الخريطة الاميركية للشرق الاوسط - Page 11

Monday, 09 November 2009 14:57 | PostAuthorIconWritten by | PDF Print E-mail
Article Index
الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
Page 2
Page 3
Page 4
Page 5
Page 6
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
Page 11
Page 12
Page 13
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
All Pages
Page 11 of 17


 

 "الصياد"
تنفرد بنشر
رسائل السادات
إلى المسؤولين العرب

الصياد،

حصلت "الصياد" على رسالتين بعث بهما الرئيس أنور السادات إلى الرؤساء والحكام العرب. الأولى جاءت بعد مؤتمر قلعة ليدز في بريطانيا. والثانية بعد مفاوضات بلير هاوس في واشنطن وبين الرسالتين، بالطبع، كامب ديفيد. وبعدهما قمة بغداد وكامب ديفيد 2 وأحداث إيران. ومن قبلهما ومن بعدهما الفشل في الوصول إلى اتفاق يرضي مصر نفسها، وليس الأردن والمقاومة.
والتحدي الكبير ليس في مدى قدرة أو عدم قدرة الرئيس المصري على إقناع زملائه الملوك والرؤساء العرب بأن الموقف المصري كان على حد قوله صريحاً وقاطعاً، فلا حل منفرداً. ولا تسوية مؤقتة، ولا فض اشتباك جديداً. ولا مساومة أو تفريط في الأرض والسيادة" بل هو في تقرير الخطوة التالية بعد الفشل المتتابع لكامب ديفيد، وخصوصاً أن إسرائيل ظلت مصرة على موقفها المتصلب، فلم تتغير اللاءات الثلاث التي أعلنها مناحيم بيغن: لا دولة فلسطينية، ولا انسحاب من القدس، ولا عودة إلى حدود 1967.
وفي انتظار تلك الخطوة تنشر "الصياد" النص الكامل. والحرفي للرسالتين اللتين لم تقنعا المسؤول الأول الذي تسلمهما، بل على العكس، جعلتاه يزداد اقتناعاً بضرورة تغيير موقف الرئيس المصري نفسه.
تحية طيبة وبعد،
فجرياً على نهج التشاور وتبادل الرأي المستمر بيننا في كافة القضايا القومية. أود أن أطلعكم على ما دار في مباحثات ليدز بالمملكة المتحدة يومي 18 و19 يوليو الجاري. التي أجريت بمبادرة من لرئيس كارتر. بهدف تحريك الموقف. ومواجهة إسرائيل بضرورة تحمل مسؤولياتها وقبول الالتزامات التي تفرضها عليها التسوية السلمية العادلة. خاصة بعد أن تقدمت مصر بمقترحاتها الخاصة بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وترتيبات الأمن.
وكان الموضوع الوحيد الذي طرح على بساط البحث في الاجتماع هو القضية الفلسطينية حسب اتفاقنا مع الجانب الأميركي. ومن منطلق أن هذه القضية هي جوهر المشكلة وأساسها، الذي لا يمكن تجاهله أو إرجاء البت فيه إذا كان هناك توجه حقيقي للتوصل إلى سلام عادل ودائم.
ونجح الوفد المصري في أن يكون المشروع المصري المشار إليه هو أساس المناقشة، لأن مشروع بيجين قد طرح جانباً منذ تقديمه في مباحثات الإسماعيلية في 25 ديسمبر من العام الماضي، كما أنه لم يلق أي قبول أو تأييد عربي. وعلى وجه التحديد، فهو مرفوض عربياً. وبخاصة من الشعب الفلسطيني. صاحب المصلحة الأولى في القضية.
وكما تعلمون، فإن المشروع المصري يقوم أساساً على وجوب انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية (بما في ذلك القدس العربية) وقطاع غزة، وإخراج إسرائيل من مسألة تقرير مستقبل هاتين المنطقتين، وذلك عن طريق تولي الأردن الإشراف على إدارة الضفة الغربية. وتولي مصر الإشراف على إدارة قطاع غزة. كل هذا خلال فترة انتقالية مؤقتة، في نهايتها يمارس الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، وإلى جانب هذا، يتم الاتفاق على ضمانات لأمن جميع الأطراف.
ويقضي المشروع المصري كذلك بأنه بمجرد إقرار هذا الإطار العام لتسوية المشكلة الفلسطينية. تجري مفاوضات موسعة ينضم لها الأردن وممثلو الشعب الفلسطيني ومندوب عن السكرتير العام للأمم المتحدة، بهدف الاتفاق على كافة الأحكام التنفيذية والفرعية.
وقد أوضح الوفد المصري في اجتماع ليدز أن العرب مستعدون تماماً لإقامة السلام والأمن وعلاقات حسن الجوار. وبنفس التصميم، فهم يرفضون أي تفريط في الأرض أو مساس بالسيادة، وعلى إسرائيل أن تحزم أمرها وتختار بين العيش في سلام وبين التوسع وضم الأرض العربية.
وذكر الوفد أيضاً أنه ليس من حق إسرائيل أن تعترض على ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير مصيره، وكل مالها أن تطلب بضمانات لأمنها، وهو ما يطالب به العرب أيضاً، لأن أمنهم ظل مهدداً منذ نشأة الصراع بسبب سياسة إسرائيل العدوانية.
ومن الجدير بالذكر أن الوفد الإسرائيلي كان في موقف الدفاع طوال الاجتماع، وعجز عن تقديم أي أفكار جديدة، فضلاً عن عجزه عن تبرير مواقفه أو تدعيمها بالحجج والأسانيد المقبولة. كل هذا في حضور وزير الخارجية الأميركي، وكان أهم ما ذكره وزير الخارجية الإسرائيلي:
أولاً: أن إسرائيل ترى أن ما تسميه "بالتنازلات الإقليمية" هو الضمان الفعال الوحيد لأمنها. وفي غيبته تكون الضمانات التي اقترحتها مصر غير كافية.
ثانياً: إسرائيل لا تقبل أي وضع يصبح الإسرائيلي فيه "أجنبياً" في الضفة الغربية وغزة. وبذلك فإن أي تسوية يجب ألا تنكر على الإسرائيليين الحق في شراء الأرض والإقامة فيهما.
ثالثاً: أنه طالما كان من المتعذر حل المسألة الإقليمية في المرحلة الحالية، فإنه يحسن إرجاؤها والتركيز على التوصل إلى حل لمشكلة السكان، وهو ما يهدف إليه المشروع الإسرائيل الخاص بالحكم الذاتي.
رابعاً: إن أي تسوية يجب أن تبيح لإسرائيل الاحتفاظ بقوات عسكرية في الضفة والقطاع، حتى بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
خامساً: أن إسرائيل لا تقبل حل مشكلة اللاجئين على أساس قرارات الأمم المتحدة، وليس هذا بموقف جديد، فهو الموقف الذي اتخذته إسرائيل منذ البداية.
وبطبيعة الحال، حاول دايان تغطية هذا التعنت بالقول إن كل شيء قابل للتفاوض في نظرهم، وأنهم لم يقدموا مشروعهم على اساس أن يقبل أو يرفض كله.
ولاحظ وفدنا أن دايان أشار في أكثر من موضع – وهو في صدد الدفاع عن وجهة النظر الإسرائيلية – إلى أن هذا هو ما قرره مجلس الوزراء الإسرائيلي. وحاول ترك انطباع مؤداه أنه لو كان الأمر متروكاً له لكان من الممكن أن تكون النتيجة مختلفة.
وقد عني وفدنا بموضوع القدس، وذكر أنه يجب أن يعالج من منطلق انسحاب إسرائيل من الأرض العربية، ويمكن الاتفاق على ضمانات لحرية العبادة والانتقال في المدينة طبقاً للقرارات الصادرة في هذا الشأن.
واهتم وفدنا بتوجيه الأسئلة لدايان حول المقصود بالإجابة الإسرائيلية على السؤالين الأمريكيين وبالذات السؤال الخاص بتصور إسرائيل لما يحدث في الضفة الغربية وغزة بعد نهاية الفترة الانتقالية. وتابع وزير الخارجية الأمريكي هذا بتوجيه سؤال مباشر لدايان عن موقف إسرائيل من إقامة اتحاد فيدرالي أو كونفيدرالي بين الضفة الغربية وغزة والأردن، فأجاب دايان بأن إسرائيل ترفض هذا طبقاً لقرار مجلس الوزراء.
وبعد ذلك، حاول فانس أن يحصر نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف بين الطرفين، غير أن الوفد المصري ذكر أنه لا مجال لها طالما أن الخلاف يتركز حول القضايا الكلية الرئيسية، مما يصعب معه القول بوجود نقاط للالتقاء.
وعلى هذا، انتهى الاجتماع بإعلان فانس أنه سيحضر إلى المنطقة مرة أخرى في أوائل الشهر المقبل، لمحاولة التعرف على كيفية التحرك إزاء تلك التطورات، وسوف يسبقه السفير أثرتون في مهمة قبيل نهاية هذا الشهر للإعداد لزيارته.
إننا نرقب أيها الأخ العزيز التطورات التي تقع في هذه المرحلة باهتمام بالغ وحرص شديد، ونصر على أن تظل المبادرة بيدنا، بحيث نضع إسرائيل في الموقف الذي اجتنبت طوال الأعوام الماضية أن تجد نفسها فيه، معزولة عن جميع دول العالم، غير مستندة إلى تأييد أي دولة تستطيع أن تقدم لها الدعم والمساندة الفعالة.
وأنا على ثقة من أنكم لن تترددوا في أن تتخذوا من جانبكم، أي خطوة تجدونها مساعدة لتحريك الأمور في هذا الاتجاه، إلى أن تدرك إسرائيل حتمية مواجهة مسؤوليتها، وتتمكن أمتنا المجيدة من تحقيق حقوقها وأمانيها المشروعة.
وختاماً، أكرر لكم تحياتي وأطيب تمنياتي.

الرسالة الثانية
لقد حرصت دائماً، انطلاقاً من شعور الإخاء والإيمان العميق بوحدة المصير – على أن تكونوا دائماً معي في الصورة الكاملة بالنسبة للجهود التي نبذلها من اجل الدفاع عن حقوق الأمة العربية واستخلاصها كاملة في ظروف بالغة الصعوبة وفي مواجهة تحديات يؤسفني أن يأتي بعضها من أخوة لنا يبدو أنهم لم يستطيعوا التخلص من الأسلوب الذي عالجنا به القضية العربية لسنوات طوال. ولم يؤد إلا إلى مزيد من التوسع الإسرائيلي، ومزيد من شعور الإحباط لدى شعوبنا العربية.
ولست بحاجة إلى أن أعيد ما سبق أن أبلغتكم به عن فلسفة التحرك المصري الملتزم تماماً بالأهداف القومية التي أجمعت أمتنا عليها، ولم تكن مصر في جميع تحركاتها إلا الأمينة على مصالح الأمة العربية والمتمسكة تمسكاً كاملاً باسترداد الأرض العربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني – الذي طالما عانى من المزايدات والممارسات الخاطئة والعاجزة – من أن يسترد حقوقه الوطنية وأن ينشىء كيانه الوطني يبني فيه مستقبله ويقرر فيه مصيره.
ولقد كنا – وما زلنا نشعر – أن قدر مصر أن تكون أكبر من كل التهجمات الظالمة وأن تتحمل العبء الأكبر في النضال العربي.
الأخ العزيز
لقد جرت – كما تعلمون – مفاوضات في واشنطن – بناء على دعوة الرئيس كارتر – بين كل من مصر والولايات المتحدة وإسرائيل. لوضع الإجراءات العملية لتنفيذ إطاري السلام اللذين تم الاتفاق عليهما في كامب ديفيد. وكانت تعليماتي إلى الوفد المصري قاطعة وصريحة في أنه لا حل منفرداً، ولا تسوية مؤقتة، ولا فض اشتباك جديداً، وأنه لا مساومة أو تفريط في الأرض والسيادة.
وانطلاقاً من ذلك، فلقد كان إصرارنا في المفاوضات على أن تأكيد النقاط التالية:
 ضرورة تحديد الموعد الذي يبدأ فيه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة في ممارسة حكم نفسه خلال مرحلة انتقالية يستطيع بعدها – بحكم تداعي الأمور – أن يقرر مستقبله بنفسه في جو من الحرية بعد أن ينحسر الوجود العسكري الإسرائيلي إلى مواقع محددة – هي بطبيعتها – ومهما ادعى الإسرائيليون – مؤقتة.
وكان إصرارنا على ذلك ينبع من إيماننا بوحدة التراب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة. ولئن كنا اقترحنا أنه يمكن أن تبدأ من إدراك إسرائيل أن ما ستهدفه مصر هو فتح الطريق أمام التسوية الشاملة. ولكننا تمسكنا بمواقفنا واستطعنا أن نجتذب إلى الكثير منها الولايات المتحدة الأميركية التي  تضطلع بدور نشيط كشريك كامل في جهود السلام، وهو دور نعمل على أن نستفيد منه إلى أقصى قدر في دعم جهودنا من أجل استرداد الحقوق العربية كاملة.
وقد وصلت المفاوضات نتيجة لذلك إلى موقف دقيق يحتاج إلى مزيد من الجهد المكثف من جانبنا في اتجاه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. والباب دائماً مفتوح لكل من يرغب من الأخوة والأشقاء العرب في أن يساهم في دفع الأمور في اتجاه الأهداف القومية العربية التي تحمل مصر – في جميع المجالات والمحافل – لواء الدفاع عنها بكل القوة والإصرار والإيمان بأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح. وسوف نظل دائماً – رغم المصاعب والعقبات – المخلصين لقدرنا. المؤمنين بعروبتنا، واثقين من أن الله سبحانه وتعالى سينصر أمته ويعلي كلمته "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

______________________________________


<< Prev - Next >>

Last Updated (Sunday, 17 October 2010 12:13)

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.