الخريطة الاميركية للشرق الاوسط - Page 2

Monday, 09 November 2009 14:57 | PostAuthorIconWritten by | PDF Print E-mail
Article Index
الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
Page 2
Page 3
Page 4
Page 5
Page 6
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
Page 11
Page 12
Page 13
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
All Pages
Page 2 of 17

 وثائق وأسرار تنشر للمرة الأولى حول:
"وعد" بلفور و"الوطن اليهودي"

بريطانيا سعت إلى تسليم فلسطين لليهود خوفاً من "دولة عظمى"
وفرنسا كانت ضد الوعد وضد المطالبة بدولة "يهودية"

 

(ا.ل) - في خطابه أمام "الكنيست" الإسرائيلي قال الرئيس أنور السادات أن إسرائيل قامت على وعد بلفور. وعندما رد مناحيم بيغن على خطاب الرئيس المصري لم يترك المناسبة تمر دون أن يشير إلى وعد بلفور، لكن بيغن كان يقصد من هذه الإشارة شيئاً آخر.
قال بيغن بالحرف الواحد:
"السيد الرئيس ذكر تصريح بلفور، لا يا سيدي لم نأخذ أرضاً عربية، بل عدنا إلى بلادنا، والصلة بين شعبنا وهذه الأرض هي صلة أبدية، هو مثبت في جذور التاريخ الإنساني ويبقى إلى الأبد على هذه الأرض. ووفقاً لذلك المستند الذي تضمن ما اعترف به الكتاب المقدس بحق لليهود في فلسطين ومنحهم حق إقامة وطن قومي في هذه الديار تجددت الرابطة التاريخية بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل لأجل إعادة إقامة البيت الوطني على هذه الأرض...".
إن الكلام على وعد بلفور في هذه الأيام، لا بل في هذه الظروف يبدو مملاً، بعد التطورات الجديدة التي طرأت على الوضع في الشرق الأوسط، وإننا لا ندعي التدخل في تعقيدات هذا الوضع وفي تحليل أسبابه القريبة والبعيدة، ولا العودة إلى دراسة وعد بلفور من الوجهتين التاريخية والحقوقية، إن ما نرمي إليه هو فقط كشف بعض الحقائق التي لم تعلن بعد، خصوصاً أمام الباحثين والمؤرخين، وكشفنا لهذه الحقائق التاريخية يستند إلى وثائق رسمية لم تنشر بعد حول ردود الفعل الأوروبية على وعد بلفور وتصاعد الحركة الصهيونية في العالم.
يبدو واضحاً من خلال هذه الوثائق أن حكومة فرنسا لم تكن (في ذلك الحين) تشاطر بلفور رأيه في "إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين" ورغم انقضاء أكثر من سنة على وعد بلفور فإن الحكومة الفرنسية آنذاك ظلت متمسكة برأيها في استحالة تحقيق  هذا الوعد، بل في معارضته، ولعل الوثائق ستكشف أسباب هذه المعارضة.
 
الرسائل
في رسالة ديبلوماسية بعث بها وزير الخارجية الفرنسي بيشون إلى السفير الفرنسي في لندن بول كامبون رقمها 106 تاريخ 15 كانون الثاني/يناير 1919 يقول الوزير الفرنسي:
"بالإشارة إلى رسالتي تاريخ 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي (1918) بالنسبة إلى المظاهرات المنظمة في القدس بمناسبة ذكرى الإعلان عن وطن قومي يهودي، اتشرف بأن أرسل لكم ربطاً نسخة عن ثلاثة تقارير وصلتني من المفوض الفرنسي في سوريا".
"يظهر من هذه التقارير أن اليهود في فلسطين بدأوا يعلنون جهراً بأن هذه بلادهم من الآن فصاعداً، وبأنهم سيقيمون عليها وطنهم بموافقة الحلفاء، ويبدو أن تصرفهم هذا سيؤدي إلى قيام اضطرابات خطيرة في هذه البقعة، وفي نفس الوقت إلى خلق ذريعة لنمو المؤامرات التي يقوم بها بعض الزعماء العروبيين".
"إن عليكم أن تستخرجوا التوجيهات التي تتضمنها هذه التقارير كي تلفتوا انتباه الحكومة البريطانية إلى ضرورة مراقبة الدعاية الصهيونية حتى لا تصبح سبباً للقلاقل في بلاد المشرق، وفي هذا الخصوص ينبغي على سلطات الدول الحليفة أن  تمتنع عن الأعمال أو التصريحات التي من شأنها أن تصور لليهود آمالاً مستحيلة، كما أن تفاهمكم مع الحكومة البريطانية يجب على الأخص أن يوضح للصهيونيين جيداً هذه المرة بأنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون إنشاء دولة إسرائيلية مستقلة في فلسطين موضوع بحث، ولا حتى قيام منظمة إسرائيلية صاحبة سلطة في قسم من هذه المنطقة".
"إنني علاوة على ما يتعلق بوجهة نظر حكومة الجمهورية بالنسبة للصهيونية، أشير إلى التعليمات التي تضمنتها برقيتي رقم 4016 تاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر 1917".
وفي رسالته الجوابية رقم 28 تاريخ 18/يناير 1919 يكشف السفير الفرنسي في لندن بول كامبون عدم التزام الحكومة البريطانية بتصريح بلفور، كما يكشف السفير الأسباب الجدية التي حدت بوزير الخارجية البريطاني إلى تصريحه الشهير. تقول الرسالة:
"وفقاً لأوامركم المذكورة في رسالتكم رقم 106، تحادثت أمس مع السير رونالد غراهام حول الموقف الذي يتخذه يهود فلسطين وحول النتائج الخطيرة التي تلحق بعملنا في الشرق والناتجة عن التأكيدات الرامية إلى إظهار فلسطين على أنها في المستقبل دولة إسرائيلية".
"لقد أجابني السير رونالد غراهام بأنه يشاطرني كلياً الرأي وأن موضوع خلق دولة إسرائيلية لم يكن موضع بحث، إنما فقط National home (وطن قومي) للإسرائيليين في فلسطين. لقد فسر تصريحات سعادتكم على أنها تجيز هذا. إن السبيل الوحيد لوضع حد للموقف المضطرب الذي ذكرته له، كان تسوية قضية فلسطين في مؤتمر السلام بباريس المنعقد الآن والذي يضم اثنين من الذين خدموا الصهيونية: الرئيس ولسن والسيد بلفور".
"بما أن المسألة الصهيونية سوف تناقش في باريس، أسمح لنفسي بأن أشير لسعادتكم إلى الاهتمام الخاص الذي يعلقه على ما يبدو السيد بلفور على الصهيونية، إذ لم يكن من المنتظر أن يتدخل هذا الفيلسوف في هذه القضية، مع ذلك كانت مداخلته الأكثر وضوحاً والأكثر تأثيراً".
وفي ملحق ضم إلى الرسالة الديبلوماسية وتضمنت حواراً جرى بين السفير الفرنسي في لندن وبلفور، تظهر أمور أخرى كانت وراء إعلان بلفور لا علاقة لها بما قيل حتى الآن عن الوعد الشهير، تقول الوثيقة:
"وكما تعجب السيد بول كامبون، ابتسم السيد بلفور وأجاب: سيكون مفيداً جداً أن نشهد إعادة تأسيس مملكة أورشليم".
لكن السفير لاحظ استناداً إلى رؤيا القديس يوحنا أن إعادة إنشاء مملكة أورشليم ستكون إشارة لنهاية العالم.
وأجاب السيد بلفور: سيكون هذا مثيراً أكثر أن نشهد نهاية العالم.
"لم يكن هذا سوى مزاح، لكنه مزاح يطبع الوزير البريطاني بعقلية انتقاء أي شيء بانفصال وولع. قد يكون هذا قد أعجب السيد بلفور وهو من خلال تشجيعه للصهيونية يدخل قليلاً من الضجر إلى قلوب أصدقائه الشخصيين، كبار يهود لندن، الذين يعرف معارضتهم السرية لمغامرة فلسطين، لقد تأكد أن موقف السيد بلفور كانت له أسباب أكثر جدية، وأنه أراد أن يضمن للحلفاء العون الصهيوني العام الذي لمس انتشاره في الولايات المتحدة، لكن ميوله الخاصة دفعته إلى الإفراط في تصريحاته.
إن هذه التصريحات لم تستبعد إنشاء نوع من الإدارة الاستعمارية في فلسطين خاصة باليهود، وهذا ما ترغبه الصهيونية وهذا أيضاً شديد الخطر لأن شعوبنا في لحظة خروجها من الحرب لا تعترف بأي حق لفئة من المواطنين في الحصول على جنسيتين، فتصبح في الوقت نفسه فرنسية وصهيونية، إنكليزية وصهيونية، الخ... إن على اليهود الذين هم في معظمهم من المهاجرين إلى بلادنا، أن يحذروا من أن يرقى أي شك إلى انتمائهم الوطني...
عندما تكلم السيد بلفور عن مملكة أورشليم إلى السيد بول كامبون، لم يفكر بالتأكيد بمسألة الجنسية الصهيونية، إن هذه المسألة هي مع ذلك خطيرة جداً.
وفي رسالة أخرى لاسلكية من وزير الخارجية الفرنسي إلى المستشار السياسي للمفوض الفرنسي في اسطمبول رقم 54 تاريخ 12 كانون الثاني/يناير 1919 تؤكد الخارجية الفرنسية رفضها لإنشاء دولة إسرائيلية مستقلة في فلسطين، كما تؤكد الخارجية التزام فرنسا بمواثيق عام 1916.
"جواباً على برقيتكم رقم 30 إن الحكومة الفرنسية منذ عام 1916 وهي تعلن موافقتها على خلق Foye National مقر وطني يهودي معنوي وثقافي في فلسطين، لكنها لم تعلن أبداً تأييدها لإنشاء دولة يهودية مستقلة في فلسطين ولا حتى إنشاء منظمة يهودية ذات سلطة في قسم من هذه المنطقة، إن الحل الأفضل للمسألة اليهودية والأكثر احتمالاً لضمان التوفيق بين الرغبات المتناقضة السائدة حالياً في فلسطين هو في رأي الحكومة الفرنسية الاعتراف بالصهيونية على أنها طائفة إسرائيلية تتمتع بالحكم الذاتي وتعيش في إطار الدولة العالمية المقترحة بموجب اتفاقات عام 1916.
لم يكن نفوذ الحركة الصهيونية كبيراً ومنتشراً أثناء الحرب العالمية الأولى ولا حتى بعدها، رغم النفوذ الواسع للشخصات اليهودية المالية أو الفكرية، كانت حركة اللاسامية ما تزال قوية، وكانت فرنسا كغيرها من الدول الأوروبية تجتاحها اللاسامية، وبعد انتشار الحركات الصهيونية أثر مؤتمر بال في سويسرا، بقي العداء للسامية قائماً، فتعرضت المنظمات الصهيونية للتضييق على نشاطها.
وفي رسالة من رئيس المنظمات الصهيونية في الدول الحليفة ناحوم شوكولوف إلى مدير الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الفرنسية رقمها 312أ – 4، تاريخ 12 كانون الأول ديسمبر 1919 إشارة إلى ما تعانيه المنظمات الصهيونية.
"إنني أكون شاكراً لكم لو تدخلتم لدى إدارة البريد كي يوافق المكتب رقم 96 الواقع على زاوية جادة هوسمان وشارع بلوك على قبول البرقيات الصهيونية من الآن وصاعداً. إن مكاتب البرق والبريد ما زالت تفرض علينا حتى الآن، أن تكون البرقيات المرسلة من منظمتنا موقعة من أحد أعضائنا، ومرفقة بجواز السفر ووثيقة هوية صاحب التوقيع...".
إن صراعاً عنيفاً كان يدور بين دول الحلفاء المنتصرين، على اقتسام البلاد التي غنمتها جيوشهم وخاصة بلاد الشرق، لذلك استخدمت كل دولة مختلف الوسائل لدعم موقفها في المفاوضات المرتقبة لتقسيم تلك المغانم، وكان الصراع الأشد بين الفرنسيين والإنكليز وأحياناً الأميركيين الديبلوماسية تكشف استخدام الحكومات الأوروبية للحركات الصهيونية المختلفة لدعم موقفها وللسيطرة على القسم الأكبر من البلاد التي انحسر عنها الحكم العثماني، فهل كانت فلسطين موضع أطماع الحلفاء؟ إن الوثيقة التالية تكشف جانباً من السياسة البريطانية حول هذا الموضوع.
يقول تقرير مرفوع إلى وزير الخارجية الفرنسي في كانون الثاني يناير من عام 1919 رقم 177/13 ما يأتي:
"أثناء محادثاتي التي أجريتها هذه الأيام مع بعض الشخصيات، فهمت أن الصهيونيين قد هيأوا مخططاً تنظيمياً وتأسيسياً لفلسطين حيث سينكشف بوضوح أمام الملأ، التعصب الطائفي المرتبط حالياً بمصالح السياسة الإنكليزية، أنه كما يبدو محتملاً سيكون وضع فلسطين تحت إشراف عصبة الأمم التي ستولي إدارة البلاد إلى سلطة انتداب. إنه يبدو من المرغوب فيه أن يقوم الوفد الفرنسي لدى عصبة الأمم بتحضير ميثاق نموذجي لفلسطين خاصة أو لغيرها من البلدان التي سيتقرر مصيرها بموجب خطة موحدة، وهذا الميثاق يكفل مسبقاً البلاد ضد المطالب التعصبية لأي مجموعة عرقية. إن الفكرة الرئيسية للمنظمة الصهيونية هو أن يقوم مجلس يهودي عالمي مركزه في لندن بإارة فلسطين، فيمارس سلطته وإشرافه المطلق على الإدارة. إن بريطانيا ستكون مستعدة للمواقفة على هذا التدبير، برغم المخاطر التي تجابهها، لأنها ستجد أملاً في وسائل مهمة لنمو "BRITISH PALESTINE"، (فلسطين إنكليزية)، وإمكانية استخدام هذا الوضع كوسيلة ضغط توضع بين يديها فتؤثر على اليهودية العالمية".
" لا يجب أن تتحكم في فلسطين أية عناصر أجنبية سواء سياسياً أو إدارياً، وحدهم يهود فلسطين الأصليون، أو المتجنسون هم مؤهلون لتسوية القضايا العامة في فلسطين".
"... لا يجب أن تترك فرنسا ترتجف من شبح الصهيونية الأميركية، لقد كانت لي المناسبة لأن أبين في بعض ملاحظاتي السابقة أن الصهيونية الأميركية هي أساساً ظاهرة سياسية داخلية. وهي على الأخص مظهر يهودي للخداع الأميركي وللأخلاقية الأميركية.
"... إن فرنسا ليست بحاجة إلى الموافقة على إنشاء دولة جديدة باطلة في تأسيسها الذي يرتكز على التباس ديني وعرقي، أن نتائج خطيرة ستواجه مستقبل السياسة الدولية".
وفي برقية من السفير الفرنسي في نيويورك إلى الخارجية الفرنسية إشارة واضحة إلى الصراع الخفي بين الدوائر الفرنسية والأميركية، يقول السفير الفرنسي في برقيته تاريخ 11/شباط/فبراير 1919:
الصيحة الأولى:
نداء فلسطين إلى أمم العالم عامة، وأبناء العرب خاصة
إليك يا شعوب العالم ويا جمعية الأمم ويا دعاة الحق وأنصار العدل. وإليكم يا أبناء عدنان ويا رجال العرب يا من بذلتم أنفسكم لتحرير البلاد العربية وأرقتم دماءكم في سبيل استقلالها – توجه فلسطين خطابها وتزجي ندائها. وفي رحابكم تبخ رجائها وآمالها.
لقد حصحص الحق وبرح الخفاء ولم يبق للتمويه والخداع من سبيل – فإن أبناء إسرائيل يشدون رحالهم من الأقطار كافة وينسلون من كل صوب وحدب إلى فلسطين. وهؤلاء أحبارهم وزعماؤهم نساؤهم ورجالهم كبارهم وصغارهم يعملون آناء الليل وأطراف النهار على ابتلاع فلسطين ويبذلون النفس والنفيس ويضحون ما عز وهان للفوز بمطلوبهم وتحقيق أمنيتهم.
ليس فيكم من يجهل دسائسهم ومقاصدهم وسعيهم لمحو كل ما للمسيحية والإسلامية في فلسطين من الأثر والعاديات والمشخصات والمقومات وإجلاء الناطقين بالضاد عن هاتيك الأراضي المقدسة.
وما كانت فلسطين يهودية لنتركها لليهود وما كان لليهودية في فلسطين من الآثار لا يبلغ معشار ما للعرب من الآثار والأعمال والشعوب والخلائف والأبناء والحفدة.
جادلنا اليهود بالبرهان وأثبتنا لهم بالأدلة التاريخية والمنطقية والأثرية أنه لا حق لهم في بلاد أجلاهم عنها البابليون منذ آلاف من السنين ومحوا آثارهم وشردوا نساءهم وأبناءهم ولم يبقوا لهم فيها من باقية – فلم يخضعوا للحق وأبوا إلا المكابرة والعناد.
استنطقنا التواريخ واستفتينا علماء السير فأجمعوا على أن فلسطين عربية بأهلها وأسمائها وجبالها ووهادها وأنها كانت لهم وكانوا فيها قبل إبراهيم وإسرائيل وموسى وهارون – فما استكانوا ولا رضخوا بل ظلوا سائرين في تيه ضلالهم وبهتانهم.
نحن لا نجادل في الباطل ولا نتبع خطوات الشيطان ولا نماري بالحق بل نسأل علماء الحقوق وأساطين الشرائع وكل ذي عقل سليم ونناشدهم الضمير والوجدان أن ينصفونا مع هؤلاء الأقوام.
إن بلاداً فتحها أجدادنا منذ ثلاثة عشر قرناً ونيف وتدبروها واستعمروها وأنشأوا فيها الهياكل والمعابد والآثار الجمة وحافظوا عليها كل هذه القرون المتطاولة وأراقوا أنهار الدماء لأجلها فحمرها من الطامعين وردوا عنها كيد الغائرين – أليست كل هذه الأحقاب كافية لمرور الزمن وإسقاط حقهم منها إذا كان لهم حقاً واندماجها في الجامعة العربية؟
وأنتم يا علماء الآثار والتاريخ أفتونا هل رأيتم في أبحاثكم وتدقيقاتكم أثراً لليهود في فلسطين؟ وهل ظل لهم أدنى علاقة بها بعد أن أجلاهم بختنصر عنها وسباهم وقتل نساءهم وذراريهم ومزقهم شر ممزق؟
نزل العرب فلسطين قبل الإسلام والمسيحية واليهودية واستوطنوها لكونها المتمم لجزيرتهم وأكثروا من التردد عليها ووضعوها في أشعارهم وأقاصيصهم ثم لما قاموا بنهضتهم الكبرى وأسسوا دولتهم العظمى طردوا الرومانيين من فلسطين وحرروا إخوانهم وأدخلوها في حوزتهم وحافظوا عليها حتى أيامنا هذه – أفبعد كل ذلك يقوم اليهود فيدعون ملكيتها ويعملون لتأسيس حكومة يهودية فيها؟ إن هذا لإحدى الكبر!!!
يا شعوب العالم؟
رأيتم كيف آوينا اليهود يوم لفظتهم الأمصار واضطهدتهم الشعوب وأكرمنا مثواهم؟ وأحسنا معاملتهم؟ ورأيتم براهيننا الدامغة وحججنا القاطعة؟ وهم مع ذلك لا يزالون يسيئون معاملتنا ويحرجون صدورنا ويحاولون أن يحدثوا لنا مشكلة جديدة تسيئنا وتسيئهم وتسيء العالم جميعاً.
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا   فليس على المضطر إلا ركوبها
يا أبناء عدنان؟
إن بني إسرائيل الذين ضاقت بهم الأقطار واضطهدوا في كل مكان نزلوه وذبحوا في حتى اليوم ثماني مرات ولم يتفقوا مع شعب من الشعوب وكانوا جرثومة فساد وشقاء وبلاء – يعملون على إخراج أبناءكم من أرضهم والاستيلاء على أملاكهم وابتلاعهم.
عار علينا وألف عار أن يطمع فينا اليهود ويقضوا لبانتهم منا ويسبونا كما سبوا ويأخذون بثأرهم منا!
ليعلم اليهود أن فلسطين بلادنا ودرة جزيرتنا وأنهم لا ينالون منها مأرباً قبل أن ينضب الأردن ويحمر اليرموك وإننا سنحافظ عليها في الآخر كما حافظنا في الأول وإن دون ابتلاعنا خرط القتاد ودك الأوتاد.
هذه هي الصيحة الأولى أنذرناهم بها وقد أعذر من أنذر والسلام على من سمع القول فوعاه ولم يتبع هواه.(انتهى) المستقبل العدد 45 – 31 كانون الأول 1977
ــــــــــــــــــــــ


<< Prev - Next >>

Last Updated (Sunday, 17 October 2010 12:13)

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.