العقيد القذافي - Page 38
المقراحي ضحية القذافي
الشرق – 21/8/2009
عوني الكعكي
... المقراحي موظف نفذ تعليمات القذافي، ومحاكمته التي أدين فيها وسجن كانت نتيجة لما فعله زعيمه، وللمسلكيات التي بددت ثروات ليبيا، ودفعت شعبها إلى المأزق الذي عانى منه طوال ما يزيد على العشر سنوات طوال من الحصار القاسي.
...والأنكى من كل ذلك أن معمر القذافي الذي يتهيأ اليوم لزيارة الولايات المتحدة، يحمل إليها ما تبقى من سيادة ليبيا على قرارها، ما يدفعنا إلى سؤاله: لماذا، وعلى مدى ما يقارب النصف قرن، كنت تقوم بمهاجمة أميركا والتحريض ضدها، وتدعو إلى تظاهرات لتطلق شعارك الشهير "طز.. طز.. أميركا"، واليوم تلهث خلفها؟
.. لماذا مارست الخديعة طوال كل هذا الوقت، وأوهمت الشعب الليبي والشعوب العربية بأنك لن تهادن أميركا، وستبقى تدين سياساتها، وسلمتها المقراحي، واليوم تعمل ما بوسعك لنيل رضاها؟
.. كثيرة هي الأسئلة التي يمكن طرحها اليوم، ولكن المسلم به أن كل الويلات التي أصابت الشعب الليبي كانت نتيجة سياسات القذافي ومغامراته، ما يثير الشكوك في أنه على الرغم من مظاهر العداء لسياسات أميركا إلا أنه مباشرة أو غير مباشرة كان ينفذ إرادة البيت الأبيض، والغاية هي تبديد ثروة الشعب الليبي، وتبذيرها هنا وهناك؟
أليس غريباً، على سبيل المثال لا الحصر، أن يدفع القذافي المليارات إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي، وإلى حركات مسلحة في أميركا الجنوبية، وإلى منظمات تمارس العنف كمنظمة بادر ماينهون؟
لقد أتحفنا القذافي، وعلى مدى نصف قرن، بالدعوات لدعم القضايا العربية وحقوق العرب المسلوبة، وفجأة، ومن دون سابق إنذار، أنكر العروبة، واعتبرها شيئاً من الماضي، ليعلن أن ليبيا أفريقية وليست عربية؟!
..ألم تصم آذاننا من ارتفاع الصراخ الليبي بأن محاربة أميركا واجب وطني وقومي وإسلامي، ثم فجأة يري القذافي زيارة واشنطن؟
...إن تاريخ هذا الرجل حافل بالتداعيات، فهو عندما كان يعتبر نفسه أمين القومية العربية، أرسل بعثة الحج إلى القدس المحتلة لتلتقي الإسرائيليين، وعندما كان يؤكد أن ليبيا ستبقى رأس الحربة ضد الامبريالية والاستعمار، كان من جهة أخرى يدفع الأموال لمحاربة كل من يقف في مواجهة إسرائيل وأميركا، بل وصل به الأمر يوماً إلى إرسال مجندين لزرع القلاقل في مصر، وقد وصفه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في ذلك الوقت بمجنون ليبيا!
..نعم إن المقراحي مثله مثل الشعب الليبي، ضحايا مغامرات معمر القذافي.(انتهى)
سويسرا تعتذر
عن اعتقال هنيبعل القذافي
قدم الرئيس السويسري هانس رودولف ميرز أمس في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس اعتذاره إلى ليبيا عن اعتقال هنيبعل القذافي ابن الزعيم الليبي العام 2008 في سويسرا، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس السويسري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الليبية علي المحمودي "أقدم اعتذاري إلى الشعب الليبي على قيام شرطة جنيف باعتقال ديبلوماسيين ليبيين ظلماً".
وأضاف الرئيس السويسري أن السلطات الليبية وعدته بالسماح لرجلي أعمال سويسريين بمغادرة ليبيا بعدما كانا منعا من السفر منذ اندلاع هذه الأزمة.
ورداً على سؤال لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية حول رجلي الأعمال السويسريين قال الرئيس السويسري "لقد وعدني الليبيون بالسماح لهما بمغادرة البلاد قبل الأول من أيلول".
وقال الرئيس السويسري أنه حقق الهدفين اللذين أراد تحقيقهما من هذه الزيارة وهما تسوية "مسألة هنيبعل" وإعادة الشركات السويسرية إلى السوق الليبية.
وأضاف "اليوم نفذت مهمتي وحققت أهدافي وهي طي صفحة العام الماضي وفتح الطريق أمام الشركات السويسرية للعودة إلى السوق الليبية".(انتهى)
ـــــــــــــــــ




