العقيد القذافي - الوحدة العربية ضد مصر



الوحدة العربية ضد مصر
و فيما يلي سنعرض للقارىء جزءا او مرحلة من التاريخ الصاخبة و البراقة و المليئة بالمبادىء و الشعارات و الوعود فاين نحن اليوم من هذه القيم و من حفظ و بقي عليها و من انحدر او تخلف .لقد اجتمع العربان في ليبيا و لحسن حظهم ان العقيد القذافي لم يزجهم جميعا في السجن او قام بقتلهم جميعا ك"ابراهيم باشا الجزار" المشهور تاريخيا بمجزرته الجماعية فيداره في مص بعد ان دعى جميع القادة الى بلاطه ...
و فيما يلي هو استعراض للقذافي و دعاية اعلامية مدفوعة لاعلام محلي كان يقتات منه اظهره على انه المخلص او الرئيس الراحل عبدالناصر رحمه الله أو النبي الجديد خلافا لما كتبه الله حيث ختم انبياءه بالنبي محمد (ص) او المسيح المنتظر .و جاء هذا الحضور و الاستقطاب للدول العربية التي اجمعت على ان تعيش في سلام و امان و ازدهار على حساب الاخرين و يتم ذلك على الشكل التالي الا و هو ان تصرف او تعرب مشاكلها المعقدة و اللامتناهية و التي تعود في جذورها او اساسها الى الاختلاف في التبعية للبلدان الخارجية المستعمرة على تنوعها و تعدد قيمها و افكارها الفلسفية في تسيير افكارها الاقتصادية و السياسية و مصالحها في السيطرة على الثروات الطبيعية.على ان تنحصر ساحة الشطرنج او الصراعات في بقعة صغيرة من هذا العالم اسمها لبنان.
جاء هذا الحدث بعد اختطاف الامام الصدر و صاحبيه، الذي طالما نادى العرب بالتجمع لانقاذ لبنان و القضية الفلسطينية بجهود موحدة و عدم تجاهل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في حالة الطوارىء هذه و النكبة و الفجيعة...
و هذا كان هدف رحلته الى ليبيا و لكنه قصد المكان الخطأ في الوقت و الزمان الخطأ.و قد اكدت شقيقة الامام الصدر في مقابلة على محطة o.t.v اللبنانية في شهر آب 2008 ان العرب اتفقوا على اخفاء الصدر و لكن غاب عنها ان تذكر ايضا الدول الكبرى التي تحرك الدول العربية دون ان ننسى من لا يناسبه وجود الامام الصدر في ايران الجمهورية الاسلامية.
ومن المفترض ان يكون هذا اللقاء في طرابلس فاتح بداية مرحلة جديدة لتعاون عربي مشترك ،حيث يعتبر السلاح في اي قطر عربي سلاح لكل العرب واختلاف الانظمة لا يمنع التضامن والوحدة.والجماهيرية تعتقد انها تفتح قلاعاً صناعية جديدة وتحقق مقولة البيت لساكنه وتغييرا لفكرة الزحف على السفارات و القضاء على الروتين والمظاهر وتحويلها الى مكاتب شعبية.
18/9/79 المجالس- الوطن العربي ،طرابلس – من هداية سلطان السالم:
اتخذت احتفالات الذكرى العاشرة لثورة الفاتح من سبتمبر هذا العام ابعاداً قومية واضحة, فكانت المعاني الكامنة خلف ذلك الحشد الكبير من القادة العرب شديدة الوضوح, تدل على معان عدة في مقدمتها ان التضامن العربي قد اصبح حقيقة واقعة وان خروج نظام واخراج قطر من ساحة المعركة لا يمكن ان يؤثر بحال من الاحوال على تصميم الامة العربية على انتزاع حقوقها الكاملة وتحرير ارضها.. ولن يضعف ارادة النضال, بل سيزيدها احتداماً حتى التحرير...
لن اتكلم عن الاحتفالات وروعتها, ولا عن تلك الهتافات التي تكاد تشق الحناجر, فذلك حديث معاد لا جديد فيه, ذلك ان كل فرد من الجماهير العربية في الجماهيرية, يشعر ان الثورة ثورته, وان حمايتها واجبه, وان تحقيق اهدافها يحقق خيره وعزته..
كانت الاحتفالات رائعة, وكان التنظيم دقيقاً, رغم ذلك الاقبال الخارجي الذي يفوق حدود التصور, لكن الاروع من الاحتفالات هي تلك الروح المخلصة والصادقة وذلك الحماس الايماني اللذان سادا الاجواء..
ومما لا شك فيه ان الجماهير العربية في ليبيا بالتفافها حول ثورة الفاتح, وسعيها الدائم لوضع مقولاتها الفكرية موضع التطبيق, تعطي الدليل الاكيد لشعوب العالم كافة على ان التلاحم بين الثورة والجماهير من شأنه ان يصنع المعجزات...
ومما لا شك فيه ايضاً ان ما تحقق على ارض الفاتح خلال سنوات الثورة العشر اشبه ما يكون بالاساطير, فقد تحولت ليبيا من بلد متخلف الى بلد متقدم, ومن بلد مستبعد الى بلد حر يخدم قضية الحرية والانسان في كل مكان, ومن بؤرة لضرب قوى الامة العربية, الى عرين لهذه الامة.
ثورة الفاتح كانت ثورة على التخلف والجمود, وبداية الانطلاق نحو السيادة الحقة والحرية الكاملة, ونحو تحرير العقل العربي بين عقلية التقليد الاعمى التي كادت تعيد اليه عهود الجاهلية. انها ثورة العقل والايمان الصحيح, وثورة البناء والتصنيع, وثورة الاعمار والاستزراع والاسكان, وثورة العقيدة والوجدان.
والمهم في ثورة الفاتح انها ثورة مستمرة, وانها تقدمية التطلعات, قومية العمل والاتجاهات, تضع الوحدة في طليعة الاهتمامات وتسعى الى تحرير الانسان من كل المعوقات. والمهم كذلك انها استطاعت ان تحل المشكل الديمقراطي وان تضع الحل الاقتصادي الصحيح لمشاكل الانسان... وانها شهدت ميلاد اول جماهيرية في التاريخ: وجعلت من مقولة سلطة الشعب حقيقة واقعة.
الابعاد الوطنية والقومية لاحتفالات العيد العاشر
في اعتقادي ان هذه الظاهرة القومية والعالمية الرائعة التي شهدتها الجماهيرية بمناسبة احتفالات العيد العاشر للثورة لم تكن عفوية... وان كانت عفوية ... فلأول مرة تستقطب عاصمة عربية – خارج مؤتمرات القمة – كل هذا العدد الكبير من القادة.. وهذا يؤكد على مدى رصيد الحب والاعجاب بالثورة وانجازاتها..
لقد تواجد في طرابلس كل من: الملك حسين ملك الاردن, والرئيس حافظ الاسد, والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة, والشاذلي بن جديد رئيس جمهورية الجزائر وعبد الفتاح اسماعيل رئيس هيئة رئاسة مجلس الرئاسة في اليمن الديمقراطية, والشيخ سعد العبد الله السالم ولي عهد الكويت ورئيس مجلس وزرائها والامير عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية, والشيخ حمد بن عيسى ولي عهد البحرين ووزير دفاعها والسيد نعيم حداد نائب رئيس مجلس الوزراء وعضو مجلس قيادة الثورة العراقي, والسيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية, وممثلين عن دول عربية اخرى, بالاضافة الى ضيوف الجماهيرية من افريقيا والعالم.
ومثل هذا الحشد يمكن اعتباره قمة عربية, واجماعاً على التضامن العربي, وعلى رفض الاستسلام, وعلى احباط كل المؤمرات التي تحاك ضد الامة العربية.. فقد تمثلت في هذه المجموعة دول الصمود والتصدي, ودول الدعم والاسناد. لذلك يمكن القول ان لقاء طرابلس العفوي قد اكد الحقائق الثابتة التالية:
1-رفض سياسة كمب ديفيد جملة وتفصيلاً, وبالتالي رفض الاستسلام الكامل الذي تخطط له الامبريالية والصهيونية ويدعمه نظام السادات.
2-الاصرار على التحرير الكامل وعلى تحقيق حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني.
3-دعم سوريا والاردن ومنظمة التحرير, وبالتالي دعم الجبهة الشمالية تعويضاً عن اخراج مصر من ميدان المواجهة.
اما الامور البارزة والمهمة باستثناء ذلك, والتي يمكن استخلاصها سواء من الاجتماعات الجانبية ومن المعاني التي ينطوي عليها اشتراك القادة العرب في حفل تخريج ضباط الكليات العسكرية في الجماهيرية, او من الاستعراض العسكري القومي الذي اقيم في بنغازي فهي التالية:
اولاً: لا صوت يعلو على صوت المعركة, وان ما يجمع بين الاقطار العربية هو اكثر مما يفرقها, فما يجمعها حقائق ثابتة, وما يفرقها امور عارضة, لذلك فإن التضامن امر ضروري وحتمي, وقد كان لقاء طرابلس تظاهرة رائعة للتضامن.
ثانياً: ان خيانة نظام السادات مدانة من كل العرب, وان حشوده التهديدية على حدود الجماهيرية لا يمكن ان تخيف احدا, واضافة الى ان ليبيا لا تقف وحدها, فكل الدول والجماهير العربية تساندها وتقف وراءها اذا كتبت عليها المعركة.
ثالثاً: ان السلاح في اي بلد عربي هو سلاح لكل العرب, وان امتلاكه ليس للعدوان وانما لممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس وتحرير الارض. وبالتالي فإن السلاح سيشترك في صد اي عدوان مستقبلي.
رابعاً: ان اخوة السلاح التي تجمع بين الجنود العرب هي اخوة حقيقية, لان المعركة واحدة والمصير واحد.
خامساً: ان اي تآمر على اي بلد عربي, هو تآمر في مسلسل الغدر ضد هذه الامة ولا يمكن ان يحقق اهدافه.
سادساً: ان اشتراك الدول الافريقية الى جانب الاقطار العربية هو تأكيد للتلاحم العربي الافريقي, لان ما يجابه العرب والافارقة هو خطر مشترك, ولان النضال العربي والافريقي هو نضال من اجل الحرية وانهاء الاستغلال والهيمنة.
سابعاً: ان العلاقات العربية يجب ان تقوم على الثقة المتبادلة وعلى الجهد الصادق من اجل الخير العربي المشترك.. وان الاختلاف في النظم السياسية هو اختلاف شكلي واقتصادي لا يحول دون السعي الى تحقيق الوحدة, وهذا ما اشار اليه العقيد معمر القذافي في البيان الذي القاه خلال العرض العسكري في بنغازي, مدينة البيان الاول لثورة الفاتح.
ومن هنا فإنه من المتوقع ان تشهد العلاقات العربية بعد لقاء طرابلس مرحلة جديدة من التعاون غير المحدود, الذي يرفض الاعتبارات المعوقة والمصطنعة..
فاللقاء الليبي – السعودي مثلاً هو بداية لتعاون على الصعيد القومي, بعد ان ظهر بوضوح ان نظام السادات وما يرمز اليه انما كان يسعى الى الوقيعة ويظهر الامور على عكس ما هي عليه...
الحرية للجماهير
على الصعيد الوطني في الجماهيرية يمكن القول ان احتفالات العيد العاشر قد تميزت بما يلي:
اولا: تحقيق مقولة البيت لساكنه, بعد تحقيق السلطة الشعبية.
ثانياً: افتتاح القلاع الصناعية والحضارية.
ثالثاً: الثورة على البيروقراطية المكتبية وعلى البورجوازية المظهرية عن طريق زحف الجماهير على السفارات وتحويلها الى مكاتب شعبية.
رابعاً: تحقيق مقولة الشعب المسلح, عن طريق تدريب وتسليح طلاب المدارس الثانوية.
خامساً: دعوة الليبيين في الخارج للعودة الى بلادهم والاسهام في الجهود المبذولة من اجل تحقيق اهداف الثورة.. فالثورة لا تحجر على الفكر ولا تقيم السجون من اجل المواطنين.
..... وبعد ان الحديث عن ثورة الفاتح حديث طويل لا يمكن ان ينتهي لان منجزات الفاتح لا تعرف النهاية. والاعزاز الذي يملأ القلب اعزاز يتزايد, والثقة بالمستقبل تتعزز وتتأكد.. فمن ليبيا طلعت ثورة الفاتح لتبدد سحب اليأس.. ومن ليبيا دائماً يأتي الجديد.
ان ثورة الفاتح فكر وانجازات لا تعرف الحدود.(انتهى)
___________________________________




