الثورة الاسلامية الايرانية - حياة الامام الخميني صفحات ناصعة من علم الثورة والايمان
حياة الامام الخميني
صفحات ناصعة من علم الثورة والايمان
اذا قدر لشاه ايران ان يحكم طيلة ثمانية وثلاثين عاماً, فان هذا يعني ان الشعب الايراني كان خاضعاً للظلم وراضياً بالارتباط مع الاجنبي ومتذللا لحكم الاقطاع والتسلط, وانما كان يجمع طاقاته بين الفينة والاخرى, ويفجر نقمته بين المرحلة والثانية. ولكن ثورة الشعب في ايران, كانت تبحث عن منهج وقائد لها, عن منهج يضع نضال الجماهير في اطاره الصحيح الذي لا يتيح الفرصة للامبراطور محمد رضا بهلوي ان يستفيد منه, ويعود لفرض تسلطه بعد غياب مؤقت, وعن قائد يعرف كيف يوجه الثورة نحو هدفها بحيث يقف امامها الشاه واجهزته القمعية عاجزاً وراضخاً.
وبعد حوالي العشرين عاماً من النضال المتواصل. تحركت جماهير ايران بالاسلام, وثارت على الشاه ونظامه بقيادة الامام الخميني. لتصنع ابرز ثورة شعبية عرفتها منطقة الشرق الاوسط, في العصر الحديث ومنذ قيام ثورة 13 يوليو في مصر.
لقد استطاع هذا الشيخ الجليل, الذي امضى ثمانين عاماً من عمره بعيداً عن الاضواء, ان يطيح باكبر قاعدة استعمارية في الشرق الاوسط, وان يقارع وينهي النظام الذي قال المراقبون السياسيون والاستراتيجيون ان خلعه يعتبر من رابع المستحيلات.
واذا كان شاه ايران قد نفى الامام الخميني مؤقتاً وهو متربع على عرشه ومعتمر تاجه. فقد تمكن هذا الثائر المؤمن, من ان ينفي ملك الملوك الى الابد, وهو متربع على سجادة بسيطة في خيمته المتواضعة في باريس. ومعتمر عمامته الدينية.. فمن هو هذا القائد الايراني, الذي قلب موازين العالم بثورته, اربك استراتيجياً الغرب والشرق على حد سواء. ونقل ايران من قاعدة استعمارية الى واحة ثورية مؤمنة ومساندة لحق الشعوب في التحرير؟
ومن هو هذا الامام, الذي انهى عهد التسلط والارهاب, ووضع ايران على عتبة استفتاء شعبي ليختار شعبها النظام الذي يرضاه ويسعى من اجله, في اول حق ديمقراطي صحيح يمارسه بعد انتهاء عهد الامبراطورية الفاشية؟
الخطوط الاساسية التي حكمت جهاد الامام
منذ عام 1963 حتى الان, بلغ الصدام ما بين الامام الخميني والسلطة الايرانية البهلوية ذروته, فمن الاعتقال الى القمع الرهيب للجماهير الى العسف بالطلائع المؤمنة التي رباها الخميني على قيم الجهاد والفداء, الى نفي الامام خارج البلاد خوفاً من استمراره في الجهاد الذي استمر فيه من منفاه, بالرغم من صعوبة الظروف وضيقها. في هذه الفترة تبلورت الخطوط الاساسية التي تحكم مسيرة جهاد الامام, وهي العداء للاستعمار والصهيونية, واعتبار ان خطرها لا يقتصر على الارض المغتصبة في فلسطين بل هو مرشح للامتداد, من هنا جاء توجهه للثورة الفلسطينية واعتبارها الاطار النضالي الذي وضع القضية في المنحى الطبيعي, باعتبار الكفاح المسلح اسلوباً في المواجهة مع الصهيونية.
نبذة عن تاريخه
في الشهور الاولى من حياته فقد الامام الخميني اباه, وحرم بذلك من حنان الابوه, وقبل ان يكمل سن الخامسة عشر فقد عمته التي ساهمت الى حد كبير في تربيته, وفي نفس تلك السنة فقد امه, ولكن الامام رغم هذه المصاعب. لم يفقد ذاته. لقد واصل الجهاد في طلب العلم والمعرفة والفضيلة دون انقطاع, واحرز اعلى الدرجات والمراتب في هذا المضمار, وتمكن من تخطي المراحل الاولى والضرورية بسرعة وتفوق, وما ان اتم سن الخامسة عشر حتى شرع بتحصيل العلوم الاسلامية على ايدي خيرة المدرسين وافضلهم, ابتداء من اخيه "بسنديدة" وانتهاء بالمرجع الديني المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري, حيث حاز على مرتبة الاجتهاد في سن مبكرة تقريباً, وانتقل مع الحوزة العلمية من "اراك" الى مدينة "قم" ليكون نفسه علمياً ومستقلاً, واصبح من ابرز المجتهدين والعلماء النوابغ ومن خيرة علماء الحوزة العلمية لمدينة "قم", وان الامام الخميني بالاضافة الى المنزلة الرفيعة التي نالها في الفقه, امتلك تخصصاً عميقاً في علم الفلك والفلسفة والعرفان.
وقد امضى الامام الخميني شطراً من حياته في تدريس كتب الفلسفة والفقه والاصول. وكان تدريسه لا يقتصر على الجانب الاكاديمي بل يتعداه الى تربية النفوس وتهذيبها وتوجيهها في شتى شؤون الحياة.
المعلم والمؤلف:
بدأ الامام الخميني بتدريس الفلسفة وكان عمره حينذاك لا يتجاوز السبعة والعشرين, وانتقل بعد ذلك الى تدريس العلوم الاخلاقية بغية بناء الانسان المتكامل المتحلي بالادب والاخلاق الاسلامية السامية, وبعد ذلك انكب على تدريس كتب الفقه والاصول وبدأ بتدريس ما يسمى بدرس الخارج "وهي محاضرات تقريرية في الفقه والاصول المتعارف عليها", وقد تميز تدريسه في الحقلين الاخرين عن اقرانه ومعاصريه بميزات واضحة, مما سبب تحولاً كبيراً في جامعة "قم" الدينية, ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى احتل الامام الخميني اكبر منابر التدريس الاسلامي في الجامعة الاسلامية الشيعية.
وبالاضافة الى نيله هذه الميزة التدريسية الفريدة, فقد احتل مكاناً بارزاً في الخطابة والبيان والكتابة, والف كتباً عدة في مختلف الميادين, حيث ان البعض منها لم يطبع بعد, وكان باكورة تأليفاته هو كتاب "صباح الهداية" الذي كتبه ولم يكن قد تجاوز بعد سن السابعة والعشرين من عمره, واعقبه بشرح على كتاب "وعاء السحر" الذي عبر فيه عن مقدار رقيه الفكري في المسائل العقلية, ومن ثم الف كتاب "اربعون حديثاً" الذي اشتمل على سبعة احاديث في المسائل العقلية وثلاثة وثلاثون حديثاً في المسائل الاخلاقية.
و مما الفه الامام الخميني نذكر:
1-حاشية على كتاب "نصوص الحكم" للقيصري.
2-حاشية على كتاب "مفتاح الغيب".
3-كتاب اسرار الصلاة او معراج السالكين
4-رسالة في الطلب والارادة.
5-حاشية على رسالة وشرح حديث راس الجالوت للقاضي سعيد, وشرح مستقل عن ذلك الحديث.
6-كتاب كشف الاسرار.
7-شرح حديث "حدود العقل والجهل".
8-كتاب اداب الصلاة.
9-الرسائل: بالنسبة الى قاعدة "لا ضرر ولا ضرار", والاستعجاب", و"التعادل", و"الترجيح والاجتهاد والتقليد والتقية".
10-كتاب "تحرير الوسيلة, كامل للدورة الفقهية".
11-دروسه الفقهية في النجف الاشرف والتي طبع منها حتى الان اربعة مجلدات.
12-كتاب الطهارة: وهو كناية عن بحوث فقهية وطبع منها ثلاثة مجلدات.
13-كتاب تهذيب الاصول: وهو تقديرات درس اصول الفقه في مدينة "قم" وطبع في ثلاثة مجلدات.
14-كتاب "نيل الاوطار في بيان قاعدة لا ضرر ولا ضرار".
15-رسالة الاجتهاد والتقليد.
16-كتاب "زبدة الاحكام".
17- كتاب الحكومة الاسلامية او ولاية الفقيه".
18-كتاب "جهاد النفس او الجهاد الاكبر".
19-كتاب "المكاسب المحرمة" وطبع على مجلدين.
20-رسالة تتضمن بعض الفوائد في المسائل العويصة او الصعبة.
التحرك نحو الثورة:
تسلم الامام الخميني زعامة الشعب الايراني المسلم, بعد وفاة مرجع الشيعة في العالم, الامام آية الله البروجردي, وبدأ حركته الاسلامية ونهضته المعادية لنظام الشاه الديكاتاتوري بصورة علنية وصريحة ومباشرة.
في نفس الوقت الذي اعلن فيه النظام البهلوي عن عزمه على تطبيق المشروع الاستعماري او ما سمي بـ"الثورة البيضاء". وقد ارجع المراقبون اسباب ودوافع نهضته الى اربعة اسباب:
1-محاولة منع انحراف المفاهيم الاسلامية.
2-حشد طاقات جماهير ايران المسلمة ضد الصهيونية.
3-فضح المشروع الاستعماري المسمى "بالثورة البيضاء".
4-الدفاع عن مبادىء الشريعة الاسلامية الحضارية.
وبعد ذلك, بدا يقود الانتفاضة الجماهيرية تلو الاخرى, وفي احدى الانتفاضات, اعتقل الشاه الامام الخميني وزج به في السجن, مما ادى الى قيام انتفاضة شعبية على شكل تظاهرات استنكار صاخبة, هتفت بحياة الامام الخميني وبسقوط الشاه وسياسة الارتهان, وقد رددت الجماهير السؤال: ما العلاقة التي تربط بين الشاه واسرائيل حتى تحذرنا منظمة الامن التابعة للشاه من الكلام حولها؟ وقد ادان الامام الخميني في خطاب تاريخي كان قد القاه اعمال منظمة امن الشاه الدنيئة وقال: وردني نبأ يفيد بأن منظمة الامن استدعت عدداً من خطباء طهران, وطلبت منهم بواسطة التهديد ثلاثة امور:
-عدم الاساءة الى الشاه.
-عدم مهاجمة اسرائيل.
-عدم التصريح بأن الخطر يحدق بالاسلام.
والجدير بالذكر, هو ان جميع مشاكلنا واختلافاتنا تكمن في هذه المواضيع الثلاثة, فاذا ما تجاوزناها, فلا خلافات, ومن الضروري ان نلاحظ, اننا اذا لم نقل بأن الشاه معرض للخطر. فهلينتفي الخطر؟ واذا لم نقل بأن اليهود واسرائيل مصدر الخطر على ايران, او ليست معرضة الان لخطرهم الداهم؟ ولنتحرى الاسباب ونتساءل, ما العلاقة التي تربط الشاه واسرائيل. وهل تعتقد منظمة الامن, بان الشاه يهودي!!
بعد هذا الخطاب, قام الشاه باستعمال كامل وحشيته والته العسكرية من دبابات وطائرات ومدافع رشاشة ومدافع ميدان, في ابشع جريمة ذبح جماعية لشعب قام بها برابرة على وجه الارض. واذا بوكالات الانباء والمراقبين ينقلون انطباعاتهم من طهران فيقولوا: لقد بدت طهران اشبه بمدينة عصفت بها موجة غزاة برابرة. فما من زاوية او رصيف او منعطف شارع او ساحة الا وتكدست فيها الجثث,وقد بلغ عدد الشهداء خمسة وعشرون الفاً, ما عدا عشرات الالاف من الجرحى الذين لم تستوعبهم لا المقابر ولا المستشفيات بينما كان المتظاهرون يهتفون للامام الخميني المعتقل في سجن الشاه. الموت دونك يا خميني, بالروح نفديك يا خميني, وليسقط الشاه. وفي اعقاب اعتقال الامام الخميني, وبعد هذه الانتفاضة الجماهيرية الرائعة. ثارت حملة احتجاج واستنكار واسعة ضد الشاه في انحاء العالم الاسلامي. وقد شجب عدد من كبار العلماء هذه العملية النكراء, وعلى راسهم فضيلة شيخ الازهر وقتها. الامام الاكبر محمود شلتوت. الذي بذل جهداً كبيراً في توحيد صفوف العلماء المسلمين ودعاهم في بيان اصدره الى التصدي لهذه العملية. وختمه بالقول: فاشهد اللهم ان اعتداء على حملة رسالتك قد وقع. وان رفع الاذى عن اوليائك فرض في رقاب المؤمنين بك. وانت نعم المولى ونعم النصير". وارسل شيخ الازهر الشريف برسالة الى الشاه قال له فيها: اذا هانت كرامة العلماء. هان في الامة كل عظيم. ولم يبق على ظهرها معنى مقدس ولن يكون ضيم العلماء الا نذير تهلكة. لا ينجو منها الا انصار الحق ودعاته والقائمون على احترامه".
وتحت الضغط الداخلي والخارجي من انحاء العالم الاسلامي. اطلق سراح الامام الخميني ونفي الى تركيا التي توجه منها الى العراق متابعاً من هناك رسالته التي لم يفل عضده وعزيمته امامها اية محاولة واية مؤامرة.
وراحت اجهزة الشاه بعد ذلك. تحرك اعلامها المضلل لفبركة الاكاذيب من اجل تضليل الرأي العام الايراني.
فادعت اجهزة الشاه. انها القت القبض على شخص يدعى "عبد القيس جوجو". وهو لبناني. قالت انه يحمل معه مبلغ مليون "تومان". مرسل من قبل جمال عبد الناصر لشخصيات خاصة في ايران.
ولكن كل اباطيل الشاه. لم تؤثر في موقف الامام الخميني. الذي واصل نضاله. وقد القى بعد اطلاق سراحه بأيام. خطاباً في طلبة ايرانيين جامعيين قال فيه: "ان من اهدافنا هي: الاسلام واستقلال ايران وتطهيرها من رجس اسرائيل والاتحاد مع الاقطار الاسلامية".
ثم اعلن في البيان الذي اصدره مع عدد من كبار العلماء بمناسبة تخليد الذكرى السنوية للانتفاضة الجماهيرية الايرانية: ان منهجنا هو الاسلام. وهدفنا وحدة كلمة المسلمين. للوقوف صفاً رصينا في وجه الصهيونية واسرائيل وكل الدول الاستعمارية. وضد الذين ينهبون هذا الشعب المعدم وخيراته".
في المقابل. نشط علماء. البلاط الشاهنشاهي المزيفون. وبعد عدة اجتماعات سرية. انطلقوا يبثون بين الجماهير المسلمة بان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: الكفر ملة واحدة. فما معنى قيام الخميني. بدق ناقوس الخطر باستمرار ضد اسرائيل وحدها؟
وادرك الامام الخميني ابعاد هذا المخطط. وبادر الى اطلاع الشعب الايراني على المخططات الاجرامية التي يرسمها عملاء الشاه. وفضح في بيان صريح مؤامرات الشاه الشيطانية وقال: ان الامر المؤسف اشد الاسف واعمقه. هو سيطرة اسرائيل وعملائها" على مقدرات ايران. فاسرائيل في حرب مع الدول الاسلامية. والحكومة الايرانية تمد اليها يد الصداقة والتعاون. وتؤمن لها كل الامكانات الاعلامية وسبل استيراد بضائعها. لقد حذرت مراراً من الخطر الاسرائيلي المحدق بالدين الاسلامي.
والمهدد لاستقلال بلادنا واقتصادها بالفناء. ومما يؤلمني حقاً شيوع ما يقولونه " الكفر ملة واحدة" بين الناس, عن طريق السافاك. فهذا يغير نص القرأن الكريم. والهدف من اشاعته دعم اسرائيل وعملائها وتقوية مواقعهم تمهيداً لتأمين الحماية للفرقة السياسية المصطنعة باسم "البهانية" وهاجم الامام الخميني الاستعمار الامريكي والصهيوني وقال: فليعلم العالم, بأن جميع مشاكلنا تنبع من امريكا, وجميع مشاكلنا تنبع من اسرائيل, اسرائيل جزء من امريكا, وهؤلاء النواب (النواب الايرانيون) هم ايضاً من امريكا, وهؤلاء الوزراء ايضاً, كلهم عملاء وصنائع اميركا".
بعد اشهر من ابعاد الامام الخميني, تمكنت مجموعة من المناضلين من انزال اشد الضربات, بالمصالح الصهيونية والامريكية في ايران, ومنها اشعال النار في مكتب شركة "العال" الاسرائيلية في طهران, وحرق عدة دور سينما صهيونية, وشهر الحملة على مركز العلاقات الثقافية الايرانية الامريكية. وتنظيم عدة مظاهرات في شوارع العاصمة بمناسبات مختلفة معادية لاسرائيل. في تركيا, كرس الامام الخميني وقته لتأليف كتاب "تحريرالوسيلة", الذي حدد فيه الواجبات المترتبة على المسلمين لمواجهة الظالمين والنظم المستبدة الجائرة.
ثم انتقل سماحته الى العراق, حيث قضى تسعة اعوام, حيث كان له مواقف حاسمة ازاء الصهيونية, وقفها بكل جرأة في مختلف المناسبات والفرص. وكرر دعوته الى الشعب الايراني والى الشعوب الاسلامية عامة يحثهم فيها على خوض الكفاح الشامل.
موقف الامام الخميني من حرب حزيران
في بيان للامام الخميني اصدره ابان حرب حزيران 1967, قال فيه: يجب على الدول الاسلامية وشعوبها على اختلاف قومياتها ولغاتها: ان تتوحد وتبذل كل جهودها وامكانياتها في استئصال الغاصب المعتدي وان تكف عن مساعدة اسرائيل وعملائها والسائرين ركابها ومناصريها وان تقطع عنهم كل رابطة تجارية وسياسية وان تمتنع عن استعمال المنتوجات الاسرائيلية كافة. ولتعلم الامة الاسلامية جمعاء ان المخالف كما نوهنا به, يعتبر عدواً مناهضاً للاسلام والمسلمين".
ونتيجة لتصعيد نضاله, فقد هدده نظام الشاه بالاغتيال, فما كان منه الا ان اجاب في احد خطبه: ان الجهاز الجائر, يظن انني راض بهذه الحياة, فيهددني بالموت, ماهذه الحياة التي اعيشها؟ الموت لهذه الحياة. افضل ان اتحرر من الحياة باسرع وقت وانتقل الى الرفيق الاعلى, وانجو من هذه الحياة المليئة بالاسى والشقاء, ما قيمة هذه الحياة الممتزجة بصرخات واستغاثات الجماهير الايرانية المسلمة الكادحة والمضطهدة.
... وموقفه من حرب تشرين
واصدر سماحته بياناً حدد فيه نظرته الى حرب اكتوبر وقال فيه: بسم اله الرحمن الرحيم واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل, وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة.
على الدول التي تحارب اسرائيل ان تكون في هذه المعركة المقدسة جدية وقوية الارادة, وان تثبت وتقاوم وان لا تغفل عن الامر الالهي: تواصو بالحق وتواصو بالصبر", وان لا تهتم لتوصية اوامر المنظمات التابعة للدول الاستعمارية, حول وقف اطلاق النار, وعليها ان تطمئن الى انه في ظل الصبر والمقاومة, وتنفيذ الاوامر الاسلامية يكون النصر والظفر للامة الاسلامية. ولشد ما تكون كلماته هذه, نبراساً مضيئاً امام نضال الشعوب الحرة, ولشد ما سوف يكون موقفه ومؤازرته لقضايا الحق, عنواناً سامياً في تاريخ الكرامة,ولشد ما سوف تصفع ثورته. جباه الخونة والمرتدين او لم يقل يوماً: لقد احرقوا المسجد الاقصى ونحن نصرخ: دعوا اثار الجريمة باقية, في حين يفتح نظام الشاه حساباً في البنوك, لاعادة بناء وترميم المسجد الاقصى. وعن هذا الطريق, يملأ جيوبه وخزائنه, ويزيد ارصدته, وبعد ترميم المسجد, يكون قد غطى وستر كل اثار الجريمة الصهيونية.




