الخريطة الاميركية للشرق الاوسط - Page 6
| Article Index |
|---|
| الخريطة الاميركية للشرق الاوسط |
| Page 2 |
| Page 3 |
| Page 4 |
| Page 5 |
| Page 6 |
| Page 7 |
| Page 8 |
| Page 9 |
| Page 10 |
| Page 11 |
| Page 12 |
| Page 13 |
| Page 14 |
| Page 15 |
| Page 16 |
| Page 17 |
| All Pages |
دين براون "للمستقبل"
لا حل لمشكلة لبنان قبل حل القضية الفلسطينية
لا خطة سياسية أميركية بالنسبة للبنان
لا أمل بحل شامل.. بعد كامب دافيد
لا أشجع الفلسطينيين على التفاوض
لا تحسن في العلاقات الأميركية العربية
----
المستقبل – العدد 118 – 26 أيار/مايو 1979 واشنطن: من جوديث كيبر
في أخطر حديث يدلي به ديبلوماسي أميركي عاصر أزمات الشرق الأوسط، يقول السفير الأميركي السابق دين براون، الذي عاصر السياسة الأميركية الخارجية طوال ثلاثين سنة، أن هناك استحالة في التوصل إلى تسوية شاملة لقضية الشرق الأوسط بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد وأن الفرصة قد فاتت لمساهمة الفلسطينيين في أية مفاوضات مقبلة لموقف الحكومة الإسرائيلية المتصلب ولعدم قدرة الولايات المتحدة على مناقضة الآراء الإسرائيلية والوقوف في وجهها. ويضيف براون في حديث خاص مع "المستقبل" أن الرئيس كارتر ما زال يحلم بإمكانية التعايش العربي – الإسرائيلي، إلا أنه يستطيع أن يقول أنه "توصل إلى منع حدوث حرب ما". إلا أن كارتر ليس في مستوى كنيدي، ومن بعده كذلك جونسون ونيكسون وفورد.
ويصر براون في حديثه على حتمية المواجهة بين كارتر وإسرائيل التي "ستبقى سؤالاً مفتوحاً". وأن المصالح الأميركية "تتآكل بفعل التصلب الإسرائيلي حول الضفة الغربية" وتهدد علاقات الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي ومع دول النفط وحتى الاهتمام بعدالة ومساواة القضايا الإنسانية. ويؤكد براون على ضرورة إيجاد وسائل أخرى – غير إرسال بريجنسكي وشتراوس إلى دول الشرق الأوسط – لاسترار التباحث بين الدول العربية المعارضة لاتفاق السلام المصري – الإسرائيلي وبين واشنطن.
ودين براون الذي خدم سفيراً في الأردن ووصلها قبل أيام من اندلاع معارك عام 1970 وبقي في عمان حتى انتهاء حرب أكتوبر 1973. عمل مبعوثاً خاصاً للرئيس الأميركي إلى لبنان عام 1976 لمحاولة إطفاء الحرب اللبنانية.
ثم عاد مجدداً إلى لبنان والشرق الأوسط في مهمة مماثلة عقب اغتيال فرانك ميلوي السفير الأميركي في بيروت في نيسان 1976.
ويترأس السفير براون حالياً "مؤسسة الشرق الأوسط" ويتحدث عن شؤون الشرق الأوسط بمعرفة وخبرة عميقتين. فهو يزور المنطقة بين فترة وأخرى. وقد قام مؤخراً بتنظيم سلسلة من المؤتمرات عن فرص العمل الاقتصادية ومشاكل الشرق الأوسط لرجال الأعمال الأميركيين. وما زال براون يعمل مستشاراً من خارج وزارة الخارجية للحكومة الأميركية في الشؤون السياسية وإدارة الأعمال.
وفي هذا الحديث الصريح والخطير والشامل، الذي أجرته "المستقبل" مع براون في مكتبه بواشنطن، يسهب السفير السابق في شرح انعكاسات اتفاقات كامب ديفيد ويحلل الأسباب التي لم تسمح للرئيس كارتر في تحقيق التسوية الشاملة التي كان يطمح إليها. ويحذر براون – بل يلفت الانتباه – إلى أنه لا يسعى في حديثه هذا إلى إبراز صورته كمرشح لأي دور سياسي قيادي أو الإيحاء بأنه الثقة الوحيدة في الشؤون العالمية.
ويبدأ الحديث بين "المستقبل" ودين براون بالسؤال التالي:
• لقد تدهورت الاتصالات العربية الأميركية إن لم تتوقف منذ كامب ديفيد فكيف تشرحون عدم مقدرة الجانبين على جعل موقفهما أكثر دينامية؟
- ربما يمكن شرح ذلك إذا أدركنا بأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط كانت دائماً محتسبة مع أخذ المصالح الداخلية في الحسبان إلى حد بعيد، ولقد اعتقدنا بأن البلدان التي عرفت بتقاربها مع الولايات المتحدة ستعمد إلى ربط مصالحها الداخلية بشكل يدعم السياسة الأميركية، فللعرب مصلحة وطنية كبرى في قضيتين لم تحظيا بالاهتمام وهما: مستقبل القدس، والمسألة الفلسطينية ليس في الأراضي المحتلة وحسب بل وفي تشرد الفلسطينيين في الغربة.
• هل تعتقدون أن العرب قد فوتوا الفرصة برفضهم مجاراة السادات بعد زيارته للقدس ورفضهم للحوار بعد كامب ديفيد وما هي تلك الفرصة؟
- لا بد لي من التذكير بأنني كنت من الذين دعوا لمساهمة الفلسطينيين بعد كامب ديفيد ولكن النافذة لم تكن مفتوحة بما فيه الكفاية ومع ذلك كان من مصلحتهم استغلالها فهذه انت فرصة حتى ولو كان يترتب عليهم عدم الموافقة على التفاصيل وما حدث هو أنه تم لإغلاق تلك النافذة بسرعة عن طريق البيانات الصادرة في إسرائيل حول المستوطنات والفهم الإسرائيلي لمفهوم الحكم الذاتي.
• هل تعتقدون أن سياسة كامب ديفيد تسد الطريق أمام الحوار مع البلدان العربية وهل أصبح ذلك سياسة؟
- لقد حاولت الولايات المتحدة استخراج ما يمكن من فوائد كامب ديفيد ولكنها أدركت استحالة تحويلها إلى تسوية شاملة فأخذت على عاتقها مخاطر التقدم في اتجاه آخر.
• لقد دعوتم الفلسطينيين للمساهمة في المناقشات بعد كامب ديفيد، فهل ما زلتم تعتقدون بأنه ما زال بوسعه الاستفادة من ذلك؟
- كلا، لم أعد من الداعين لمساهمة الفلسطينيين لأن الفرصة قد فاتت. فاستمرار الحاكم ورئيس الوزراء الإسرائيلي لا يشجعان على ذلك خاصة إذا أضفنا عدم إرادة ومقدرة الولايات المتحدة على مناقضة تلك الآراء والتوضيح (لإسرائيل) بأن المطلوب ليس ذلك فالوضع ينعكس بخسارة على الفلسطينيين وبلدان المنطقة ولا يسمح بتحريك الفلسطينيين كمجموعة. وأنا أشدد على الفرق بين الفلسطينيين ككل وفلسطينيي الضفة الغربية وغزة، إذ يبدو بوضح يوماً بعد يوم بأن الفلسطينيين المبعثرين في تشرد الغربة مفصولون عن مسألة البحث في مصيرهم وهذه هي المأساة.
• بعض ممثلي كارتر، ومنهم ساوندرز، يقول بأن المسألة الفلسطينية هي عصب المشكلة فهل تخلت الإدارة عن هذه النظرة لتأخذ بالمفهوم الإسرائيلي للقضية الفلسطينية؟
- ليس متأكداً من ذلك، فساوندرز لم يتخل عن نظرته، ولكنني لست أكيداً من موقف الرئيس إذ أنه لم يوضح نظرته بهذا الصدد.
• هل تراجع الرئيس كارتر عن كل ما قاله بشأن الوطن والكيان والانسحاب إلى حدود عام 1967مع بعض التعديلات الطفيفة؟
- لم يتراجع وأظن أنه ما زال يفكر بأن نجاح التسوية بين مصر وإسرائيل سيؤكد صحة النظرة القديمة حول إمكانية التعايش العربي الإسرائيلي، ويفكر البعض بأن من شأن ذلك خلق نموذج يمكن على الأمد الطويل تطبيقه في الضفة الغربية هذا ما أعتقد أنه في تفكير الرئيس وليس واقعاً سياسياً.
• هل تعتقدون أن الولايات المتحدة أصبحت سجينة كامب ديفيد لدرجة أن التسوية الشاملة لم تعد واردة في الوقت الراهن؟
- قد لا يبقى الافتراض بإمكانية خلق الظروف الملائمة للسلم صحيحاً ولكن العالم قد يقف وقتاً ما للتطلع إلى الوراء والتساؤل عما إذا لم يكن هنالك طريق آخر.
• مثل أي طريق؟
- قرار جديد مثلاً، تتخذه الأمم المتحدة لتغيير الأمور قليلاً، أو جنيف المعطلة أو حوار بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والإنماء وأعضاء حلف شمال الأطلسي والجوانب المعنية بالنزاع والاتفاق حول سياسة مشتركة لمعالجة مشكلة الشرق الأوسط ككل، فالاتجاه الذي نشاهده الآن يبدو مظلماً ولا يمكن أن ينفرج إلا إذا حدث شيء ما.
• إلى أي حد تبقى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وربما المصالح الأمنية الأميركية مربوطة بعوائق الاعتبارات السياسية الداخلية؟
- يواجه الرئيس مشاكل داخلية ضخمة بكل ما في الكلمة من معنى: التضخم ونقص الوقود والركود الاقتصادي ومهاجمة الصحافة التي تتهمه يومياً بعدم مقدرته على ممارسة القيادة، وهو توصل إلى توقيع اتفاقية باناما وإعادة العلاقات مع الصين إلى مستوى اعتيادي واتفاقية سالت فإذا وصل إلى عام 1980 وقال بأنه لم يتوصل إلى حل شامل في الشرق الأوسط لسبب أو لآخر فبإمكانه على الأقل القول بأنه توصل إلى منع حدوث حرب ما، أي: ما لم تستطع أية إدارة أخرى أن تفعله من قبل.
• ما هي في نظركم العوائق القائمة في وجه السلم الشامل الذي كان يصبو إليه الرئيس كارتر في مطلع عهده؟
- العائق الأول هو عدم مقدرته على زحزحة موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية وإقناع الإسرائيليين بأن الاستقرار والازدهار الاقتصادي والأمن على المدى الطويل وهي أهداف يوافق عليها الأميركان والإسرائيليون يمكن تأمينها بوسائل غير الوسائل العسكرية أو البقاء في الضفة الغربية.
• وللوصول إلى الحل الشامل هل سيتوجب على أي رئيس أميركي أن يواجه إسرائيل أو هل أن تفهم أميركا وإسرائيل للمصالح الوطنية في كل منهما يختلف عن الآخر لدرجة تصبح المواجهة فيها أمراً محتوماً؟
- حتمية المواجهة بين الرئيس وإسرائيل تبقى سؤالاً مفتوحاً. الجواب المبدئي عليه هو: كلا. فلجهة الواقعية السياسية أشك في اضطراره للوصول إلى نقطة المواجهة بحيث يصبح بوسع الإسرائيلي القول بأن المواجهة سبق لها أن حدثت وأنهم أقنعوا الرئيس بأنهم عملوا كل ما بوسعهم وأنا لا أرى أية دلائل على رغبة الرئيس أو عزمه على الوصول إلى حد المواجهة. والسؤال الحقيقي يبقى هل يمكن التوصل إلى تسوية دون مثل هذه المواجهة؟ فإذا كان الجواب أن التوصل إلى السلم يتطلب وقتاً قصيراً فإن المواجهة تصبح ضرورية ولكن المواجهة لن تكون ضرورية على المدى البعيد.
• هل هذا يعني إذاً أن الموقف الأميركي ينطلق من التصور الإسرائيلي! ألن تضطر الولايات المتحدة – دون أي خيار بل بفعل الظروف السياسية – إلى اعتماد سياسة المدى الطويل؟
- هذا ما أعتقده سنمضي فترة صعبة للمحافظة على مصالح أخرى لنا في المنطقة في الفترة التي ستتبع خلالها سياسة تحقق الأمن الإسرائيلي على الحدود التي سيتوجب الاتفاق عليها، فمصالحنا الأخرى أي علاقاتنا مع الاتحاد السوفياتي وحصولنا على النفط وحماية طريق البترول وحتى اهتمامنا بقضايا العدالة والمساواة تتآكل بفعل التصلب حول قضية الضفة الغربية.
• لقد حدثت تغيرات رئيسية في الشرق الأوسط منذ توقيع السلم الإسرائيلي المصري وسقوط نظام الشاه في إيران، فكيف تعرفون اليوم المصالح الوطنية الأميركية وأولوياتها في المنطقة لو كنتم في صدد تقديم تقرير للرئيس على ضوء تلك المتغيرات؟
- يمكن التعريف على المصالح الأميركية بكل بساطة بأنها تنبثق من كون الولايات المتحدة دولة كبرى لها خياراتها وملتزمة بقضايا العدالة والإنسانية كما ينعكس ذلك في دعمها لفكرة قيام وطن للشعب اليهودي ولكنها لا تنعكس في تعبير ما لقيام وطن فلسطيني أو تأييد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم أما الأولويات الأخرى في سلم مصالحنا فيجب أن تكون: حصولنا على البترول بأسعار معقولة وموقفنا من الاتحاد السوفياتي وهذا كان صحيحاً منذ آخر الحرب العالمية الثانية ولكن بما أن الولايات المتحدة تبرز ثقة متضائلة. بمقدرتها على مواجهة المشاكل فإنها تعطي الانطباع بقلة سعيها للدور القيادي.
• هل توافقون على ما قاله سايروس فانس حول القيود التي تواجهها الولايات المتحدة؟
- انعدام الأهداف أو ميوعتها مسألة تتعلق أساساً بمفهوم الزعامة.
• ما هو بنظركم الدور الأميركي الأفضل إذا لم تعد الولايات المتحدة شرطي العالم حتى في البلدان النامية التي غالباً ما تلجأ (لبعض الوقت) إلى أحضان الاتحاد السوفياتي رغم سعي الجميع للعيش على الطريقة الأميركية؟
- ما تقولينه صحيح تماماً، فلو تذكرنا عهد الرئيس كنيدي لرأينا أن اسمه أطلق على كثير من الشوارع والمدارس في جميع أنحاء العالم إذ أن كنيدي كان يوحي بالثقة ويقف بنفسه وهذا ما ينتظره الناس من الولايات المتحدة أما اليوم فلا أرى أحداً يسمي المدارس باسم كارتر أو جونسون أو نيكسون فهنالك شيء ما ينقص؟ فكارتر وعد بالعودة إلى الجذور والأصول الأميركية وإلى القيم الأخلاقية الأميركية المحتشمة ولكن لا يبدو أنه يعكس تلك الصورة.
• هل بدأت الولايات المتحدة حالياً تتحول إلى مجرد دولة مثل أية دولة أخرى؟
- هذا ما تسمعينه حتماً في أوروبا فأهمية الولايات المتحدة تتراجع نسبياً ومستوى معيشتنا لم يعد أعلى من مستوى معيشة الآخرين. بل إن بعض البلدان الأوروبية يعالج مشاكله الاقتصادية والاجتماعية بطريقة أفضل من التي نعتمدها. ومع هذا فإن الولايات المتحدة ما زالت أقوى دولة في العالم رغم أنها لم تعد تسعى للترويج لأهدافها كما درجت على ذلك في الماضي.
• هل تعتقدون أن العرب مخطئون في حسابهم أو اعتقادهم بقدرتهم على استغلال تضاعف الولايات المتحدة لحثها على الضغط على إسرائيل؟
- لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقبل باتخاذ الخطوات التي يطالب بها بعض البلدان العربية مثل عزل إسرائيل وقطع المساعدات عنها فالناخبون الأميركيون يتعاطفون إلى حد ما مع إسرائيل وليس بإمكان أي رئيس أميركي اتخاذ مثل هذه الخطوات.
• إذا فشل العرب في حث الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل فماذا يمكنهم فعله لتحقيق أهدافهم الوطنية؟
- لن يمكنهم فعل ما قاموا به في عام 1967 أي أن يبينوا أن للولايات المتحدة مصالح في المنطقة وأنه يتوجب عليها مقابل ذلك أن تكون أقل تحيزاً.
• والآن، وبعد خروج مصر من المعادلة وانعزالها عن العالم العربي، ما أثر ذلك على العلاقات العربية الأميركية؟
- أولاً. هناك بعض الفتور مع الدول العربية التي كانت أقرب من غيرها إلينا مما يضعها في مرتبة قريبة من مرتبة موقف سوريا والعراق منا. وربما هي تواجه بعض التردد والرغبة في النظر إلى خيارات أخرى.
• العلاقات الأميركية متوترة مع الأردن والسعودية وهما تقليدياً من أقرب أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة، والبلدان يبتعدان أكثر وأكثر عن الولايات المتحدة فكيف توفق واشنطن بين الاختلافات الكبيرة والفجوة التي تفصلها عنهما.
- يبدو أن الاتصالات لم تعد كافية ولا يكفي أن تنحصر بالأخبار الإيجابية العابرة، فالمطلوب إيجاد وسائل للتباحث، فبينما درج ملك الأردن على زيارة الولايات المتحدة في الربيع من كل عام فهو لن يأتي هذه السنة. كذلك ألغى الأمير فهد زيارته لواشنطن احتجاجاً على السياسة الأميركية. ولقد ارتكبنا خطأ فادحاً عندما أوفدنا بريجنسكي (مستشار الأمن القومي) إلى الأردن والسعودية فما نحتاجه هو الاتصال الهادىء والوسائل المكتومة للنظر في النقاط التي يمكن الاتفاق عليها فنتفق عليها أو نختلف بشأنها.
• هل في الإدارة الأميركية من يمكنه إدارة مثل هذا بالحوار؟
- باستثناء سايروس فانس لا أرى أحداً مؤهلاً لذلك. لا في البيت الأبيض ولا في الحكومة.
• هل تعتقدون بفعالية تعيين جوزف شتراوس كرئيس للمفاوضين في الشرق الأوسط، وماذا تنتظرون أن يكون تأثيره على مفاوضات الحكم الذاتي أو على العلاقات مع الأردن والسعودية؟
- هذه مهمة لا بد من إعطائها لمن يعرف المنطقة وشعوبها عن كثب وشتراوس ليس الشخص المناسب لهذا الدور رغم حماسته، فربما تمكن من تحقيق بعض النتائج على المدى الطويل، ولكن ليس إذا بدأ مباشرة على أعلى مستوى إذ ليس لديه الوقت الكافي.
• هل تعتقدون بصحة الإشاعة القائلة أن كارتر عين شتراوس لمجرد اعتبارات سياسية داخلية ومنها انتخابات الرئاسة؟
- لا... فالرئيس محتاج لشخصية للمهمة وشتراوس كان منهمكاً في مفاوضات تجارية فقرر أن يحوله إلى مهمة أخرى، ولكن إذا لم يسجل بعض التقدم هذا الصيف فأنا متشائم حول مقدرته على تحقيق أية نتائج أثناء سنة الانتخابات.
• السعودية غير راضية عن الولايات المتحدة، فماذا تعتقدون أنها تريد من أميركا؟
- ما يريده السعوديون هو خطوة ما باتجاه حل شامل وتسوية قضية القدس، وهذه هي الرسالة التي كرروها مراراً للولايات المتحدة أي أنهم لا يمكنهم دعم أي مشروع تسوية لا يتضمن حداً أدنى من المطالب العربية.
• يلعب السوفيات حالياً دوراً حذراً في الشرق الأوسط ويتجنبون التدخل في الشؤون الداخلية في البلدان الإسلامية، فكيف يستطيع السوفيات بنظركم الاستفادة من الاضطراب الذي أحرزه كامب ديفيد؟
- أفضل وسيلة تمكن السوفيات بها استغلال الوضع هي الوقوف جانباً بعض الوقت وعدم التدخل في المشاكل المحلية. وأعتقد أنهم سيقومون بإعطاء الأسلحة هنا وهناك والوقوف على جانبي المضيقات. أما بالنسبة لسوريا والأردن والسعودية فليس عليها فعل الكثير إذ، عادة، عندما يبتعد بلد ما عن الولايات المتحدة فإنه يتقارب من دولة كبرى أخرى، وبدء الحوار بين السعودية والسوفيات أو حتى قيام علاقات بينهما لن يغير من الأمور كثيراً، ولكن سيكون لذلك قيمة رمزية.
• منذ سقوط نظام الشاه ووسائل الإعلام تبرز الإسلام وكأنه تهديد للغرب وتصور العرب سلبياً لماذا؟
- طبعاً هنالك جهل للإسلام، بل نوع من الاحتقار له داخل الولايات المتحدة لأن كتب التاريخ تصور الإسلام سلبياً وتصف العرب وغيرهم بشكل ساذج وبعض الصحف ما زال يعطي عن العرب صورة المشايخ بأثوابها البيضاء مع جمالهم كما يتحدث بعض الصحف عن أصحاب "الملة" وأثوابهم السوداء في زوايا المساجد المظلمة، إن هذا يخلق نوعاً من الالتباس وهنا يكمن تعصب الغرب حيال الإسلام..
• كيف يتمكن العرب من تغيير هذه الصورة وملامحها؟
- باختصار قد لا يتمكنون من التغلب على الصورة هذه وما تمثلها في المدى القصير وما يمكنهم فعله على المدى الطويل هو التأكد من صحة ما تورده الكتب وإيفاد المحاضرين للتحدث عنه في البلاد وإنتاج وتوزيع الأفلام في الولايات المتحدة لتشرح طرق العيش في البلدان الإسلامية وجعل صورتها أكثر إنسانية فغالباً ما يطلب العرب من الآخرين القيام بذلك بدلاً من أن يقوموا به بأنفسهم.
• إلى أي مدى أثرت أحداث إيران على سياسة الدفاع الأميركية وهل وجدت واشنطن من يشتري الأسلحة التي ألغت إيران صفقاتها؟
- من السهل على الولايات المتحدة إيجاد من يشتري هذه الأسلحة ولا سيما الجيش الأميركي أو إسرائيل ولا يزال النقاش حول الموضوع قائماً. ولكن سيتم في نهاية الأمر تصريف تلك الأسلحة.
• هل هنالك ضغوط على مصر لكي تشتري أسلحة أميركية بدلاً من إيران؟
- أشك في ذلك لأن كلفة الأسلحة باهظة ومن المشكوك فيه أن تعود السعودية لدفع قيمته لحساب مصر.
• ما هي الدروس التي استقتها واشنطن من أحداث إيران؟
- لا بد للولايات المتحدة من التفكير ملياً بمقدرة الأمم على تحديث بلادها إن هي أرادت المساهمة في تخطيط تلك الدول. ولم يعد ممكناً وضع تصاميم خطط الإنماء الاقتصادي من واشنطن. ولعل إحدى المشاكل الأميركية أن الولايات المتحدة لا يمكنها التفكير بمشاريع صغيرة، فنحن اليوم مرتبطون في تركيا بمثل هذا الحوار ونعمل كل ما يجب أن نتجنبه إذ أننا نضغط لمزيد من التقشف والانكماش في بلد تسوده البطالة والتضخم ونريد فرض المزيد من الحمية عليه فإذا كان على منظمة التعاون الاقتصادي بعض المسؤوليات فإن طريقة عملها كلاسيكية غربية لا تنطبق لا على تركيا ولا على البلدان النامية الأخرى ولا بد من طرح أسئلة لها محتوى اجتماعي خاص في تلك البلدان.
• وماذا عن لبنان؟ هل بإمكان الولايات المتحدة اقتراح ما من شأنه المساهمة في استقرار لبنان أو منع نشوب حرب أخرى فيه؟ Last Updated (Sunday, 17 October 2010 12:13)
- لا توجد سياسة أميركية معينة بالنسبة للبنان فقد يمكننا تقديم بعض الأسلحة لمساعدة الجيش اللبناني لإعادة بنائه ولكن لا يمكننا القيام بأي شيء يذكر طالما لم نعمل جدياً على حل المشكلة الفلسطينية.
________________________________________




