مطالبات - Page 7
| Article Index |
|---|
| مطالبات |
| Page 2 |
| Page 3 |
| Page 4 |
| Page 5 |
| Page 6 |
| Page 7 |
| Page 8 |
| Page 9 |
| Page 10 |
| Page 11 |
| Page 12 |
| Page 13 |
| Page 14 |
| Page 15 |
| Page 16 |
| Page 17 |
| Page 18 |
| Page 19 |
| All Pages |
الفصل الأول
في العراق:
انتقل السيد موسى إلى العراق بعد وفاة والده بعام واحد اي سنة 1954، ليبقى في النجف أربع سنوات، يحضر فيها دروس الفقه على المرجع الكبير محسن الحكيم، كما حضر دروس المرجع الشيخ محمد رضا آل ياسين، في الفقه أيضاً، فالعراق ليس غريبالإ عن السيد، فجميع أهله عاشوا في العراق تقريباً، اطلع على أحوال الطائفة جملة وتفصيلاً، وذلك باتصاله بالناس اتصالاً مباشراً، والتعرف إليهم والإطلاع على أحوالهم.
في لبنان:
أول زيارة للسي موسى للبنان كانت عام 1957.
فهي زيارة خاصة للأهل وللأرض التي أنبتت أجداده.
ولاستطلاع أحوال الطائفة الشيعية الإسلامية في لبنان، فقد مكان من نتائج زيارته الأولى أثر وتأثير، أثر طيب في نفسه، وتأثير طيب على أبناء الطائفة الذين لم يستطيعوا نسيان الزيارة لهم أبداً.
تمر الأيام وينتقل السيد عبد الحسين إلى ربه عام 1958، بعد حياة حافلة، فمركزه بين الشيعة يفوق كل مراجع عصره، فقد قاد الحركة الإصلاحية الشيعية بحزم وشجاعة وإيمان، واشترك في الحركات التحررية في لبنان وسوريا، وعانى ما عانى من السلطات الفرنسية، ونفي وحكم عليه بالإعدام، ونجا وأحرق بيته مرتين.
- أنشأ الكلية الجعفرية، وجمعية البر والإحسان.
- ألف أكثر من ثلاثين مؤلفاً من أمهات كتب التاريخ والنقد والفقه، فبوفاته فقدوه وفقدوا معه تراثاً ونبعاً لا ينضبان.
فالبديل يجب أن يكون بديلاً حقيقياً بالعلم والمعرفة والإيمان والأخلاق، فما أحوج النور للظلمة، وما أحوج الفارس للسيف...
لقد كتبت صور رسالة للسيد موسى في "قم" صيف سنة 1959 استلمها وتردد في أمرها إلى أن اقتنع أخيراً بفحواها وحضر إلى لبنان في أواخر عام 1959.
فبعد مرور سنتين على وفاة السيد عبد الحسين، سرعان ما عادت الحياة تزخر وتهدر، بزخم جديد، ودم جديد، وحياة جديدة، فحلقات التوجيه والإرشاد تكثر، والندوات الدينية تعم، والمواعظ والإرشادات على كل لسان، وقراءة القرآن الكريم في كل مسجد، أسئلة تلقى أجوبة، وشروحات تبدد ظلمات.
فليالي شهر رمضان تصبح أكثر خشوعاً. والصوم في النهار أكثر شمولاً، وفود الشباب والرجال تنتشر موجهة أصحاب المقاهي والمطاعم للحد من تقديم الأطعمة، وبمنع المشروبات الروحية منعاً نهائياً في شهر رمضان.
وبهذا الأسلوب الجديد كانت الانطلاقة الموفقة، نحو حياة دينية متماسكة متكاملة.
شعور جديد بدم جديد:
شعر اللبنانيون، كل اللبنانيين من مقيمين ومغتربين، أن حياة جديدة، دبت في أوصال الطائفة الشيعية، وأن رجلاً جديداً من هذه الطائفة ملأ دنياه، فتجاوب الجميع معه، فزار المدارس، والأديرة، والمناطق النائية المحرومة، فألقى محاضرات شتى في جميع الأمكنة، وخصوصاً في قاعات المدارس، بالمدن الرئيسية من العاملية مروراً بالمقاصد الإسلامية، إلى المدارس المهنية، إلى الاعتكاف بالمساجد شارحاً موجهاً داعياً إلى الصدق ومكارم الأخلاق، حتى شعرت الطائفة الشيعية أن قبساً من السماء طلع عليها في ليلها الطويل، فتطلعت بأحداقها إلى العلاء، وانتصبت قامتها في شموخ.
فالقرى الحدودية الجنوبية، بدأت تسترد أنفاسها بعد انقطاع، وقرى البقاع المحرومة بدأت تحس بالمدافع عنها، في كل ميدان وعلى كل صعيد. فالشمس مشرقة وستبقى كذلك بإذن الله.
على طريق الإصلاح في جمعية البر والإحسان:
على الرغم من أن جمعية البر والإحسان، تضم نفراً من المؤمنين الخيرين، فقد غير في أسلوبها، وأنشأ اللجان العديدة: من تصميم إلى تفتيش إلى تثقيف، حتى تم له القضاء على التسول في مدينة صور العريقة، بعد أن كانت تضم قرابة مئتي متسول.
وبعد دراسة للأسباب توصل للحلول الجذرية بعد أن رد الأسباب للعناصر الآتية:
1 – كثرة الأفراد في الأسرة.
2 – العاهات المانعة للعمل.
3 – الضعف بكسب العيش الشريف وقلة الفرص.
4 – التخاذل والكسل.
فقد خرج مع مستشاريه إلى ضرورة تأسيس مؤسسة تضم:
1 – داراً للأيتام.
2 – داراً للعجزة.
3 – مدرسة مهنية.
وهذه المؤسسة في دور الإنجاز. أنفق عليها ما لا يقل عن نصف مليون ليرة لبنانية، أخذ منها مئتين وتسعين ألفاً من مصلحة الإنعاش الإجتماعي، وخمسة وخمسين ألفاً من وزارة التربية، وجمع في مهرجان تسعين ألفاً من أصحاب المروءة، والقلوب الخيرة، والباقي استلفه من أحد البنوك.
كما استأنس بدراسات لبعثة "أرفد" في الجنوب، حول الفقر، فجعل المؤسسة ضخمة، تضم الآن من الأسرة المئتين، وفي المستقبل أربعمائة.
Last Updated (Thursday, 10 March 2011 13:06)




