الثورة الاسلامية الايرانية - الازمة الايرانية من الداخل
مقابلة مع صادق قطب زادة رجُل الخميني في الاتصالات العربية
الشاه والجيش يذهبان معاً ولن يكون فراغ بعدهما
المصدر: الكفاح العربي لا تاريخ - مصحح
منذ بضعة اسابيع نشرت مجلة "نيوزويك" خبراً صغيراً تتهم فيه بعض بطانة الامام الخميني بالاتصال بالشيوعيين والسوريين والليبيين, ثم سمت صادق قطب زاده, احد معاوني الامام الخميني, وجعلته صلة الوصل بين الامام وبين "المخابرات الليبية" ومضت الى حدّ القول انه ذهب بجواز مزور الى ليبيا مرتين.
ثم ما لبث مجلة "جون افريك" ان نقلت الخبر بعد ان نسبته الى مصادر في الاستخبارات الفرنسية وبعدها تلقفته صحافة اليمين واحدة بعد واحدة.
وصادق قطب زاده صحافي ايراني مستقل, وخميني واحد قادة حركة تحرير ايران قابلناه لنسأله عن اخر اخبار ايران وعن توقعاته الشخصية, سيما وان صلاته بالامام الخميني وقربه منه وسفارته له تجعل لكلامه دلالة خاصة. وكان بديهياً ان نبدأ بسؤاله عن سير الحملة عليه شخصياً.
وكان جوابه هو "ان هذا ليس بجديد علي. منذ 18 سنة سحبت الحكومة الايرانية مني جواز سفري. ثم طردت من الولايات المتحدة حيث كنت اكمل دراستي, ووجدتني في وضع يقصد منه استدراجي الى ايران.
وفي ايران اوقف شقيقي واودع السجن مدة ستة اشهر, مع انه لم يكن له اي نشاط سياسي. فقد كان القصد ابتزازي لاعود للبلاد بعد محاولات. يائسة مع السلطات الايرانية. بعد توسيط منظمات دولية مختلفة: كمنظمة الشبيبة الكاثوليكية الدولية, ومنظمة حقوق الانسان ومنظمة الديمقراطيين العالميين الخ عمدت الى اخذ جواز سوري بعد ان توسط احد الاصدقاء عام 1964 لدى رئيس الحكومة السورية يومها – الاستاذ صلاح البيطار – اثر ذلك بدأت محاولة شرائي. وعندما فشلت جاءت محاولة اغتيالي: كان واضحاً انني بت محكوماً بالاعدام او بالنفي المؤبد, واعتقادي ان الحملة الاخيرة هي استمرار للاولى انها محاولة اعدام معنوية.
-
يقال انك سافرت الى ليبيا مرتين وبجواز سفر مزور وانك صلة الامام بالشيوعيين.. الخ؟
-سافرت الى ليبيا مرتين فعلا بناء لطلب الامام الامام الخميني ولسؤال المسؤولين الليبيين عما يعرفونه حول قضية الامام الصدر. لكن الاسم الذي ذهبت به هو اسمي الحقيقي المسجل على جواز السفر.. اما الاتصال بالشيوعيين فقضية غريبة. ذلك ان الشيوعيين الايرانيين يتهمونني من جهتهم بالعداء للشيوعية. -
نشرت لك صحيفة "لوسوار" البلجيكية حديثاً تهاجم فيه السيد كريم سنجابي حين اعتقل وقلت ان المقصود من اعتقاله هو اعطاؤه بعض الشعبية, في حين ان خطاب سنجابي الاخير يشير الى مطالبته بتنحي الشاه؟
-القضية ليست قضية مهاجمة. بل المسألة كلها هي اننا نعتقد بأنه نتيجة للتجربة الصعبة والاستبداد, فان الطريق الوحيد الناجح لاخراج الشعب الايراني من البؤس الذي يعانيه, وتقديم حل له قيمته للمشاكل الهامة التي نواجهها, هو طريق السلام. وعلى هذا فإن شاغلنا الاساسي هو تنظيم المسلمين وترقية مفاهيمهم الايديولوجية من اجل مستقبل البلاد. ومن هنا فإنني ارفض الاعتراف بالتنظيمات المعادية للاسلام او اللااسلامية. ورأيي الشخصي هو انها ليست مفيدة للنضال الذي نخوضه. ولا اعتقد ان الاحزاب غير الدينية بما في ذلك الجبهة القومية, تستطيع ان تقدم ادنى حل للازمة الحالية!
اما بالنسبة لخطاب سنجابي الاخير فإننا نرحب به مثلما نرحب بكافة المواقف والتصريحات التي تتخذ ضد النظام الحالي؟ -
من المعروف انك من الخمينيين. وانك في الحين ذاته في قيادة حركة تحرير ايران: فأي الامرين هو في نظرك وضعك الرئيسي؟
-الاساس الايديلوجي لحركتنا هو الاسلام. وخمينيتنا سببها اسلامي. وكما تعلمون فان في داخل الحركة الخمينية العريضة اناساً يؤيدون الخميني لمعاداتهم ولمعاداته هو للنظام الشاهنشاهي. اما نحن فنؤيده لهذا ولاسلاميتنا. وبهذا المعنى فنحن خمينيون خمينية تامة كامة ... وهذا هو وضعنا منذ 15 عاماً وليس من الان ونحن نؤمن بأن الدين والسياسة وجهان لحقيقة واحدة وانهما لا ينفصلان. ونؤمن بأن روحانية السياسة امر لا غنى عنه لمجمل الحياة الانسانية بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يبقى ان الاسلام ليس برنامجاً اقتصادياً, بل هو مثال اعلى اقتصادي ومثال اعلى للعدالة. والبرنامج يتحدد بحسب حاجات البلدان بل والمناطق. فشمال ايران على سبيل المثال غير جنوبها. وبطبيعة الحال فإنني هنا لا استطيع الدخول في تفاصيل. لكن دعني اقول ان برنامجنا يتناول ثلاثة بنود اساسية في مجال الاقتصاد. الاصلاح الزراعي, التصنيع, والنفط كما يلح على تكامل هذه العمليات. فليس يكفي ان توزع الارض على الفلاحين لكي يبيعوها بعد حين بسبب الاقساط المتراكمة بل لابد من تأمين التجهيزات الضرورية – وبصورة مجانية اذا امكن. ومن المعلوم ان لدينا حاجة للماء في ايران. لابد اذن من تحلية مياه البحر وتوزيعها على الفلاحين. ثم تسهيل عملية توزيع المنتجات الزراعية عبر تعاونيات مع التشديد على تأمين الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
مثال اخر: التصنيع: الصناعة الحالية تركيبية, وهي لم تغير في علاقة التبعية التي نعاني منها شيئاً: فنحن نبيع مواد اولية ونشتري مواد مصنعة.. لكن نركبها. وهذه المواد المصنعة لا تستجيب لحاجات ايران الحقيقية. فالايرانيون لا يحتاجون الى صناعة السيارات الان, بل يحتاجون الى صناعة البناء ومواد السكن والتجهيز المنزلي والخلاص من احياء الصفيح اكثر...(انتهى)




