً كيف أن العقيد القذافي ذهب إلى القاهرة ليستفسر عن ثغرة الدفرسوار التي قال الرئيس السادات عنها "أنها ولا حاجة".. وكيف منع القذافي من الدخول إلى مركز القيادة المصري بأمر من السادات وفي اليوم التالي قرأ خبراً صغيراً في الصفحة الأولى بجريدة "الأهرام" المصرية يقول: "زار العقيد معمر القذافي شقيقه الرئيس المؤمن محمد أنور السادات واطلع منه على سلامة الجبهة العسكرية ومتانة وضع قواتنا المحاربة وقد غادر القاهرة عائداً إلى بلاده"... وفهم القذافي بأن زيارته غير مرغوب فيها... وعاد إلى بلاده فعلاً.
________________________________




