مطالبات
| Article Index |
|---|
| مطالبات |
| Page 2 |
| Page 3 |
| Page 4 |
| Page 5 |
| Page 6 |
| Page 7 |
| Page 8 |
| Page 9 |
| Page 10 |
| Page 11 |
| Page 12 |
| Page 13 |
| Page 14 |
| Page 15 |
| Page 16 |
| Page 17 |
| Page 18 |
| Page 19 |
| All Pages |
جميع حقوق النشر محفوظة-الادارة
الصدر!؟
الإهداء
إلى كل عربي..
إلى كل لبناني..
إلى كل مسلم..
إلى كل المخلصين في العالم..
إلى كل العاملين بصمت بشأن اكتشاف مكان اللغز...
نقدم هذا الكتاب عربوناً للوفاء وتقديراً للمخلصين وعلى رأسهم سماحة الإمام موسى الصدر وسماحة الشيخ عبد الأمير قبلان وإلى رجال السياسة والمؤسسات والمنظمات التي عملت ولا تزال، في توضيح هذا اللغز!!
"أما أولئك... فقد شككوا بأنفسهم ونواياهم حين أثاروا الشكوك حولي، والافتراءات علي، وربطوا مبادرتي بحركات سياسية محلية أو عربية أو عالمية... دون رادع من إيمان أو عاصم من ضمير.... وكنت لا أرى سبباً لهذه الشكوك سوى أنني خرجت برجل الدين إلى عالم الحياة والحركة، ورفعت عنه غبار السنين، ليسير مع الحياة في تطورها ورقيها، منسجماً بذلك مع الفكر الديني الأصيل....".
الطائفة الشيعية – في لبنان – آلامها وآمالها
موسى الصدر.
صرخة الحق دائماً مدوية ونبراس العلم دائماً مرفوع، والحقيقة ظاهرة لا محالة، فمهما حاول المصطادون في الماء العكر طمس الحقائق وتنكيس الأعلام وتركين الجبال فإن الحقيقة تبقى كالشمس في وضح النهار، فالغبار سيتطاير ويظهر الماس جلياً براقاً دون غبار، فمهما امتدت الأيام وطالت الليالي وكثر اللغط واشتدت التهمات وتكاثرت بسمات الحقد والشماتة، فالحقيقة واقعة لا محالة والعاصفة لا بد أن تهدأ والأمواد لا بد أن تتكسر وتتبدد على صخرة الصمود.
فالإمام أكبر من أن يختفي، وأجل من أن يتهم. فشريعة الغاب لا يمكن أن تستمر أو أن تسود، في بلاد العلم والنور، فعشرت الآلاف بل مئاتها ممن يقدرون ويحترمون سماحة الإمام كانت لهم المواقف الشجاعة من أفراد وتنظيمات. من جمعيات وتجمعات. من أندية دينية ومؤسسات اجتماعية على كافة الأصعدة.
اللبناني والعربي المسلم والمسيحي أظهروا التقدير الكبير لمواقف الإمام في مختلف مراحل نشاطاته الدينية والاجتماعية وحتى السياسية منها.
فهنا في هذا الكتاب نقدم فيضاً من فيض للمراحل التي قطعتها ملابسات الاخفاء. اخفاء اللغز الكبير الذي هو مدار ذكر على كل لسان.
* * * *
السيد موسى الصدر
• من مواليد قم عام 1928، والده صدر الدين، بن إسماعيل، ابن صدر الدين، بن صالح.
• والدته السيدة "صفية" كريمة السيد حسين القمي.
• توفي والده عام 1953، الذي كان، رحمه الله، أحد رواد النهضة الأدبية في العراق.
• تلقى السيد موسى علومه الابتدائية والثانوية، في مدارس "قم" الحديثة والعلوم الدينية من فقه ومنطق في جامعتها. ومن ثم تابع علومه الجامعية في طهران، من علوم عصرية إلى لغات متعددة، منها العربية والفارسية والفرنسية والإنكليزية، فالعربية لغة التدريس في "قم". والفارسية لغة الأم، والفرنسية لغة الجامعة في طهران، والإنكليزية لغة الاجتهاد الشخصي.
• أنشأ في قم، مجلة باسم "مكتب إسلام" أي المدرسة الإسلامية، وهي من أكبر المجلات الدينية في إيران اليوم، وامتيازها لم يزل على اسمه حتى الآن.
* * *
"قم"
مدينة صغيرة تقع على مقربة من العاصمة الإيرانية "طهران" ذات طابع ديني محض، فيها أكبر جامعة دينية بعد النجف، والتعليم فيها باللغة العربية.
سكان قم حوالي مئة وعشرون ألفاً، جميعهم متدينون يعيشون على الزراعة والتجارة، وسكانها أول من انطلق بمظاهرات الاحتجاج عام 1963 ضد السلطة بقيادة آية الله روح الله الخميني، الذي سجن وأبعد إلى تركيا ثم سكن العراق ففرنسا إلى أن عاد إلى وطنه الأم إيران بعد أن قاد ثورة إسلامية أطاحت بنظام الشاه بغية إقامة دولة إسلامية مستقلة.
* * * *
الفصل الأول
في العراق:
انتقل السيد موسى إلى العراق بعد وفاة والده بعام واحد اي سنة 1954، ليبقى في النجف أربع سنوات، يحضر فيها دروس الفقه على المرجع الكبير محسن الحكيم، كما حضر دروس المرجع الشيخ محمد رضا آل ياسين، في الفقه أيضاً، فالعراق ليس غريبالإ عن السيد، فجميع أهله عاشوا في العراق تقريباً، اطلع على أحوال الطائفة جملة وتفصيلاً، وذلك باتصاله بالناس اتصالاً مباشراً، والتعرف إليهم والإطلاع على أحوالهم.
في لبنان:
أول زيارة للسي موسى للبنان كانت عام 1957.
فهي زيارة خاصة للأهل وللأرض التي أنبتت أجداده.
ولاستطلاع أحوال الطائفة الشيعية الإسلامية في لبنان، فقد مكان من نتائج زيارته الأولى أثر وتأثير، أثر طيب في نفسه، وتأثير طيب على أبناء الطائفة الذين لم يستطيعوا نسيان الزيارة لهم أبداً.
تمر الأيام وينتقل السيد عبد الحسين إلى ربه عام 1958، بعد حياة حافلة، فمركزه بين الشيعة يفوق كل مراجع عصره، فقد قاد الحركة الإصلاحية الشيعية بحزم وشجاعة وإيمان، واشترك في الحركات التحررية في لبنان وسوريا، وعانى ما عانى من السلطات الفرنسية، ونفي وحكم عليه بالإعدام، ونجا وأحرق بيته مرتين.
- أنشأ الكلية الجعفرية، وجمعية البر والإحسان.
- ألف أكثر من ثلاثين مؤلفاً من أمهات كتب التاريخ والنقد والفقه، فبوفاته فقدوه وفقدوا معه تراثاً ونبعاً لا ينضبان.
فالبديل يجب أن يكون بديلاً حقيقياً بالعلم والمعرفة والإيمان والأخلاق، فما أحوج النور للظلمة، وما أحوج الفارس للسيف...
لقد كتبت صور رسالة للسيد موسى في "قم" صيف سنة 1959 استلمها وتردد في أمرها إلى أن اقتنع أخيراً بفحواها وحضر إلى لبنان في أواخر عام 1959.
فبعد مرور سنتين على وفاة السيد عبد الحسين، سرعان ما عادت الحياة تزخر وتهدر، بزخم جديد، ودم جديد، وحياة جديدة، فحلقات التوجيه والإرشاد تكثر، والندوات الدينية تعم، والمواعظ والإرشادات على كل لسان، وقراءة القرآن الكريم في كل مسجد، أسئلة تلقى أجوبة، وشروحات تبدد ظلمات.
فليالي شهر رمضان تصبح أكثر خشوعاً. والصوم في النهار أكثر شمولاً، وفود الشباب والرجال تنتشر موجهة أصحاب المقاهي والمطاعم للحد من تقديم الأطعمة، وبمنع المشروبات الروحية منعاً نهائياً في شهر رمضان.
وبهذا الأسلوب الجديد كانت الانطلاقة الموفقة، نحو حياة دينية متماسكة متكاملة.
شعور جديد بدم جديد:
شعر اللبنانيون، كل اللبنانيين من مقيمين ومغتربين، أن حياة جديدة، دبت في أوصال الطائفة الشيعية، وأن رجلاً جديداً من هذه الطائفة ملأ دنياه، فتجاوب الجميع معه، فزار المدارس، والأديرة، والمناطق النائية المحرومة، فألقى محاضرات شتى في جميع الأمكنة، وخصوصاً في قاعات المدارس، بالمدن الرئيسية من العاملية مروراً بالمقاصد الإسلامية، إلى المدارس المهنية، إلى الاعتكاف بالمساجد شارحاً موجهاً داعياً إلى الصدق ومكارم الأخلاق، حتى شعرت الطائفة الشيعية أن قبساً من السماء طلع عليها في ليلها الطويل، فتطلعت بأحداقها إلى العلاء، وانتصبت قامتها في شموخ.
فالقرى الحدودية الجنوبية، بدأت تسترد أنفاسها بعد انقطاع، وقرى البقاع المحرومة بدأت تحس بالمدافع عنها، في كل ميدان وعلى كل صعيد. فالشمس مشرقة وستبقى كذلك بإذن الله.
على طريق الإصلاح في جمعية البر والإحسان:
على الرغم من أن جمعية البر والإحسان، تضم نفراً من المؤمنين الخيرين، فقد غير في أسلوبها، وأنشأ اللجان العديدة: من تصميم إلى تفتيش إلى تثقيف، حتى تم له القضاء على التسول في مدينة صور العريقة، بعد أن كانت تضم قرابة مئتي متسول.
وبعد دراسة للأسباب توصل للحلول الجذرية بعد أن رد الأسباب للعناصر الآتية:
1 – كثرة الأفراد في الأسرة.
2 – العاهات المانعة للعمل.
3 – الضعف بكسب العيش الشريف وقلة الفرص.
4 – التخاذل والكسل.
فقد خرج مع مستشاريه إلى ضرورة تأسيس مؤسسة تضم:
1 – داراً للأيتام.
2 – داراً للعجزة.
3 – مدرسة مهنية.
وهذه المؤسسة في دور الإنجاز. أنفق عليها ما لا يقل عن نصف مليون ليرة لبنانية، أخذ منها مئتين وتسعين ألفاً من مصلحة الإنعاش الإجتماعي، وخمسة وخمسين ألفاً من وزارة التربية، وجمع في مهرجان تسعين ألفاً من أصحاب المروءة، والقلوب الخيرة، والباقي استلفه من أحد البنوك.
كما استأنس بدراسات لبعثة "أرفد" في الجنوب، حول الفقر، فجعل المؤسسة ضخمة، تضم الآن من الأسرة المئتين، وفي المستقبل أربعمائة.
الفصل الثاني
من إنجازات السيد موسى الخيرة:
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
بتاريخ 12 أيار سنة 1967، يوم عقد النواب الشيعة التسعة عشر، جلسة مشتركة مع لجنة الإدارة والعدل، بدعوة من رئيس مجلس نواب لبنان المرحوم صبري حمادة، وقد صدقت اللجنة المشتركة المشروع المذكور مادة مادة، وطلبت إلى المجلس النيابي الموافقة، وبعد ثلاثة أيام صدق المجلس بالإجماع القانون، وهكذا وجدت الطائفة نفسها بعد الغياب الطويل...
نصت المادة الأولى منه أن "الطائفة الإسلامية الشيعية مستقلة في شؤونها الدينية وأوقافها مؤسساتها، ولها ممثلون من أبنائها يتكلمون بلسانها ويعملون باسمها طبقاً لأحكام الشريعة الغراء، ولفقه المذهب الجعفري في نطاق الفتاوى الصادرة عن مقام المرجع العام للطائفة في العالم".
وجاء في المادة الثانية منه: "ينشأ للطائفة الشيعية في الجمهورية اللبنانية مجلس يسمى: المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يتولى شؤون الطائفة ويدافع عن حقوقها، ويحافظ على مصالحها، ويسهر على مؤسساتها، ويعمل على رفع مستواها، وهو يقوم بصورة خاصة بالمهام التالية:
أولاً: ينظم أوقاف الطائفة ويعمل على إحيائها، والعناية بها.
ثانياً: ينسق الجهود بين مختلف المؤسسات الاجتماعية والثقافية والجمعيات الخيرية وما يماثلها، ويحل النزاعات التي تقوم فيما بينها ويشجع المشاريع الاجتماعية والثقافية والدينية القائمة، ويقوم بمشاريع جديدة إذا لزم الأمر، مساهمة في رفع المستوى الفكري والروحي والمادي في جميع الأوساط المدنية.
ثالثاً: يعين ويصنف الوظائف التي تنشأ في المجلس ويفرض على الموظفين العقوبات التأديبية المنصوص عليها في قانون الموظفين الإداريين العام.
رابعاً: ينهي بتعيين وتصنيف أرباب الوظائف الدينية الصرفة والمفتين وأمناء الفتوى والمدرسين ويفرض عليهم العقوبات التأديبية المنصوص عليها في قانون الموظفين الإداريين العام، ويضع المجلس نظاماً داخلياً يبين فيه الأصول الواجب اتباعها للتحقيق في المخالفات المسلكية ويفرض العقوبات التأديبية.
خامساً: "يحق له إنشاء جامعة دينية، وجامعة للتعليم العالي خلافاً لأي نص آخر يمنع ذلك".
المتتبع لأحوال الطائفة في لبنان، يجد أن نضال السيد، من أجل المجلس المذكور، كانت خالصة لوجه التقدم والرقي، والسير بطاقات مشلولة كبيرة، في معارج الحضارة التي يتطلع إليها لبنان.
فالطائفة ضائعة، والأوقاف سائبة، وإذا در لها ضرع، فلا تصرف المنفعة فيه لجهة خيرية، بل يذهب دره إلى بعض البطون المتخمة.
لقد أصبح في المجلس، نخبة من الرجال العالمين بالشرع، ونخبة من المثقفين الواعين، سيلزمون كل متصدر، فيقف عند حده.
ولسوف يذكر الناس طويلاً، كيف اتصل السيد هاتفياً – يوم كان المشروع بين يدي النواب – ومن أفريقيا، ببعض إخوانه من نواب الطائفة، مؤكداً لهم ضرورة اشتمال القانون على تمكين المجلس من حق إنشاء جامعة للتعليم العالي...
وجاءت المادة الثالثة لتنص:
يستطلع إلزامياً رأي المجلس في مشاريع القوانين والأنظمة العامة، العائدة إلى الشؤون الدينية للطائفة الإسلامية الشيعية، كالأحوال الشخصية وغيرها.
ونصت المادة الرابعة:
يكون للمجلس رئيس يمثله ويمثل الطائفة الإسلامية الشيعية لدى السلطات العامة، والهيئات الخاصة، ولهذا الرئيس ذات الحرمة والحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رؤساء الأديان بلا تخصيص ولا استثناء.
ونصت المواد: الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة على هيئات المجلس الثلاث، وكيفية تأليفها وانتخابها...
فقد جاء في الخامسة أن للمجلس ثلاث هيئات: الهيئة العامة والهيئة الشرعية، والهيئة التنفيذية.
وحددت المادة السادسة كيفية تأليف الهيئة العامة وتكونها فإذا هي تتألف من:
1 – قضاة الشرع والمفتين الحاليين والسابقين.
2 – علماء الدين اللبنانيين المتخرجين من المعاهد العلمية والحوزات الدينية.
3 – الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.
4 – القضاة المدنيين.
5 – الأساتذة الجامعيين.
6 – المحامين والأطباء والصيادلة والمهندسين المسجلين في نقاباتهم.
7 – الموظفين المدنيين من الفئة الثانية فما فوق.
8 – رؤساء المجالس البلدية في مركز المحافظات والأقضية والأعضاء البلديين في مدينة بيروت.
9 – ممثلي مجالس المؤسسات الاجتماعية والثقافية والجمعيات الخيرية حسب نظام كل منها في بيروت وضواحيها ومراكز المحافظات ومراكز الأقضية.
10 - أصحاب الصحف ووكالات الأنباء ورؤساء التحرير.
11 – رئيس وأعضاء مجلس نقابة الصحافة.
12 – رؤساء وأعضاء غرف التجارة والصناعة والزراعة وجمعية أصحاب المصارف، وجمعيات التجار والصناعيين.
13 – رؤساء وأعضاء مجالس إدارة المؤسسات العامة الرسمية كالمصالح المستقلة وغيرها.
14 – رؤساء مجالس النقابات العمالية والمهنية والحرفية.
15 – أعضاء مجالس إدارة جامعة اللبنانيين في العالم وممثلي الهيئات المنظمة للجاليات اللبنانية وفروعها...
وقد نص القانون في مادته السابعة أن هذه الهيئة منوطة بها الأمور التالية:
1 – انتخاب الهيئة التنفيذية.
2 – درس الموازنة السنوية وإقرارها.
3 – مناقشة التقارير التي تضعها الهيئة التنفيذية والبت فيها.
ونصت المادة الثامنة على تأليف الهيئة التنفيذية فقالت أنها تتألف من نواب الطائفة الإسلامية الشيعية كأعضاء طبيعيين، ومن اثني عشر عضواً من المدنيين، تنتخبهم الهيئة العامة بالاقتراع السري من بين أعضائها في اجتماع قانوني لها، وبالأكثرية النسبية من الأصوات لمدة ست سنوات.
وذكرت المادة التاسعة تأليف الهيئة الشرعية من اثني عشر عضواً من علماء الدين اللبنانيين تنتخبهم مجموعة علماء الدين اللبنانيين لمدة ست سنوات.
ونصت المادة العاشرة:
"ينتخب رئيس المجلس من قبل الهيئة الشرعية والهيئة التنفيذية بالأكثرية النسبية، سواء أكان عضواً في الهيئة الشرعية أو لم يكن".
واشترطت المادة الحادية عشرة في رئيس المجلس أن يكون لبنانياً وعالماً دينياً معترفاً باجتهاده المطلق في الأوساط العلمية، وعند عدم توفر هذا الشرط ينتخب من بين علماء الدين المعروفين بالفضل والورع.
كما نص القانون بأن الرئيس، ومدة ولايته ست سنوات، ممكنة التجديد، وهو الذي يترأس الهيئة العامة والهيئة الشرعية والهيئة التنفيذية، وأنه لا يجوز الجمع بين الرئاسة، ولا أي نصب آخر، كما نص على أن للرئيس نائبين شرعي ومدني، ينتخبان الأول من الهيئة الشرعية، الثاني من الهيئة التنفيذية.
وتنتخب الهيئتان الشرعية والتنفيذية أميناً للسر، تحدد صلاحياته في النظام العام.
كما نص القانون على طريقة الطعن، ومهلته، والهيئة التي تبت فيه.
أقر القانون بأنه يلحظ في القسم المتعلق بالمحاكم الشرعية الجعفرية من موازنة الدولة، باب خاص بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يشتمل على تعويض للرئيس، ورواتب موظفي المجلس، ونفقات إيجار دار المجلس، وأثاثه وصيانته، والمجلس له شخصية معنوية عامة، وله أن يقبل الاشتراكات والهبات والتبرعات والوصايا وما يوقف عليه.
هذا بصورة موجزة إن دل على شيء فإنما يدل على ما قام به السيد موسى نحو الطائفة وخصوصاً نحو مستقبل جامعة التعليم العالي.
الفصل الثالث
الإمام الرمز
موسى الصدر، قبل أن يكون رمزاً روحياً، هو رمز اجتماعي وسياسي ونضالي معاً.
اجتماعي... عندما خص الفقراء بثورته الاجتماعية مؤكداً على أن الظلم ليس قوة قدرية إذا ما اتحد المحرومون في وجهه.
وسياسي... عندما وقف في وجه الحرب والتقسيم.
ونضالي... لأنه لم يكتف بالموعظة بقدر ما تحرك باتجاه الفعل والممارسة.
في السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 1978، أجرت إحدى الصحف اليومية المحلية مقابلة مع سماحة الإمام موسى الصدر في مكتبه بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث من خلالها نتلمس الصدق والغيرة الوطنية ونرى أن سماحته رمز من رموز التعايش الإسلامي – المسيحي.
وهذا نص الحديث:
الصدر: لبنان مهدد بالسقوط ولا ينقذه إلا الوفاق
o أرفض توطين الفلسطينيين في لبنان
o كنت أحد أبرز رموز التعايش الإسلامي – المسيحي واتهامي بالعكس كان حلقة من سلسلة "عزل الكتائب"
• سماحة الإمام، مسؤول كبير وصف الحالة في المنطقة العربية بأنها "تخبيص بتخبيص"، وأن الرؤيا داكنة والخيوط متشعبة، وأن حالة الركود التي يعيشها لبنان لن تكون لمصلحته أبداً، فهل لنا أن نعرف وقع لبنان من التطورات الحاصلة، وما مقدار انفعاله بها؟
- لا شك في أن الظروف الدولية تمر في أخطر مراحلها أيام السلم لأن الحرب الباردة بين القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط أولاً والقرن الأفريقي ثانياً، وفي بقية المناطق قائمة على قدم وساق، ولا شك في أن وراء هذه الصراعات مساومات على القمح وعلى البترول وعلى السلاح الإستراتيجي وعلى يالطة جديدة متطورة في العالم وغير ذلك. ويبدو أن المخاض لولادة هذه الصفقة الدولية عسير جداً هذه المرة، وإلى أن ينتهي الصراع هذا، كل نقطة في العالم عامة، والمناطق الحساسة التي ذكرناها خاصة، معرضة للصعوبات المختلفة. أما الوضع العربي فأعتقد أنه بدوره أيضاً يمر بأقسى الفترات خصوصاً أن إسرائيل أيضاً داخلة بصورة مباشرة في الصراع وتستعمل كل وسائلها لذلك. أما لبنان فمهما كان من خلاف أو تفاوت في وجهات النظر بين مواطنيه، فإن نقاط الوفاق وضرورة الانتباه إلى المصير المشترك المهدد بالإضافة إلى تاريخ وحضارة وتجربة مميزة وطويلة، عناصر تسمو باللبنانيين وتهيب بهم لكي يرتفعوا فوق خلافاتهم. أما المشكلة اللبنانية الكبرى فهي أن لبنان مهدد بأن يدفع ثمناً لصراع بين العرب أنفسهم أو بينهم وبين إسرائيل، أو بين القوى الكبرى في العالم، والسبب في ذلك وجود الثغرات التي ما زالت باقية في جسم الوطن وفي نفوس المواطنين، فمع وجودها يخشى أن خلافاً، أي خلاف، ومن أية قوة صغيرة كانت أم كبيرة، يتسرب إلى لبنان، عبر هذه الثغرات. وهنا ننتبه إلى حقيقة مرة على رغم هدوء الأوضاع نسبياً وهذه الحقيقة هي أن وطننا مهدد أكثر من أي وقت مضى بالسقوط أو بتعبير أدق "بالتشظي" وأمام هذا الواقع المخيف لا نجد طريقاً إلا سد هذه الثغرات والطريق إلى هذا الأمر هو الوفاق الوطني، وفاقاً مطلقاً وكاملاً دون شروط ودون توقع مكاسب الحرب ودون الوقوف أمام الشعارات التي سبق للأطراف المتنازعة أن طرحتها ومكاشفة الناس بخطورة المرحلة التي تمر وإقناعهم بتأجيل كل شيء عدا بقاء لبنان وفي توقعي أن هذه الرؤيا أصبحت واضحة عند الجميع أو أنها تعيش في ضمائر الجميع بصورة عفوية وهذا مما يدعو إلى التفاوض على رغم قسوة الظروف.
توطين الفلسطينيين والوفاق
• ما هي صحة الأخبار التي شاعت في الفترة الأخيرة عن توطين الفلسطينيين في لبنان، وهل يمكن أن يشكل رفض التوطين قاسماً مشتركاً بين جميع اللبنانيين يكون منطلقاً للمباشرة في عملية الوفاق خصوصاً بعد موقف رئيس الجمهورية من هذا الموضوع؟
- في نفس الوقت الذي كان يتحدث فخامة الرئيس أمام السلك الدبلوماسي كنت في خطبة الجمعة أي في أخلص أوقات العبادة وأصدق تعبيرات المؤمن كنت أتحدث بنفس المنطق وأكرر ما يقوله الرئيس سركيس، فالتوطين في رأيي مؤامرة جديدة مدمرة على الفلسطينيين أنفسهم لأنه يعني الوطن البديل وإنهاء وجودهم كشعب. وأضفت في خطبة الجمعة ضرورة تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح بموجب الاتفاقات وبسط سيادة الشرعية اللبنانية على جميع المناطق حتى الحدود الجنوبية وهنا لا بد من أن أوضح مصدر تفاؤلي حيث أن هذه النقاط كانت في الأسابيع الأخيرة تبدو منطلقاً للوفاق الوطني ولذلك فإن عظمة الأخطار التي تهدد لبنان لا تقف أمام عظمة الإرادة اللبنانية الموحدة.
ومن جهة أخرى فإن مشروع الاستيطان في الأساس هو مشروع بيغن رئيس وزراء إسرائيل حيث أن تفاصيل مشروعه تكشف عن رغبة إسرائيل في تحديد عدد الفلسطينيين في الضفة، ذلك لكي تتمكن من هضمهم وإذابتهم في الكيان الصهيوني وهذا يعني إبقاء الفلسطينيين في أماكنهم الحالية وخلق متاعب لهم بسبب الخيبة والانتكاسة وبما سوف يحدث من اتهامات متبادلة تؤدي إلى صراعات دموية فيما بينهم. بالإضافة إلى أن هذا الأمر سيكون مصدر صعوبات ديموغرافية، أمنية، اجتماعية وسياسية للبلاد المجاورة لإسرائيل، وهنا نضيف إلى مصدر تفاؤلنا أن القيادات الحقيقية للشعب الفلسطيني والثوار الحقيقيين يرفضون حتماً هذا المشروع.
الجميع ينتظرون سركيس
• لقد أصبح الوفاق إطاراً مطلبياً يتمحور حوله أكثر من فريق، ولكن هل يكفي أن يرفع كشعار؟ ألم يحن الوقت ليوضع موضع التنفيذ العملي؟
- في الواقع إن جميع الأطراف ينتظرون موقف الرئيس سركيس باعتبار أن الوفاق الذي يطرحه مزود بقوة الشرعية، معتمد على دراسات مخلصة ومحايدة بالإضافة إلى أن الوفاق سيكون مسنوداً بالقوة الدولية والرغبة العربية وربما يفضل الرئيس أن تحصل مبادرة في المكان أو الزمان أو الأطراف، وعند ذلك سيكلف أو يلوح به، وما عدا ذلك فإني لا أرى مانعاً في الأفق الوطني يعيق أو يمنع ذلك.
ضريبة الدم عند الشيعة
• الشيعة كانوا أكثر اللبنانيين تأثراً بالأحداث ودفعوا ضريبة الدم غالياً في الجنوب وفي غير الجنوب، ومع ذلك فإن نار الخلافات مستعرة بين رجالاتهم وزعاماتهم مما يزيد في آلامهم وتشتتهم، أما حان الوقت ليلتقي زعماء الشيعة ويتناسوا خلافاتهم فينقذوا الجنوب من الاحتلال ويساهموا في عودة أبنائه إليه؟
- إن المشكلة المتفجرة في الجنوب هي خلاصة المشكلة اللبنانية العامة، وهي بدورها نتيجة عوامل عربية ودولية انفجرت على الساحة اللبنانية التي جرى التحضير لها بسبب الثغرات المفتوحة فيها. وقد أصبح واضحاً للجميع أن بعض أهداف المحنة اللبنانية كانت تحضير المنطقة كلها نفسياً ومادياً لفرض أنواع السلام، ولذلك فإن تصوري أن المشكلة في الجنوب ومشكلة الشيعة بشكل عام أولئك الذين أرادوا على رغم ضعف إمكاناتهم أن يحافظوا على وطنهم، وعلى أصالتهم، وعلى موقع وطنهم في المنطقة، بالإضافة إلى أنهم كانوا يرفضون المزايدات والوسائل التي استعملت في لبنان، ولم تكن لها أية شرعية غير قاعدة الغايات تبرر الوسائل، أقول إن الشيعة أرادوا أن يجمعوا في هذه المحنة بين شرف الأهداف والوسيلة فمشكلتهم ومشكلة الجنوب كانت مشكلة التاريخ لهم وما دفعوه من ثمن يعتبرونه مسؤوليتهم التاريخية لأنهم كانوا أمام الامتحان العسير، وبكلمة كانت المشكلة كبيرة جداً ولا أتصور أنه كان الخلاف بين رجالاتهم أحد عناصر الأزمة ومع ذلك فإنني بدوري عن نفسي وعن رفاقي تعهدت وأتعهد الآن أن نمد يدنا إلى جميع رجالات لبنان، وخصوصاً إلى القيادات الجنوبية والشيعية لكي نلتقي ونعمل دون قيد أو شرط لعلنا بذلك نلبي حاجة المتألمين والمتأملين من إخواننا وأبنائنا.
علاقته بالجبهة اللبنانية
• في بداية الأحداث التي اندلعت في لبنان كنتم المحاور المقبول والوسيط الناجح بين "الجبهة اللبنانية" والفريق الآخر، ثم أصبحت العلاقات بينكم وبين الجبهة فيما بعد تحتاج هي نفسها إلى وسيط. فما هي الأسباب، وهل من مساع لتصويب هذه العلاقات؟
- قبل كل شيء لا بد من الوقفة أمام مبدأ عام، وهو تعرضي أنا بالذات لأقسى حملات التشكيك والتجريح في الإعلام اللبناني اليساري منه واليميني، وفي الإعلام العربي والدولي أيضاً، وذلك لسبب واضح، هو أن الهدف الأول من المؤامرة كان ضرب صيغة التعايش اللبناني وإثبات صحة النظرية الصهيونية من استحالة التعايش بين الأديان في الشرق الأوسط. فإذا كان هذا هدف المؤامرة الأول فمن الطبيعي أن توجه عناصر المؤامرة والإعلام همها ضد رموز الوحدة الوطنية لتحطيمها وإخراجها عن ساحة التحدي واسمح لي هنا أن أقول بالصراحة وأن لا أتواضع فأعلن أني كنت أحد أبرز رموز التعايش الإسلامي – المسيحي وأحد أوتاد الوحدة الوطنية، فهل نسيت عظة الصيام في كنيسة الكبوشيين تلك اللوحة التي لم يشهد العالم مثلها.
وأعود لكي أقول لقد كنت في بداية الأحداث حتى النهاية في موقف واحد منفتح ومرن إلا أمام أخطار تهدد الوطن أو وحدته أو كرامته، ولكن ماذا نعمل أمام الإعلام الطاغي والتضليل الذي يحرف الكلمة عن مواضعها فهل سمعتم بحادث القاع؟ وقد وجهت أكثر خطاباتي إثارة لصيانة هذه البلدة الوادعة والكادحة وبعثت بوفود، ثم خرجت عن الاعتصام وذهبت لمنع الاعتداء أو لوقف الاعتداء عليهم، ودخلت القاع في اليوم الثاني وطمأنت الناس وخطبت في الكنيسة وعزيت المصابين وكان قد قتل سبعة من أبناء البلدة، ثم استمعت إلى شكواهم ودفعت مبلغاً لتنظيف طريق الماء الذي كان يروي أشجارهم، وغير ذلك وعدت لكي أقرأ في بعض الصحف اتهامي بتدبير الحملة على القاع. إن هذه القصة نموذج عن كل ما جرى ولقد كان يجري لتحطيم الجسور ولخلق الانفصام وكأن هذه المهمة حلقة أخرى من سلسلة بدأت بـ"عزل الكتائب" واستمرت عبر الهجمات المركزة على اجتماعات الـ77 ثم استمرت عبر اصطناع المشاكل الطائفية وكان ما كان مما لست أذكره. إذن لم يتغير في نفسي وفي سلوكي وفي رؤيي شيء عدا الآلام المبرحة والأحزان المتراكمة ليس بينها حزني على نفسي أو خسارتي لأصدقائي ما دمت قد صرفت كل ما أملك بما في ذلك، هذا الرصيد لخدمة الوطن والإنسان.
فريسة المخطط الشيوعي
• هناك من يرد الحملة التي تعرضتم لها إلى أسباب، يعود البعض منها إلى الاعتقاد بأن الحركة المطلبية التي تزعمتم مهدت للانفجار لما خلقته من تشنجات وشعور رافض في صدور فئة واسعة من المواطنين، وهناك من يعتبر أنكم أخفقتم في استيعاب الرفض اليساري و"التكويع" عليه من خلال حركتكم وبالتالي فإنكم وقعتم فريسة المخطط الشيوعي، فهل هذا صحيح؟
- إن الخيال المجرد، خصوصاً عند اللبنانيين واسع جداً ولا يمكن وضع حد له إلا المطالبة بالأرقام، فليذكر وليتذكر السائلون أم المتسائلون أن المهرجان الكبير الذي أقيم في صور، وكان المقرر بعده أن يقام مهرجان أكبر في العاصمة يليه اعتصام إذا لم تنفذ الدولة مطالب الناس ثم كان حفل إفطار عشقوت – كسروان وظهر بوضوح أن أجهزة الدولة تحاول أن تخلق مخاوف وتشنجات شعبية وتنقل التوتر والنضال الديمقراطي بين المعارض وبين السلطة إلى صراع طائفي بين الناس. وقد حول هذا الحفل الذي أقيم بعد مرور خمسين يوماً على مهرجان صور، حول موقف قيادة الحركة إلى الانصراف عن إقامة مهرجانات والتصعيد ثم حصلت اتصالات عبر الندوة اللبنانية بالمثقفين من جميع الطوائف وصدر بيانهم بتوقيع 190 مثقفاً وتشكلت الأمانة العامة للفكر الملتزم في خدمة المحرومين وشكلت الدولة بوساطة قائد الجيش العماد إسكندر غانم لجاناً مشتركة درست الأوضاع، وأقرت المطالب ورفعت التقارير إلى الرئيس فرنجية، ثم زار المجلس مؤكداً عزم الدولة على تحقيق المطالب ثم استقالت حكومة الرئيس تقي الدين الصلح والتزم الرئيس رشيد الصلح في بيانه الوزاري بمطالب الحركة، وطوقت آثار المهرجانات ومضت فترة تتجاوز سبعة أشهر، وكان الانفجار الذي بدأ بمقتل معروف سعد في تظاهرة صيادي الأسماك وتلاها حادث عين الرمانة وتعاقبت الأحداث.
ويمكنني أن أؤكد بعما اتضح أن لا علاقة بين المهرجانات وبين الانفجار، أقول يمكنني أن أؤكد أن التلبية لمطالب الناس لو تمت في سنة 1974 أو وضعت بوادرها لتحولت عند ذاك جماهير المهرجانات إلى سياج قاطع ومتين يحمي السلام.
الفصل الرابع
نستقبل لهب المأساة بصدورنا
أثر المحنة الأليمة التي ألمت بالجنوب الصامد البطل وجه سماحته نداء إلى اللبنانيين في التاسع عشر من شهر آذار سنة 1978 هذا نصه:
"أيها اللبنانيون.
إن الجنوب البطل المتدفق عاطفة وحناناً، المعطاء عند الشدائد والذي ضحى وأجزل في العطاء يوم بخل الجميع وقدم بإباء وشمم في قواسم التضحيات الكبرى وبقي يرفل هذا الوطن بالخير والبناء ويحمل أوزار هذه الأمة ومصائبها ويتحمل مسؤولية قضيتها الكبرى بما لم يسبق له مثيل. إن الجنوب هذا يتعرض اليوم لأقصى هجوم عدواني شهده وطننا منذ بداية تاريخه حيث تدمر طائرات إسرائيل ومدافعها الثقيلة مدنه وقراه وتحرق مزارعه ومحاصيله وتطرد أبناءه وتلاحقهم مستعملة جميع وسائل الغزو الجهنمية من عسكرية ونفسية وإعلامية.
وها نحن في مختلف المناطق اللبنانية نشهد معالم المأساة فنرى مشاهد لا يمكن للإنسان أن يتجاهلها وأن لا يندفع لمواجهتها وألا ينسى المشاعر – الرواسب – التي تسربت إلى النفوس خلال المحنة الدامية وبعدها فيرتفع إلى مستوى الجرح العميق ويتحمل مسؤوليته الوطنية والإنسانية ويوفي بذلك بعض حقوق هؤلاء الكرام من المواطنين:
1 – إننا إذ نحيي الأبطال الذين بقوا صامدين في قراهم ودساكرهم ونبذل كافة جهودنا لتوفير عودة الإخوة الذين هجرهم العدو في أقرب وقت ممكن.
2 – نهيب باللبنانيين من مقيمين ومغتربين وبأبناء الطائفة الكرام بوجه خاص أن يؤدوا بعض حقوق الوطن وجنوبه وأن يقتدوا بأبناء البقاع حيث التزمت كل عائلة باستضافة عائلة جنوبية مهجرة في سكنها أو في غيره.
3 – والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بدوره يستقبل لهيب المأساة بصدره ويستمر بتأمين ما تيسر من وسائل العيش لهؤلاء الإخوة والأهل وبالإضافة إلى التنسيق التام مع اللجنة العليا للإغاثة وتقديره لجهود الدولة تأسست مراكز لاستقبال التبرعات النقدية والعينية ولجان للدرس والتنسيق والتوزيع وتبقى مكاتب المجلس في حسينيات الشياح، الغبيري، برج البراجنة، وجمعية الزهراء الغبيري وفي النبعة والمستشفى الميداني بالجناح والمدينة الثقافية خلدة والمكاتب السيارة في الأحياء في خدمة الإخوة المراجعين.
4 – أيها المواطنون وحدة الاندفاع للمؤاساة ساعة المأساة تعيد اللحمة الوطنية وتبعد عن الوطن خطر الانهيار والتفتت فلنكن عند مناشدة الوطن والضمير ولنتحرر عن العقد والرؤى السياسية الممزقة. والله ولي التوفيق.
ووجه الإمام السيد موسى الصدر إلى الرؤساء الروحيين في العالم وعلى رأسهم البابا بولس السادس في الفاتيكان برقية، وهنا أسماء القوى الروحية التي تسلمت البرقية: جنيف، مجمع الكنائس العالمي، دمشق: البطريرك الياس الرابع، القاهرة: شيخ الأزهر، مكة المكرمة: الشيخ محمد علي مركان أمين عام رابطة العالم الإسلامي، إيران: المرجع الإمام السيد محمد كاظم شريعة مواري. المرجع الإمام السيد محمد رضا كولبايكاني، المرجع الإمام السيد أحمد الخنساري، العراق: النجف الأشرف، المرجع الأشرف السيد أبو القاسم الخوئي، المرجع السيد الخميني، الإمام السيد محمد باقر الصدر.
ونصت البرقية: "لقد أحرقت إسرائيل بأسلحتها الفتاكة أرض الجنوب واحتلتها بعشرات الآلاف من جيشها وهي الآن تطرد أهلها الصابرين وتحرق المزارع وتدمر البيوت والجسور بالطائرات والدبابات والمدافع الثقيلة. إننا نطالب بإدانة هذه الأعمال البربرية وبوضع حد لهذه المأساة التي تجاوزت كل المآسي وبمعالجة نتائجها المؤلمة التي فاقت حدود الاحتمال".
نحترم الأرض المباركة ولو ظلمنا من بعض أبنائها
في الحادي والثلاثين من آذار، سنة 1978 ألقى سماحة الإمام موسى الصدر خطبة الجمعة الدينية والسياسية في جامع الصفاء التابع للجمعية الإسلامية الخيرية العاملية في بيروت. حيث قال:
نحن اليوم أمام مصيبة، لا شك، ما هي المصيبة؟ احتلال من العدو الطامع. احتلال ذو أبعاد عديدة، طمع في الأرض، طمع في المياه، طمع في القلاع، طمع في الثروات، طمع في الآثار التاريخية، طمع في التوسع، كل هذا موجود. بالإضافة إلى ذلك اعتداء على البيوت وعلى الممتلكات، مباشرة بواسطة العدو، أو غير مباشرة بواسطة عملائه.
في بعض الأماكن حرق للبيوت، حرق للمزارع، محاسبة، خلق مشاكل وفتن. بالإضافة إلى ذلك حسر في الأرزاق، مشكلة في العيش، يضاف إلى ذلك ذل في توزيع المؤونة في المناطق المحتلة من قبل العدو.
كل هذه الأخطار جانباً، والنزوح إلى جانب آخر، والعيش في المنفى، والعيش بعيداً عن الأرض، والعيش بعيداً عن البيوت، بعيداً عن القرى خطر ذو وجهين: ذل وضياع وتعريض للانحطاط في مكان النزوح. وخطر وطمع من مختلف الفئات في الجنوب في المكان الذي تركناه.
فهناك مطامع استيطانية إسرائيلية معروفة. وهناك مطامع استيطانية طائفية، معروفة أيضاً. وهناك مطامع استيطانية عربية ناتجة عن الكسل والفرار من الموقف والفرار من المسؤولية، معروفة. الأرض معرضة غيابنا عن الأرض يهدد الأرض هذه هي المصيبة الثانية.
والمصيبة الثالثة والأخطر أن العدو الطامع في أرضنا وفي بيوتنا وفي كرامتنا، طامع أيضاً في تاريخنا وفي شرفنا وفي عزتنا، فنسمع يومياً من إذاعاته ومن الإذاعات العالمية إن مجموعة من الشيعة مطلوب منهم أن يلتحقوا بالميليشيات المعادية، والعميلة للعدو.
أي فرد تمكنتم، خلال سنوات من الضغط ومن الإغراء ومن فتح الجدار الطيب ومن كل وسائلكم وإغراءاتكم وفتنكم، تمكنتم أن تجتذبوه؟ من الذي كان معهم عندما زحف الجيش الإسرائيلي واجتاح أرضنا الجنوبية الطاهرة؟.. لم يكن معهم واحد أبداً. كل الناس الذين كانوا يتصورون أنهم غير مبالين ومحتمل أن يتعاونوا معهم ابتعدوا عن الطريق ولم يكن معهم أحد من أبناء الحسين وعلي، بل لم يكن أحد معهم من أبناء المسيح الصالحين. لم يكن معهم من أبناء لبنان البطل. لبنان الذي وجد ذاته ووجد دينه الإسلامي والمسيحي في واجهة ذات إسرائيل وفي واجهة دينهم منذ أن كان من الأول إلى الأخير.
رسالتنا في لبنان تتناقض مع رسالتهم. فرسالتهم عنصرية، طائفية، رافضة للتعايش، ورسالتنا تعايش وانفتاح وإنسانية مؤمنة للعالم. وجودنا مناقض لوجودهم. مسيحنا تآمروا عليه وحاولوا قتله. إسلامنا تآمروا عليه ودسوا فيه آلاف وعشرات الألوف من الأحاديث. إذن كيف للجنوبي مهما كان نوعه ومهما تحمل من العذاب أن يتعاون معهم وأن ينفتح عليهم وأن يقبض منهم وأن يعطيهم شيئاً. أعداؤنا أعداء أرضنا ومائنا ومجدنا، في تاريخنا وفي كل ما نملك. إذن ليس من المعقول هذا الذي يتهمون. أنه الطمع في التاريخ وفي أمجادنا وعزتنا. إذن العدو عدو من جميع الوجوه.
ومن جهة أخرى الأخطار التي تهدد لبنان بسبب محنة الجنوب أخطار لا تحد ولا توصف أيضاً. أخطار تؤدي إلى انتشار المحنة، إلى المحنة الاجتماعية، إلى الانفجارات الداخلية، إلى المصائب الجزئية المحلية، إلى التوتر، إلى عرقلة سير الوفاق، إلى صعوبة مهمة الشرعية. هذه الأخطار أيضاً موجودة تماماً في ساحتنا. أمام هذه المصائب ماذا نعمل؟ هل نهرب من واجهة الأحداث؟ كلا. هذا الذي يريده أعداؤنا. أولئك الذين باسم الأصدقاء يشتمون ويتشفون ويهزأون ويسخرون. أولئك الأعداء الذين يلبسون ثوب الأصدقاء مصيبة أخرى؟ كلا سنفوت عليهم وعلى العدو الحقيقي الفرص مع بعض التأمل.
لماذا أصبنا بهذه المصيبة أيها الأخوة؟ لأن الجنوبي وحده تحمل عن لبنان، كل لبنان، وعن العرب، كل العرب مسؤولية القضية المقدسة، لا أقول كلمة عابرة بل أقول شهادة يوم الجمعة وفي بيت الله. وأمام التاريخ أقول شهادة للجنوب وأهل الجنوب، حتى يعرف الشامتون وحتى يسمع الأعداء ماذا كان الموقف، ولماذا حصل ما حصل في هذه الدنيا.
واجب لبنان أن يقف في وجه عدو العرب المشترك وكان حق لبنان أن يكون منفتحاً اقتصادياً، واجتماعياً وسياسياً ودبلوماسياً بالعالم العربي كل العالم العربي. المفارقة أن الجنوب وحده تحمل الواجب، ولبنان كل لبنان استلم الحق. فعندما كان يقول لبنان أنني مع القضية، وعندما كان وفد لبنان يشترك في العالم وفي المؤتمرات فينطق باسم القضية. من الذي كان يتحمل القضية غير الجنوب وحده بدون أية مساعدة؟ إذاً الجنوب تحمل وحده عبء القضية الفلسطينية عن كل لبنان، والثمن والحق والأرباح والغنائم وصلت لكل لبنان.
أما عن العرب، فالعرب أشقاؤنا وعزتهم عزتنا، وهزيمتهم هزيمتنا، نصاب بما يصابون. ولكن عليهم أن يقدروا المواقف حق قدرها، أمام القضية المشتركة التي تتفاعل منذ 1948 حتى الآن في كل أوطاننا العربية. أمام هذه القضية التي أسقطت دولاً وأنظمة ورفعت دولاً وأنظمة. كل التطورات كل الموازنات كل المناهج السياسية في العالم العربي تتأثر بمعاداة إسرائيل وبهذه القضية المقدسة.
عندما كانوا يبحثون في منع إسرائيل لتحويل نهر الأردن وأردنا أن نستثمر الليطاني فنروي 45 ألف هكتار من أرض الجنوب بدأت إسرائيل هنا وهناك تلعب وتمنع وتتدخل في الأوساط الدولية لمنع التمويل. لم تنجدنا دولة عربية أو تساعدنا منظمة أو مؤسسة أو صندوق في هذا الأمر. وفي محنة العرب أيضاً عندما كانت الجبهات الأخرى هادئة كانت جبهتنا منفجرة. فمن الذي فجر الجبهة في الجنوب ليس اللبنانيون هم الذين فجروا الجبهة لأن أرضهم في الجنوب لم تكن محتلة العرب فجروا الجبهة في الجنوب وبعض المسؤولين في الماضي وافق على تفجير الجبهة عندما وافق على انتقال المقاومة الفلسطينية إلى الجنوب. مسؤول في حكومة سابقة بصورة رسمية وافق على ذلك... إذن ليس أهل الجنوب هم الذين فجروا الجبهة. فالوطن العربي ساهم أيضاً في تسخين الجبهة وتفجيرها ولم يقف مع لبنان أبداً.. وجنوب لبنان وحده دفع الثمن.
وتساءل، أي بلد عربي أعطى للقضية العربية الكبرى ما أعطت أرض الجنوب وأهل الجنوب. ثم يطلبون منا بعد ذلك ألا نشارك في القرارات وألا نبحث في الأحداث وأن نتحمل وحدنا الثمن. إن ذلك لن يكون بعد اليوم.
مصيبتنا أننا تحملنا وحدنا عبء لبنان ومسؤولية لبنان وواجبات لبنان تجاه أشقائه وتجاه القضية العربية وتجاه القضية الفلسطينية والمواجهة مع العدو المشترك. إذن مصيبتنا هي في عدم التكافؤ في الحرب وإذا كان من شماتة وإذا كان من اتهام بالضعف يوجه إلينا وهنالك هذه المسؤولية. وآخر من يتحمل مسؤولية الخروج من الجبهة هو الجنوب.
هذه المصيبة حاولت أن أشرح جزءاً منها ويشهد الله أن ما حاولت أن أشرحه هو جزء منها. ولا أريد أن أضعف معنوياتكم ولكن أقول لكم في نفس الوقت: نحن تاريخنا واضح يبدأ بالتضحيات وتحمل المسؤوليات.
نحن مهما عظم المصاب فلا يمكن أن نستسلم أو نقف. نحن نعود إلى الجنوب وعلينا أن نعود إلى الجنوب كل الجنوب. علينا أن نسعى في سبيل تحرير الجنوب. والسبيل إلى ذلك أن لنا دولة ورئيساً ولنا نظام سياسي فالحرب خطة هي خطة الدولة للتحرير وإزالة رجس المستعمر من الجنوب ونحن مع الدولة. وفي نفس الوقت فإن مسؤولية تحرير الأرض ومسؤولية إزالة العدو وإرهاقه إذا لم يخرج من الجنوب هي مسؤوليتنا وحدنا. لا نريد من أحد من الأشقاء ولا نريد من المقاومة الفلسطينية أيضاً أن تساهم في معالجة هذا الأمر. إن إسرائيل تتذرع إذا دخل غير اللبنانيين في سبيل تحرير أرضهم. نحن سنتكفل بذلك وسنتحدى العالم بذلك. نقول للعالم أن أرضنا احتلت ليس بسببنا أبداً وليس بإرادتنا أبداً. بل نتيجة تآمر دولي وإهمال عربي.
ونقول لأنفسنا أولاً وللمواطنين ثانياً وللعرب ثالثاً وللعالم أجمع رابعاً بالحرف الواحد: إننا نحن لا يمكن أن نقبل أن نشوه تاريخنا المشرق مهما تعاظمت المصائب بل سنبقى واقفين نحمل المشعل ونحمي جنوبنا ولبناننا ونحمي سلامة سير لبنان واستقامة سلوكه وشرعيته العادلة وتكافؤ فرصه.
نحن نحترم هذه الأرض المباركة ونريد وحدتها ووحدة أبنائها وعزة شأنها وعدالة مواطنيها حتى ولو ظلمنا من قبل بعض أبنائها.
ودعا إلى مواجهة المصيبة بعقل وتأمل لا بالجزع لنتمكن من اكتشاف الخلل ومعالجة المشكلة في المستقبل.
ودعا الإمام الصدر إلى توفير الرعاية للمهجرين والنازحين الجنوبيين. وأكد أن المقصود بهذه الرعاية ليس المساعدات المادية والمؤن بل المقصود بها سد الثغرات في قضية النازحين أيضاً.
وقال: واجبنا ألا ننسى هؤلاء الناس بل أن نتبرك برعايتهم والإطلاع على أحوالهم وإيصال المساعدات إليهم بصورة غير مباشرة حفاظاً على كرامتهم فكل منهم كان له بيت مفتوح للغادي والبادي. وعلى اللبنانيين جميعاً أن يدركوا ذلك وأن واجبنا اليوم أن نؤدي بعض حقوق مهجري الجنوب دون أن يقفوا في الصفوف الطويلة فيرفض طلبهم أو يبعد أحدهم أو يتقدم الغير عليهم أو يوصي بهم أو يحاسب واحد على حساب الآخر أو يستثني بعضهم من بعض.
علينا أن نمنع الاستغلال باسمهم فقد نشاهد في الشوارع أناساً بعيدين كل البعد عن الجنوب والجنوبيين يتسولون هنا وهناك، فهؤلاء ليسوا من الجنوبيين، فالجنوبيون بعيدون كل البعد عن ذلك. كيف لا وهم الذين يروون عن الإمام الحسن أنه يقول: إن أتباعنا يموتون ولا يتسولون بالكف. يجب الانتباه إلى هذه النقاط وكشف هذه الأمور في هذه الأيام هو واجبنا لصون كرامة إخواننا الجنوبيين.
الوطن ككل مجتمع يبني ويتماسك أهله مع بعض بالوقفات ساعة المحنة... هذه الساعات هي التي تقرر مصير الوطن. ولا شك أننا فاعلون ذلك بإذن الله.
وكان الإمام قد استهل خطبته الدينية بالاستشهاد بمواقف الإمام الحسين عليه السلام وتصميمه على الاستشهاد في سبيل منع الظلم وإعلاء كلمة الحق.
الفصل الخامس
تأييد الرئيس الياس سركيس
هو وحده طريق الوفاق الوطني
في السادس من نيسان سنة 1978، أجاب سماحة الإمام على أسئلة إحدى الصحف المحلية. حيث كان الجنوب شغل الإمام الشاغل:
وكان هذا الحوار:
• طبيعي القول إنك معني بالجنوب كغيرك من أهل الحل والربط. لذا سنباشر الحوار معك كالآتي: هل تتوقع انسحاباً في المدى القريب من الأراضي التي اجتاحتها إسرائيل في الجنوب؟
- لم تعودنا إسرائيل على الالتزام بقرارات الأمم المتحدة. بل إنها خبيرة في استغلال ثغرات الطرف الآخر. واليوم ثغراتنا في لبنان وفي العالم العربي، وفي المقاومة الفلسطينية كثيرة. لذلك فإن عنصر التفاؤل يبدو ضعيفاً من هاتين الناحيتين. رغم أنه يتمكن الإنسان من خلال مشاركة أميركا في تقدير القرار بعد التشاور مع الأطراف، ومن خلال مشاركتها في تنفيذه – أي القرار – وتشاورها مع السوفيات ومن خلال مشاركة فرنسا في جيش الأمم المتحدة. يتكهن أن يكون الموقف أكثر تفاؤلاً. ويتذكر إلى حد ما قرار الأمم المتحدة بعد الاعتداء الثلاثي على مصر واضطرار إسرائيل إلى الانسحاب.
• ما رأيك في قول الرئيس شمعون: إذا كان الفلسطينيون يريدون القيام بعمل ضد إسرائيل، فإن ردة الفعل الإسرائيلية هذه المرة ستكون أقوى بكثير من ردة فعلها الأولى؟
- لا يمكنني تحديد موقف إسرائيل والتحدث عما ستفعله، واترك اكتشاف الأمر لغيري. إلا أن طريق التحرير اليوم أن يتحرك اللبنانيون أنفسهم حكومة وشعباً ضد الاحتلال الإسرائيلي. إن استمرار المقاومة الفلسطينية في استراتيجيتها السابقة خطأ كبير. لذلك فإن الواجب تغييرها والاعتماد على السلطة اللبنانية والمقاومة اللبنانية طريقاً للتحرير.
في مؤتمر الخرطوم عندما حمل العرب شعب فلسطين مسؤولية تحرير فلسطين. واكتفى قادته بالمساندة، فإنما قام العرب بسياسة سليمة ومنطقية. والآن يجب على العرب أن يعتبروا أن تحرير الجنوب مسؤولية لبنانية، حكومية، ديبلوماسية، سياسية، عسكرية وهي بالتالي مسؤولية لبنانية شعبية، ويبقى العرب من فلسطينيين وغير فلسطينيين عندئذ مساندين. هذا هو الخط إذا أراد العرب والفلسطينيون واللبنانيون تحرير الجنوب، وإلا فإننا نعيد الفرصة لإسرائيل.
• اتهمك الرئيس كميل شمعون بأنك كنت المسؤول عن كارثة الجنوب؟
- لا جواب.
• ولكن يقتضي أن تدافع!
- أجبت عن ذلك في الصحف.
• كيف تقارن بين الدعوة إلى مهجري الجنوب بالعودة في ظل الاجتياح الإسرائيلي، وبالتالي في إطار الوضع المتوتر الذي ما زال قائماً؟
- العودة مطلب وطني، وليست لأجل سلامة العيش وتوفير لقمة الحياة. فالفراغ البشري يهدد الجنوب بمطامع إسرائيلية (مستوطنات)، وبمطامع طائفية (كوريدورات)، وبمطامع عربية (مشروع بيغن للاستيطان الفلسطيني). ولذلك فإن العودة ضرورة وواجب في مطلق الأحوال.
• هل ترى أن فك عقدة الوفاق، يتأمن بإيجاد حكومة سياسية في هذه المرحلة الدقيقة؟
- الوفاق اليوم هو الشرعية نفسها، بل هو الميزان والواجهة. وتأييد الرئيس وحده هو طريق الوفاق. ولا شك أن حكومة السياسيين عندما تتبنى سياسة الرئيس سركيس ونهجه تساهم في الوفاق.
• قيل إنك أبديت في البدء تحفظات على دخول القوات الدولية إلى الجنوب؟
- كلا، فلقد كان دخول القوات الدولية موضع قناعتنا التامة. وتحدثت مع كبار المسؤولين في لبنان ومع قادة العرب منذ ستة أشهر أو أكثر بهذا الخصوص.
• ما رأيك في دعوة الرئيس كامل الأسعد إلى زيادة عدد هذه القوات وجعلها رادعة؟
- هذه دعوة سليمة وواقعية وجيدة. حيث أن دور القوات الدولية ليس الفصل في خط واحد، بل أن مهمتها صيانة الأمن أمام أخطار متنوعة. يكفي أن العدو الإسرائيلي له بصورة مباشرة، وغير مباشرة ألف سلاح وسلاح. ولذلك فإن اجتماع قوة دولية كبيرة مع قيادة حكيمة، ومساندة واعية لبنانية، ودعم مجرد قد تعالج المحنة برمتها.
• ألا عتقد أن كثرة التجمعات والتحالفات السياسية من هنا وهناك تزيد من تشنج الوضع الداخلي بدلاً من أن تؤدي إلى تسهيل مسيرة الوفاق؟
- لا يمكنني إطلاق الكلام بوجه مطلق. ولا بد من استعراض الكتل وأهدافها ودوافعها للحكم عليها.
• لو طلب منك في هذه المرحلة الصعبة أن تسهل مهمة الرئيس الياس سركيس في جمع كلمة اللبنانيين، وتوحيد إرادتهم. فما هي الخطوة العملية التي كنت تقوم بها؟
- لقد سبق وقلت ما يلي: طرح صيغة واضحة من قبل الرئيس، ومخاطبة الناس مباشرة دون توسيط القيمين، ودعوة القمم الروحية والسياسية والخبرات وغيرها لديه، وعرض الأمر عليهم ومطالبتهم بتبنيها ثم طرحها على الرأي العام.
• هناك من يحمل على فرنسا، ويعتبر أن لها دوراً مميزاً في إطار قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب. فماذا ترى؟
- لا أرى موجباً لهذا التحامل، سوى أن نكون أسرى الماضي القريب والبعيد.
• ما رأيك في الدعوة إلى عقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم، بغية توحيد الصف، وإعادة إحياء التضامن العربي. وهل تحصر مثلاً تهمة نسف هذا التضامن بالرئيس أنور السادات وحده؟
- المهم وحدة الموقف قبل الاجتماع. ولا أرى أنها متوفرة حتى الآن رغم أن التضامن العربي هو سلاح العرب الأول وخصوصاً عندما يستعمل ضمن هدف واضح وليس لمجرد اللقاء.
السلاح يجب أن يوجه للعدو فقط وعلينا أخذ العبرة من التجارب الماضية
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصدر، ظهر اليوم الموافق الثلاثين من أيار سنة 1978 في مسجد الصفا في الجمعية العاملية:
استهل سماحة الإمام الصدر خطبته بشرح واف لما لهذا اليوم، السابع والعشرين من رجب، من قيم دينية وإنسانية، كونه يحمل مناسبات ثلاث: البعث النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج.
وانتقل الإمام الصدر، بعد ذلك، إلى الوضع الراهن في البلاد فقال:
نحن في هذه الظروف وانطلاقاً من المعاني السامية التي درسناها ولاحظناها ورأيناها في مناسبة هذا اليوم المبارك، من أفقنا، من رؤيتنا المشرقة، ننتقل إلى واقعنا القاسي الصعب لكي نجد أن مجتمعنا محاط بأنواع من الأخطار والمخاطر.
نشاهد جنوبنا لا يزال، رغم جميع المتاعب، يعاني ما يعاني من تآمر العدو.
نشاهد مناطق أخرى من وطننا الحبيب معرضة لظروف ومخاطر وصعوبات.
في كل يوم نشاهد محنة جديدة ومأساة جديدة. وفي كل يوم نسمع من هنا وهناك آلاماً كثيرة وكبيرة. لأننا في يوم الجمعة ولأننا في يوم الحساب نتذكر من هذه النقطة بالذات من مسجد الصفا في العاملية عندما كنت معتصماً صائماً لرفض العمل المسلح والحرب الأهلية التي كانت دائرة في بيروت وفي مناطق أخرى.
سمعنا بالتجاوزات والاختلافات في بقاعنا الحبيبة وكانت لي تلك الكلمة المعروفة التي انتقدتها جماعة وقبلتها جماعة، ولكن التجارب تثبت صحتها.
عندما قلت إن الذين يطلقون النار على القاع وعلى دير الأحمر وعلى شليفا وعلى الفاكهة وعلى جديدة وأمثال ذلك، إنما يطلقون النار على قلبي وعلى أولادي وعلى محرابي. ولم يكن يعني ذلك الاعتداء على القرى التي تسكنها الأكثرية المسيحية من أبنائنا ومن إخواننا هي أولى من قرانا. لم يكن يعني أننا أمام مأساة النبعة وبطشاي وسبنيه وحارة الغوارنة، وغير ذلك من المآسي التي حصلت، كنا نقف وقلوبنا تتمزق من الآلام. نعمل ونسعى وكنا ننتظر أن الآخرين يتحدثون فيستنكرون ويقولون ما قلناه بالنسبة لتلك القرى.
نحن نعتقد بأن السلاح يجب أن يكون في وجه العدو، أما الذي يستعمل السلاح مع مواطنه ومع جاره فإنما لا يستعمله في وجه العدو ويضطر أن يصافح العدو ضد صديقه وجاره واخيه.
القرآن الكريم ينقل إلينا تلك الصورة التاريخية المعروفة عندما اختلف اليهود بين الكهنة والفريسيين، بين الفئات المختلفة من اليهود فاستعانت كل فئة بالعدو كي ينقذها من الفئة الأخرى فدخل العدو وأذلهما، أذل الفئتين مع بعضهما البعض.
عندما يستعين الإنسان بالعدو ضد الأخ والمواطن والصديق فالعدو يغتنم الفرصة ولا يوفر الإنسان ولا عدو الإنسان. نحن كنا نقول إن السلاح ليس للأخ والجار أو المواطن، السلاح يجب أن يتوجه لإسرائيل، للعدو، للمعتدي، للمتجاوز، لجنود الشيطان، أما الإخوان أن يناقشوا المسائل بالحوار وبالأبحاث. المواطنون عليهم أن يجتمعوا ويناقشوا ويخضعوا للشرعية ولسلطان الدولة وللأكثرية. أما إذا أرادوا أن يستعملوا السلاح لفرض مواقفهم ولفرض آرائهم فالنتائج معروفة في الأفق البعيد.
قالوا إن الحرب اللبنانية هي حرب طبقية، قالوا إنها حرب بين اللبنانيين وبين الفلسطينيين، قالوا إنها حرب بين المسلمين والمسيحيين. قالوا... وقالوا... وقالوا أشياء وأشياء. ولكن كلما مر الزمن تبين أن السلاح الذي يستعمل من قبل المسلم في وجه المسيحي أو من قبل المسيحي في وجه المسلم، وهما أبناء الوطن الواحد، غداً سيستعمل بينهم أيضاًَ لأن طريقة الحوار تكون خاطئة. فالانحراف كما يعرفه الشباب كالزاوية، الزاوية الفاصلة بين خطي الزاوية تبدأ بشيء صغير جداً، ولكن كلما يتقدم الخطان كلما يبتعد الفصل بينهما. طريق التعامل غلط في هذا البلد، والنتائج نشاهدها، كل يوم مجزرة. كل يوم مأساة، ل يوم أمهات يلبسن السواد. وكل يوم بيوت تتفرغ من القوة ومن الطاقة. أمور تدمي القلوب من أولها إلى آخرها.
أما آن لنا أن ندرك أن هذا الأسلوب خاطىء من الأساس، إن المحافظة على الأمن، أن الإدارة العامة للمواطنين، أن الحكم بين الناس يجب أن تكون لقوة هي قوة الدولة وسلطانها. أما الذين يطالبون بالأمن الذاتي، فأي أمن ذاتي. فالطريق إذا استمر على هذه الطريقة سوف نصل إلى ما هو أسوأ وأبشع لا سمح الله.
وأعتقد بأن المناسبة، مناسبة هذا الشهر وهو مناسبة للأمة، وهو شهر للبنان ومناسبة لجميع الناس، هي دعوة إلى إعادة التقييم للشؤون والأمور لكي نتمكن من تصحيح المسيرة، لكي نتمكن من التأكد أن السلاح ليس للمواطنين وإنما يجب أن يتوافر للعدو. المواطن يجب أن يثق بأخيه المواطن ويجب أن يقف إلى جانبه ويجب أن يبقى على صلة متينة معه لكي يتمكنا من بناء وطنهما وأمتهما.
هذا هو الطريق وإلا فإن الطريق وعر وصعب ولا أظن أن اللبنانيين بعد التجارب المريرة التي عانوها لا يعودون إلى الصراط المستقيم والطريق القويم، طريق التعامل. طريق الأخوة. طريق الخضوع لسلطان الدولة. طريق الحوار باللغة. بالكلمة. بالمخاطبة. بالإقناع. وليس طريق فرض المواقف والآراء بالقوة وبالسلاح.
هنا الفرق بين الأمة وبين الغابة. هذا هو الفرق بين الفئات المتشتتة وبين الوطن الواحد. هذا هو الفرق بين العناصر المتخاصمة وبين المجتمع الذي مثله كمثل جسم واحد، إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
فنحن بقلوب متألمة نواسي أهل المقتولين والمحزونين. ونسأل الله أن يمن على هذا البلد بالهداية والصبر وأن يربط على قلوب أبنائه جميعاً لكي يصححوا الطريق ويصبروا ويتمكنوا من معالجة الشؤون والأمور بأسلوب صحيح وسليم لكي ينقذوا هذا الوطن مما بقي من الأخطار المحيطة به.
الفصل السادس
الرمز... الرجل... ومكانته السياسية والدينية
اخفاء الإمام وصحبه قضية كبرى جداً، تتخطى لغة الخطف، لتمس قدسيات محرمة، ولتمس طائفة قدمت الكثير، خمسة عشر ألف شهيد وألف معاق وخمسين ألف جريح، كما تحطمت أحياؤهم، النبعة، رأس الدكوانة، الشياح، بير العبد، حي صافي، حوش الأمراء، الليلكي، سبنيه وغيرهم كثير.... إلى جانب الجنوب الجريح الذي يضمد جراحه الآن بعد النزيف الحاد الذي أصابه من احتلال وتهجير، وإتلاف محاصيل وخراب بيوت.
فالإمام الصدر، بأبعاده المحلية والعربية والعالمية يشكل رمزاً لا يمكن الاستهانة به، أو جعله رقماً في خانة دفاتر الحساب فقد تخطى حدود المطالبة بوحدة لبنان، إلى الممارسة العقلية في هذا الاتجاه.
وعربياً، للرجل مكانته الواسعة وعلاقته الكبيرة التي ساهمت بشكل أو بآخر بدفع المقاومة الفلسطينية قدماً نحو الأمام، ومواقفه ساعة دخول المقاومة الجنوب اللبناني تشهد على ذلك.
وعالمياً، يشكل الإمام الصدر، خط الصلة بين كافة الدول الإسلامية الآسيوية والإفريقية، والأوروبية يحس بآلام الجميع ولا يحس أحد بآلامه، حيث ابتسامته الدائمة لا تفارقه في الأفراح والأتراح.
فالإمام بهذه الأبعاد الثلاثة رمزاً يتخطى حدوده الإقليمية ليكون له وزنه الكبير على أكثر من صعيد، وأبعد من مساحة هذا الوطن الصغير.
والآن أين الرمز؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومن المستفيد من خطفه؟؟.
بداية اللغز!
يوم الخامس والعشرين من شهر آب، وصل الإمام موسى الصدر إلى مطار طرابلس الغرب يرافقه الصحفي عباس بدر الدين صاحب "وكالة أخبار لبنان" والشيخ محمد شحاده يعقوب.
وحلوا ضيوفاً في الطابق الثاني من فندق "الشاطىء"، بعدما استقبلوا – حسب البيان الرسمي الليبي – استقبالاً حاراً يليق بما للرجل من مقام.
والزيارة صادفت في أسبوع الاحتفالات بثورة الفاتح من أيلول، وليس هناك ضرورة إنها كانت لهذه المناسبة، ومن هنا فإن إبداء سماحة الإمام لرغبته في السفر مساء الخميس 31 آب قبل العيد، ليس بالضرورة أن يكون دليل ضيق، وغير رضا، وقد يكون كذلك في الوقت نفسه، لأن المسؤول الليبي الوحيد الذي قابله خلال أيامه في طرابلس الغرب هو السيد أحمد الشحاتي رئيس مكتب الاتصالات الخارجية، وقد أكرم وفادته، واهتم بشؤونه كل الاهتمام، ولم يرد أي ذكر لاجتماع بين الإمام وبين مسؤول آخر، إنها المعلومات التي أذيعت بعد فقد الاتصال، ولكن كيف اكتشف أصدقاء الإمام أن في جو رحلته غيماً وأن صمته يدعو إلى الريبة والظنون؟
قول نائب رئيس المجلس:
يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
- حينما ودعت سماحة الإمام يوم الخامس والعشرين من آب الماضي وهو يقوم بهذه السفرة التي لم تنته حتى الآن اتفقنا على أني كون سماحته في لبنان بعد أسبوع، أي قبل أيام ن عيد الفطر المبارك، وقد انقضت الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان دون أن يتصل سماحته بي كما عودني دائماً، بأي شكل من الأشكال، وكان تقديري لهذا الصمت أن الخدمات التليفونية السيئة في لبنان لم تتح لهذا الاتصال أن يجري، وأنه ربما يكون قد اتصل بغيري من الأخوة أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، من العلماء أو النواب أو غيرهم.
- لكن عيد الفطر مضى دون أن يعود سماحة الإمام، فانتابتني الهواجس، وبادرت إلى سؤال أحد أصدقائه ومعارفه إذا كان قد اتصل بأحد منهم، فأجابوني بالنفي، واكتشفنا معاً بأنه لم يتصل بأحد في بيروت على الإطلاق، فإذا الأمر يزيدني قلقاً، خصوصاً أن عدم الاتصال هو ظاهرة شاذة في حياة رجل تعود على أن يكون دائماً على صلة بأصدقائه، وإحاطتهم بأخباره، وأنباء تنقلاته، فقد زادت مخاوفنا أكثر فأكثر حينما اكتشفنا من نجله السيد صدري المقيم مع العائلة اخل منزل عادي في باريس أنهم هم أيضاً لم يسمعوا له صوتاً. ولا أجرى بهم أي اتصال، علماً بن السيدة زوجته كانت مريضة، ونصح الأطباء بدخولها المستشفى.
فكان علينا، والحالة هذه، أن نتقصى الحقائق ونحيط بالملابسات التي تكتنف عدم اتصاله بنا، أو بعائلته، وأكبر المشاكل التي واجهتنا في أثناء ذلك هو مسؤولية المعلومات. أو لا يمكن الأخذ بأية معلومات غير رسمية، أو لا تستند إلى مصدر رسمي.
فالموقف الصحيح يجب أن يبنى على المعلومات الصحيحة. وفي سبيل الالتزام بحدود هذا الموقف قمت بزيارة الرئيس الدكتور سليم الحص وأفضيت إليه بهواجسي، فأخذ منه الموضوع كامل الاهتمام، وزيادة في مواجهة مسؤولية هذا الحدث، قمت أيضاً بزيارة الرئيس الأستاذ الياس سركيس، وإذا باهتمامه لا يقل عن اهتمامنا.
وانطلقت كل أجهزة الدولة في محاولة إعادة الاتصال بسماحة الإمام، وتبيان الخيوط التي تقود إلى معرفة مصيره ومصير رفيقيه.
وأخذ الحدث بعد ذلك حجمه الوطني والرسمي إضراب سلمي يوم الثلاثاء واعتصام في المساجد بعده.
- مذكرة حكومية إلى أجهزة "الإنتربول" للبحث عن الإمام وصحبه.
- موفد رئيس الوزراء اللبناني إلى الرائد عبد السلام جلود رئيس حكومة الجماهيرية الليبية، وإلى بعض المسؤولين في روما، هو أمين عام مجلس الوزراء الدكتور عمر مسيكة، وضابطان من الأمن اللبناني للتحقيق بين مطاري طرابلس وروما.
اتصال بين الرئيسين
في أثناء ذلك اتصل الرئيس سركيس هاتفياً بالعقيد معمر القذافي ليضعه في صورة الحدث، كما أجرى الرئيس الحص اتصالاً هاتفياً بالرائد عبد السلام جلود، فإذا برئيس وزراء الجماهيرية الليبية للوهلة الأولى يبدي استغرابه للأمر، ولأن يكون ذلك مثار ضجة في لبنان، ثم استأذن بسؤال المراجع المختصة في الجماهيرية الليبية. وسوف يتصل به بعد عشر دقائق. وهكذا كان، وقال الرائد جلود:
- سيادة الإمام غادر مطار طرابلس يوم 31 آب متوجهاً إلى روما، وقد أخبروني أنه ترك الفندق غير راض.
ورد الرئيس الحص: نرجو أن نتعاون معاً في إجلاء ملابسات هذا الموضوع.
فقال الرائد جلود: من كل بد إننا جاهزون للتعاون معاً في سبيل كشف هذه القضية.
- بعد ثمان وأربعين ساعة كان الدكتور مسيكة يصل إلى طرابلس الغرب، وينزل ضيفاً على السفارة اللبنانية، ويجتمع والقائم بالأعمال نزار فرحات بالسيد عيسى البعباع وكيل وزارة الخارجية الليبية، ثم ينتقلون معاً إلى مكتب الرائد جلود، وكلهم في أجواء تشير إلى أن الإمام وصحبه قد تركوا الأراضي الليبية، بل كان أول ما فعله الرائد جلود أن سلم عمر مسيكة ثلاث بطاقات تثبت أن الثلاثة غادروا مطار طرابلس متوجهين إلى روما.
ويقول الرائد جلود: البحث يجب أن يبدأ من مطار روما.
ففي هذا الموقف تطرح عدة أسئلة:
السؤال الأول: لماذا لم يكن نزار فرحات القائم بأعمال سفارة لبنان في طرابلس الغرب عند وداع الإمام على المطار إذا كان قد غادره إلى روما؟ فالسؤال هنا مفروض، لأن الذين سهروا مع الإمام قبل ساعات من الموعد المقرر لسفره، أفادوا بأن نزار فرحات كان يعلم أن الإمام مسافر، خصوصاً أن بينه وبين الإمام مودة وصداقة خارج الاعتبارات البروتوكولية، وقد أقام على شرفه في السفارة مأدبة إفطار!!
فهل الجواب، قصور من القائم بالأعمال أم إهمال أم ماذا؟
السؤال الثاني: لماذا الأستاذ عباس بدر الدين فقط؟
واقعة ذكرتها تحريات "الإنتربول" وتذيعها لأول مرة، وهي أن المسافر باسم عباس بدر الدين صاحب الجواز (211918) قد وصل مطار روما، وتحدث عن رغبته في السفر إلى جزيرة مالطا، وأعلن أنه حجز لنفسه في روما غرفة داخل فندق – ساتيليت – بانتظار أن يسافر بعدئذ إلى مالطا، وعند سؤال إدارة الفندق المشار إليه تبين أن ليس بين النزلاء من يحمل اسم عباس بدر الدين.
- الجديد في القضية إذن هو موضوع جزيرة مالطا التي يرئس حكومتها (دوم مينتوف). فما دخلها في الموضوع؟ ولماذا الإشارة إليها. وهل ذهب عباس بدر الدين فعلاً إلى مالطا، وهناك فقد أثره؟
ويقول الوزير السابق كاظم الخليل، أنه تلقى معلومات تفيد بأن الشيخ محمد يعقوب قد مر هو الآخر بدون رفيقيه في مطار روما.
فلغز الرحلة، لغز كبير، وكبير جداً، وهل من شعاع ولو ضئيل لينير ما ينير من قضية الاخفاء والتي يتحمل مسؤوليتها كل لبناني عامة وكل مسلم خاصة.
(الثلاثاء في 12/9/1978) رئيس الجمهورية اللبنانية يتصل بالرئيس الليبي مستفسراٌ:
أبدى رئيس الجمهورية الأستاذ الياس سركيس اهتماماً بالغاً بموضوع اخفاء الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصاحب وكالة أخبار لبنان المسؤول الاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب، وقد أجرى فخامته بعد ظهر ذلك اليوم اتصالاً هاتفياً بسيادة الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي مستفسراً عن نتيجة الاتصالات والتحريات الجارية لمعرفة المكان الموجود فيه الإمام الصدر.
الثلاثاء 12/9/1978:
أجرى رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ظهراً اتصالاً هاتفياً بالرائد عبد السلام جلود في طرابلس مستفسراً منه عن نتيجة الاتصالات الجارية لمعرفة المكان الموجود فيه الإمام السيد موسى الصدر، وقد أكد الرائد جلود للرئيس الحص المعلومات التي أوردتها السفارة الليبية في بيروت.
(الثلاثاء 12/9/1978): سماحة مفتي الجمهورية يتابع باهتمام موضوع اخفاء الإمام وصحبه
تابع باهتمام كبير سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، موضوع اخفاء سماحة الإمام وصحبه، حيث أجرى اتصالات برئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وطلب إليه تجنيد كل الطاقات والإمكانات الرسمية في سبيل التوصل إلى معرفة المكان الذي فيه سماحته مع مرافقيه، كما أجرى اتصالاً آخر مع فضيلة الشيخ محمد مهدي شمس الدين للاطمئنان منه إلى ما آلت إليه الجهود.
دولة الرئيس الأسعد:
نبحث عن الإمام السيد موسى الصدر، وهناك متابعة في الموضوع.
استقبل الرئيس الأسعد وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي بحث معه موضوع اخفاء الإمام وصحبه وقال الرئيس الأسعد على الأثر:
إننا نبحث عن الإمام وصحبه وهناك تابعة في الموضوع والمكانين اللذين يمكن أن يكون موجوداً في أحدهما وسأطلب من فخامة رئيس الجمهورية إرسال من يلزم لتحري الحقيقة والكشف الحسي على الطبيعة والاتصال بالمسؤولين في كل من البلدين.
نقيب الصحافة عند الرئيس الأسعد:
أجريت جولة مع دولة الرئيس كامل الأسعد لعرض خبر اخفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السيد موسى الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب، وسبق أن اتصلت بدولة الرئيس الحص بهذا الصدد الذي يقوم بجهود متواصلة لتسقط أنباء تواجد سماحته مع مرافقيه، كذلك فدولة الرئيس الأسعد يتابع بدوره هذه القضية باهتمام ويجري اتصالات مع فخامة الرئيس سركيس ودولة رئيس الحكومة بهذا الشأن.
(الثلاثاء 12/9/1978) وفد المجلس الشيعي الأعلى عند الرئيس سركيس:
استقبل فخامة الرئيس سركيس وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ضم فضيلة المشايخ السادة: الشيخ محمد مهدي شمس الدين النائب الأول لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الدكتور عدنان حيدر النائب الثاني، الشيخ محمود فرحات مدير عام المجلس، السيد محمد شعيتو أمين عام المجلس، المفتي الجعفري الشيخ عبد الأمير قبلان والنواب السادة: محمود عمار، محمد يوسف بيضون، عبد المولى أمهز، عبد اللطيف الزين، حسين الحسيني.
وكان قد حضر إلى القصر الجمهوري دولة رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وقابل الرئيس سركيس بحضور أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
وخلال الاجتماع حاول الرئيس سركيس الاتصال بالعقيد معمر القذافي بهذا الشأن وقد استمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة والربع أدلى على أثره الشيخ محمد مهدي شمس الدين بالتصريح التالي:
تصريح شمس الدين:
زيارتنا لفخامة الرئيس كانت للاستعلام عن المساعي الرسمية حول قضية سماحة الإمام الصدر ولمعرفة الخطوات العملية التي تعتزم الدولة القيام بها للوصول بأسرع ما يمكن إلى نتائج إيجابية إن شاء الله في شأن هذه القضية التي تتجاوز في أهميتها وخطورتها جميع الاحتمالات والتوقعات. وقد تبين لنا من اهتمام فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء الفائقة والمطلقة بالموضوع ما نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يكلله بالنجاح والفلاح.
وتبين لنا أنه لأجل جمع جميع المعلومات الضرورية سيدعى إلى مجلس وزراء استثنائي صباح الخميس بعد أن تتجمع كافة المعلومات الضرورية حول الموضوع لاتخاذ الخطوات اللازمة.
وأخبرنا فخامة الرئيس عن اتصال أجراه مع العقيد معمر القذافي وعن بعثة أمنية رسمية إلى روما وطرابلس للتحقيق بالموضوع والتثبت من كافة المعلومات الواردة إلى الدولة. وفي ما أخبرنا فخامة الرئيس لن تتوقف الدولة عند حد من الحدود ولا عند اعتبار من الاعتبارات إطلاقاً للوصول إلى نتيجة إيجابية بإذن الله في شأن قضية سماحة الإمام والوفد المرافق له.
الفصل السابع
تصريح رئيس الحكومة
وبعد مغادرة رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص القصر أدلى بالتصريح التالي:
منذ اللحظة التي تبلغنا فيها نبأ انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام موسى الصدر سارعنا إلى التحرك في كل اتجاه وعلى كل المستويات للتحقق من مكان وجود سماحته. فقد أبلغت شخصياً هذا الوضع قبيل ظهر الأحد في العاشر من أيلول الجاري فاستدعيت على الفور القائم بأعمال السفارة الليبية في بيروت وطلبت منه الاتصال السريع بالمراجع الليبية لاستجلاء الوضع. وبالفعل قام القائم بالأعمال باتصال فوري مع الخارجية الليبية بالتلكس وبقيت على اتصال مستمر معه إلى أن جاء الجواب صباح اليوم التالي أي صباح الإثنين في الحادي عشر من أيلول بما يفيد أن سماحته حسب معلومات الخارجية الليبية غادر الأراضي الليبية مساء الحادي والثلاثين من آب على متن طائرة أليطاليا باتجاه روما.
وأضاف الرئيس الحص: وقد أبلغت فخامة الرئيس سركيس صباح الإثنين ووزير الخارجية وصدرت على أثر التعليمات إلى سفاراتنا في ليبيا وروما وباريس لتقصي الحقيقة مع أجهزة الأمن وشركات الطيران هناك وأشعر الانتربول بالأمر.
وفي حين وردت بعض الردود السلبية فإننا ما زلنا بانتظار ورود بعض الردود بشأن بعض النقاط التي ما زالت موضع إشكال ولبس.
وقال: وقد اتصلت على الهاتف مع الرائد الركن عبد السلام جلود حول هذا الموضوع فأكد لي المعلومات التي كنا تبلغناها عن طريق السفارة الليبية في بيروت مضيفاً أن الرحلة الجوية التي غادر عليها سماحة الإمام كانت رحلة أليطاليا رقم 881 التي أقلعت في تمام الساعة الثامنة والدقيقة 15 مساء 31 آب إلى روما.
وأضاف الرئيس الحص: كما أن فخامة الرئيس سركيس يحاول الآن الاتصال مع العقيد القذافي في هذا الشأن وسترسل الحكومة اللبنانية بعثة أمنية للتحقيق في هذا الموضوع في مختلف العواصم مع الأجهزة الرسمية فيها ومع مراجع الطيران للحصول على معلومات لجلاء الحقيقة.
بالإضافة إلى ذلك سينعقد مجلس الوزراء صباح الخميس المقبل لبحث هذا الموضوع بعد أن تكون قد تجمعت لدينا كل المعلومات والمعطيات.
وقال الرئيس الحص أخيراً: يهمني التأكيد بهذه المناسبة أن قضية انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام تستأثر بأقصى الاهتمام من الدولة نظراً للمكانة الخاصة جداً التي يحتلها سماحة الإمام في نفوسنا جميعاً. وليكن معلوماً أننا لن نقف عند حد في السعي إلى تحقيق الاتصال مع سماحة الإمام وجلاء حقيقة ما جرى، ولن نترك طريقاً إلا ونسلكه للوصول إلى نتيجة إيجابية.
(الثلاثاء 12/9/1978) اجتماع طارىء لمجلس قيادة "المرابطون":
عقد مجلس قيادة حركة الناصريين المستقلين – المرابطون – اجتماعاً طارئاً برئاسة السيد إبراهيم قليلات لمتابعة تطور ملابسات قضية غياب الإمام موسى الصدر وأصدر البيان التالي:
تابع مجلس قيادة حركة الناصريين المستقلين – المرابطون – بقلق واهتمام بالغين ملابسات غياب الإمام موسى الصدر الغامض وق اتخذ المقررات التالية:
1 – تشكيل لجنة متابعة وتنسيق بين مجلس قيادة الحركة والمجلس الشيعي الأعلى قوامها الأخوة: الدكتور سمير صباغ، الدكتور مازن طه، الأخ عصام أبو محمد.
2 – مطالبة المسؤولين اللبنانيين والعرب بذل وتوفير كل الجهود والإمكانات من أجل جلاء الملابسات والتوصل إلى توضيح حقيقة هذه القضية منعاً لاستغلالها السلبي من "أحصنة طروادة" في الجبهة الإسلامية.
3 – إيفاد أحد مسؤولي الحركة السياسيين إلى السفارة الإيطالية لاستجلاء بعض النقاط المتعلقة بالشركة الإيطالية – اليطاليا – التي أكدت وسائل الإعلام عن استعماله لها.
الضاهر يستغرب
من جهة ثانية استغرب النائب مخايل الضاهر عدم تحرك الدولة على كل صعيد وعلى مختلف المستويات لتحديد ملابسات قضية السيد موسى الصدر والوفد المرافق له داعياً إلى عدم الاكتفاء بالطرق الروتينية.
وطالب الضاهر بتشكيل وفد حكومي على جناح السرعة وتكليفه مهمة ملاحقة هذه القضية وإعطائها ما تستحقه من الاهتمام.
هذا، ونقل النائب الضاهر عن الرئيس كامل الأسعد استياءه وتأثره البالغ واستعداده لبذل أقصى الإمكانات والطاقات من أجل كشف الملابسات التي تحيط بقضية اخفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الإمام الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب.
سماحة مفتي الجمهورية يجتمع بأعضاء المجلس الشيعي ويبحث معهم قضية غياب الإمام الصدر وملابساتها
سماحته يكلف القوتلي الاتصال برابطة العالم الإسلامي لتبذل مساعيها للكشف عن مكان وجود الإمام الصدر
قام سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد بزيارة النائب حسني الحسيني في منزله بالدوحة واجتمع بأعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وقد تركز البحث خلال الاجتماع على قضية غياب سماحة الإمام السيد موسى الصدر والظروف والملابسات التي ما تزال الاتصالات تدور لجلائها.
من جهة ثانية أجرى الأستاذ حسين القوتلي بتكليف من سماحة المفتي الشيخ حسن خالد اتصالاً هاتفياً برابطة العالم الإسلامي وتحدث مع الأمين العام المساعد للرابطة الأستاذ محمد صفوت الصقي الذي تمنى عليه باسم سماحة المفتي أن تبذل رابطة العالم الإسلامي كل مساعيها الخيرة وتوظف كل ثقلها الدولي من أجل المساعدة للكشف على موضوع فقدان الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر بما من شأنه أن يحفظ سلامته وسلامة مرافقيه ويعيدهم جميعاً إلى بلادهم سالمين.
وقد أجاب الأمين العام المساعد بأن رابطة العالم الإسلامي في مكة سوف تبذل كل جهدها في هذا السبيل بكل تأكيد.
من جهة ثانية أيضاً دعيت اللجنة السياسية المنبثقة عن المجلس الاستشاري للإفتاء إلى عقد جلسة برئاسة سماحة المفتي خالد في دار الإفتاء لمتابعة تطورات الجهود المبذولة رسمياً وشعبياً لقضية موضوع اخفاء سماحة الإمام وصحبه.
الفصل الثامن
أمين عام رئاسة مجلس الوزراء يتوجه إلى ليبيا حاملاً
رسالة شخصية من دولة الرئيس الحص إلى الرائد جلود تتعلق
بالاتصالات التي جرت حول قضية غياب سماحة الإمام السيد موسى الصدر
توجه السيد عمر مسيكة الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء إلى ليبيا عن طريق روما بصفة ممثل شخصي لرئيس الحكومة الدكتور سليم الحص لمقابلة الرائد الركن عبد السلام جلود، عضو الأمانة العامة لمؤتمر الشعب العام، وتسليمه رسالة شخصية من الرئيس الحص تتعلق بالاتصالات التي جرت حول قضية غياب سماحة الإمام موسى الصدر.
وقد عرج الدكتور عمر مسيكه في طريق العودة على العاصمة الإيطالية حيث تابع الاتصالات بهذا الشأن.
(الأربعاء 13/9/1978) الرئيس الأسعد يجري اتصالات مكثفة حول موضوع اخفاء الإمام وصحبه:
تلقى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ كامل الأسعد اتصالاً هاتفياً من أمين عام مجلس الوزراء الدكتور عمر مسيكه بمناسبة سفر الأمين العام إلى ليبيا وروما وباريس على رأس بعثة بشأن قضية سماحة الإمام موسى الصدر.
كما تم اتصال هاتفي مع دولة الرئيس الأسعد من قبل عدد م علماء الطائفة الشيعية، ومع القائم بأعمال سفارة لبنان في ليبيا السيد نزار فرحات وتركز الحديث حول ملابسات اخفاء سماحة الإمام الصدر وصحبه.
وأجرى الرئيس الأسعد اتصالات مع عدد من نواب الطائفة، ثم دعا التجمع النيابي الوطني إلى عقد اجتماع استثنائي يوم الخميس في 14/9/1978.
الحزب الديمقراطي الاشتراكي برئاسة الرئيس الأسعد ينبه إلى المضاعفات الخطيرة نتيجة اخفاء الإمام وصحبه:
عقدت الهيئة المركزية للحزب الديمقراطي الاشتراكي اجتماعاً طارئاً برئاسة الرئيس كامل الأسعد للبحث في ملابسات اخفاء اخفاء الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصحبه الأستاذ السيد عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب وبعد عرض نتائج الاتصالات التي جرت، وبعد بحث واف لمختلف الخلفيات التي ترافق هذا الموضوع فإن الحزب إذ ينبه إلى أن هذه القضية يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في خضم الأحداث التي يعيشها لبنان.
(الأربعاء 13/9/1978) الرئيس الياس سركيس يتابع قضية اخفاء الامام وصحبه:
تابع الرئيس الياس سركيس اليوم قضية اخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه: الأستاذ السيد عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب فأجرى اتصالات شملت الأجهزة الأمنية.
(الأربعاء 13/9/1978) اجتماعان في مدينة الزهراء وبرقيات للملوك والرؤساء العرب:
عقد في مدينة الزهراء بخلدة اجتماعان: الأول لعلماء الطائفة الشيعية تدارسوا فيه الوضع وما قد يعكسه على صعيد الأوضاع الراهنة في لبنان. والاجتماع الثاني عقدته اللجنة المنبثقة عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برئاسة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وحضور المفتي الجعفري الشيخ عبد الأمير قبلان والمدير العام للمجلس الشيعي الأعلى الشيخ محمود فرحات والرئيس عادل عسيران وعدد من نواب الطائفة الشيعية.
وقد تقرر بنهاية الاجتماع أن يذيع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بيانا يعرض فيه نتيجة الاتصالات والمعلومات التي توفرت لديه عن قضية اخفاء الإمام وصحبه.
وقد وجه اليوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برقية إلى الملوك والرؤساء العرب وأمين عام الجامعة العربية السيد محمود رياض والزعماء الروحيين في العالم العربي.
وجاء في البرقية:
علمتم دون شك بغموض مصير سماحة الإمام المجاهد السيد موسى الصدر الزعيم الإسلامي الكبير الذي كان يقوم بزيارة رسمية للجماهيرية العربية الليبية.
نناشدكم بذل كافة المساعي التي ترونها مناسبة لضمان سلامة سماحة الإمام الصدر والوفد المرافق له وعودتهم إلى لبنان.
(الأربعاء 13/9/1978) الحص واتصالاته المستمرة:
تابع رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، موضوع انقطاع الاتصال مع الإمام السيد موسى الصدر، فأجرى سلسلة اتصالات مع مختلف المراجع الأمنية والسياسية وقد أجرى الرئيس الحص اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية الدكتور صلاح سلمان وقيادة قوات الردع حيث اطلع على آخر المعلومات المتوفرة عن الحالة الأمنية.
وقال الرئيس الحص أن الاتصالات مستمرة على أعلى المستويات لملاحقة قضية الإمام الصدر.
وقد وجه اليوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برقية إلى الملوك والرؤساء العرب وأمين عام الجامعة العربية السيد محمود رياض والزعماء الروحيين في العالم العربي.
وجاء في البرقية:
علمتم دون شك بغموض مصير سماحة الإمام المجاهد السيد موسى الصدر الزعيم الإسلامي الكبير الذي كان يقوم بزيارة رسمية للجماهيرية العربية الليبية.
نناشدكم بذل كافة المساعي التي ترونها مناسبة لضمان سلامة سماحة الإمام الصدر والوفد المرافق له وعودتهم إلى لبنان.
(الأربعاء 13/9/1978) الحص واتصالاته المستمرة:
تابع رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، موضوع انقطاع الاتصال مع الإمام السي موسى الصدر، فأجرى سلسلة اتصالات مع مختلف المراجع الأمنية والسياسية وقد أجرى الرئيس الحص اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية الدكتور صلاح سلمان وقيادة قوات الردع حيث اطلع على آخر المعلومات المتوفرة عن الحالة الأمنية.
وقال الرئيس الحص إن الاتصالات مستمرة على أعلى المستويات لملاحقة قضية الإمام الصدر.
أضاف: وقد حصلنا على "المانيفست" الصادر عن شركة "أليطاليا" للطيران. وهو الذي نشرته الصحف في حينه.
دعوى ضد مجهول
على صعيد آخر ذكر مصدر وزاري أن الحكومة قد تلجأ إلى إقامة دعوى ضد مجهول أمام المحكمة الدولية بالنسبة لقضية اخفاء الإمام الصدر وصحبه وملاحقتها لدى المراجع والهيئات الدولية المعنية لكشف ملابسات هذه القضية وتحديد مكان وجود الإمام الصدر.
(الأربعاء 13/9/1978) اجتماع طارىء للتجمع الإسلامي وجبهة المحافظة على الجنوب:
دعى التجمع الإسلامي والجبهة الوطنية للمحافظة على الجنوب لعقد اجتماع طارىء في مكتب الدكتور نسيب البربير يخصص لعرض التطورات المتعلقة بقضية اخفاء الإمام وصحيه واتخاذ الخطوات والإجراءات المناسبة على هذا الصعيد.
وفي هذا السياق، وبناء على رغبة ملحة أبداها بعض أعضاء التجمع الإسلامي، كلف الدكتور نسيب البربير بتوجيه دعوة عاجلة إلى أعضاء التجمع وجبهة المحافظة على الجنوب لبحث ملابسات قضية الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لما يعلقه جميع اللبنانيين من أهمية على ملابسات الحادث ونتائجه.
ومن جهة أخرى، قام الدكتور بربير بزيارة المقر المؤقت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في خلده للاستفسار عن نتائج آخر الاتصالات التي تمت بهذا الشأن.
حالة انعقاد دائم للمجلس الإسلامي وتصريح المحامي شفيق الوزان:
قرار المجلس الإسلامي اعتبار نفسه في حالة انعقاد دائم لملاحقة ومتابعة التطورات المتعلقة بقضية اخفاء الإمام وصحبه واضعاً كل إمكاناته بالتصرف للمساهمة في الجهود المبذولة لمعرفة مصير الإمام الصدر.
وقد أدلى المحامي شفيق الوزان رئيس المجلس بتصريح في هذا المجال قال فيه:
يزداد القلق ساعة بعد ساعة منذ أن شاع نبأ اخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الاستاذ السيد عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب. ومنذ أن شاع النبأ انتدب المجلس الإسلامي اثنين من أعضائه المحاميين عارف حمود أمين السر وإبراهيم حلاوي عضو المجلس للتوجه إلى خلدة حيث كان المجلس الشيعي الأعلى مجتمعاً. وقد حمل المندوبان قلق المجلس ووضعا إمكانات المجلس الإسلامي بالتصرف للمساهمة في أي جهد يفيد عن حقيقة الوضع ومصير سماحة الإمام.
وأضاف: وليس غريباً هذا الاهتمام الشامل من جميع القوى على الصعيدين الرسمي والشعبي نظراً لما يتمتع به سماحة الإمام من مركز تمثيلي كبير، خاصة أن همومنا الكثيرة في هذه الظروف تجعلنا ننوء بأي هم جيد فكيف يمثل القلق الذي خلفه هذا الحادث المستجد ونحن نأمل أن تتكلل الجهود المبذولة بالإيجابية التي تزيل من نفوسنا القلق وتعيد سماحة الإمام إلى الساحة في لبنان ليستمر في المعاونة في كل ما ينقذ الوطن.
الوفد الرسمي:
وكان قد غادر الوفد اللبناني الرسمي بيروت إلى روما لإجراء التحقيقات اللازمة حول قضية انقطاع الاتصالات بالإمام الصدر ومرافقيه.
ورئيس الوفد الذي يضم ضابطين مدير عام رئاسة الوزراء الدكتور عمر مسيكة.
(الأربعاء 13/9/1978) الرئيس الأسعد يستقبل وفد الجبهة القومية:
استقبل الرئيس كامل الأسعد وفداً من الجبهة القومية، ضم السيد كمال شاتيلا أمين عام اتحاد قوى الشعب العامل والسيد عاصم قانصوه أمين عام منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي.
وعلى أثر الاجتماع أدلى السيد كمال شاتيلا بما يلي:
بحثنا مع دولة الرئيس مخاطر اخفاء الإمام وصحبه وضرورة الاهتمام في كل الدوائر لهذا الشأن والمتابعة الدقيقة لهذا الموضوع.
فكل القوى الوطنية مهتمة بتقصي الحقائق عن اخفاء الإمام وصحبه لأن هذا الحادث الخطير المقصود منه البلبلة والإثارة بإضافة مشكلة كبرى على المشكلات التي يعاني منها الناس.
(الأربعاء 13/9/1978) علي الخليل يقطع إجازته ويعود إلى لبنان للمشاركة في ملاحقة قضية الإمام الصدر:
قطع النائب الدكتور علي الخليل إجازته خارج لبنان وعاد للمشاركة في الاتصالات والمساعي المبذولة بصدد اخفاء سماحة الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والوفد المرافق له:الاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب.
(الخميس 14/9/1978) جلسة استثنائية:
عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية تركزت الأبحاث خلالها على المعطيات المتوافرة على صعيد قضية انقطاع الاتصال مع الإمام الصدر ومرافقيه، والمعلومات الواردة من البعثة اللبنانية الرسمية التي غادرت إلى طرابلس الغرب عبر روما.
كما أجرى الرئيس الياس سركيس اتصالات مكثفة وواصل رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص اهتمامه بالموضوع وقال بعد لقاء مع وزير الداخلية الدكتور صلاح سلمان أن المساعي مستمرة.
وسئل إذا كان قد تبلغ أي اتصال من الدكتور عمر مسيكة رئيس البعثة اللبنانية الرسمية التي غادرت بيروت، فأجاب: لا.. إنما حاولنا الاتصال فلم نستطع وقد نتلقى اتصالاً اليوم إلى القصر خلال انعقاد مجلس الوزراء.
أما الوزير سلمان فقد سئل عما إذا كانت تطورات جديدة حول الموضوع فقال: الاتصالات مستمرة بهذا الشأن.
(الخميس 14/9/1978) زيارة المطارنة الذين يمثلون أصحاب الغبطة البطاركة لكافة الطوائف المسيحية لمدينة الزهراء:
قام وفد من أصحاب السيادة المطارنة الذين يمثلون أصحاب الغبطة البطاركة لكافة الطوائف المسيحية في لبنان بزيارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مدينة الزهراء في خلدة.
وكان في استقبال الوفد سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس بحضور علماء الطائفة والعديد من الشخصيات النيابية والسياسية والنقابية ووفد من دار الفتوى ومجلس العلماء.
وقد تجلت في هذا اللقاء الوحدة الوطنية بأجلى معانيها حيث أعرب عن تضامنه مع الطائفة الشيعية واستنكاره لما حصل حتى الآن بالنسبة لانقطاع الاتصال مع سماحة الإمام الصدر وصحبه.
اتصال من الرئيس صائب سلام:
واتصل الرئيس صائب سلام الذي كان موجوداً في جنيف بسماحة الشيخ شمس الدين للإطلاع على ما جد من تطورات، وأبدى استعداداً لإجراء الاتصالات اللازمة على هذا الصعيد.
(الخميس 14/9/1978) وفد المجلس الإسلامي:
وقام وفد من المجلس الإسلامي ضم المحامي شفيق الوزان رئيس المجلس، والسيد حسين سجعان، بزيارة المقر المؤقت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مدينة الزهراء بخلدة، وذلك في إطار التحرك والمشاركة في المساعي المبذولة من أجل كشف ملابسات القضية.
وفد حركة رواد الإصلاح:
قام السيد تمام سلام أمين عام "حركة رواد الإصلاح" يرافقه السيد مصطفى بيضون الأمين العام المساعد بزيارة لسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين في مدينة الزهراء.
إثر الزيارة أدلى السيد تمام سلام بالتصريح التالي:
إن الأوضاع المتعلقة بموضوع سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه آلمت جميع اللبنانيين لما لسماحة الإمام من مكانة ليس عند الطائفة الشيعية التي يمثل فحسب، وإنما عند جميع اللبنانيين ونسأل الله أن تمر هذه الغمامة على خير. وقد أبدينا بهذه المناسبة لسماحة الشيخ شمس الدين تأييدنا لدعوة الإضراب السلمي الرمزي الذي سيشارك به جميع اللبنانيين.
أضاف: إننا لن نتوانى عن بذل كل جهد ضمن إمكانياتنا للمساهمة بالجهود المبذولة وعلى كل المستويات للاطمئنان على سماحة الإمام وصحبه.
(الخميس 14/9/1978) في دار الإفتاء:
ترأس سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد اجتماعاً في دار الإفتاء للجنة السياسية المنبثقة عن المجلس الاستشاري للإفتاء لمتابعة نتائج الجهود والمساعي التي بذلت حتى الآن بشأن قضية الإمام الصدر والوفد المرافق، وكشف ملابساتها.
(الخميس 14/9/1978) تصريح النائب منير أبو فاضل:
أهاب النائب منير أبو فاضل نائب رئيس المجلس النيابي بالملوك والرؤساء العرب إيلاء قضية اخفاء الإمام وصحبه ما تستحقه من العناية والاهتمام نظراً للمكانة الرفيعة التي يحتلها رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على الصعيدين اللبناني والعربي والدور الوطني الذي يلعبه على صعيد الإسهام في إنقاذ لبنان من مأساته. وقال أبو فاضل في تصريح له في هذا الشأن:
لا شك أن انقطاع الاتصال بسماحة الإمام السيد موسى الصدر وما يقال عن اختفائه ورفيقيه الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب قد أقلق نفوس عارفيه ومحبيه ومقدري جهاده ووطنيته نظراً للمكانة التي يحتلها ليس على الصعيد اللبناني وحسب وإنما أيضاً على الصعيد العربي حيث أنه داعية للمحبة والوفاق والدفاع عن المظلومين وحقوق المحرومين من أبناء جميع الطوائف.
وأضاف: وليس غريباً أن نلحظ هذا الاهتمام الكبير على الصعيدين الشعبي والرسمي لكشف ملابسات قضية الإمام الصدر الذي نذر نفسه من أجل نصرة القضية اللبنانية وقضايا العرب العادلة من خلال المساعي والجهود التي كان يبذلها على كل صعيد.
وتابع: وإننا نهيب بالرؤساء والملوك العرب بذل أقصى مساعيهم وجهوهم من أجل كشف مصير الإمام الصدر وصحبه ليعود إلى لبنان ويتابع رسالته الإنسانية والوطنية التي نذر نفسه من أجلها.
ونحن الذين عرفنا الإمام الصدر عن كثب وتتبعنا مساعيه الخيرة ومواقفه الوطنية لا يسعنا إلا أن نضرع إلى الله لكي يعيده إلينا سالماً نظراً لما يمثله من صفات وطنية وإنسانية خاصة وأن لبنان بحاجة إليه في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها.
(الخميس 14/9/1978) تصريح رئيس الاتحاد العمالي العام:
أدلى رئيس الاتحاد العمالي العام السيد جورج صقر بالتصريح التالي:
إن خبر اخفاء آثار الإمام وصحبه وبقاء مصيره مجهولاً حتى الآن قد هز شعور الاتحاد العمالي العام.
لذلك فإننا نطالب السلطة اللبنانية بالتحرك السريع لجلاء غموض هذه القضية والعمل على عودة الإمام الصدر ورفاقه معافين إلى أرض الوطن الذي كفاه ما عاناه حتى الآن من مصائب أمنية وكوارث اقتصادية واجتماعية.
كما أننا نناشد الاتحاد العمالي العام في الشقيقة الجماهيرية العربية الليبية تجنيد جميع طاقاته لتبديد الهواجس التي سيطرت على شعور جميع أفراد الطبقة العاملة في لبنان نتيجة اخفاء آثار الإمام السيد موسى الصدر لما له من مكانة مرموقة في قلوبهم على الصعيد الاجتماعي.
(الخميس 14/9/1978) سكاف التقى شمس الدين عند الحسيني ويأمل توصل المساعي إلى النتائج المرجوة:
زار النائب جوزف سكاف منزل النائب حسين الحسيني واجتمع إلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى والنواب السادة: حسين الحسيني، عبد اللطيف الزين ومحمد يوسف بيضون.
وقد عبر سكاف باسم كتلة نواب زحلة عن استعداده لتقديم أية مساعدة تتعلق بموضوع انقطاع الاتصال بسماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه.
إثر الزيارة قال النائب سكاف:
زرت النائب الحسيني مستوضحاً عن الجديد بالنسبة لموضوع الإمام الصدر والصحافي عباس بدر الدين والشيخ يعقوب ونأمل أن تتوصل المساعي التي يقوم بها المسؤولون على مختلف المستويات إلى النتائج المرجوة لأن استمرار انقطاع الاتصال مع الإمام الصدر لا سمح الله قد ينعكس على الأوضاع الداخلية وقد يكون بداية جديدة لاخفاء رجال دين سنة ودروز ومسيحيين.
(الخميس 14/9/1978) وفد "جماعة العلماء" يزور الأسعد ويعرض معه قضية الإمام الصدر وصحبه
الشيرازي: موقف جماعة العلماء من الإضراب كموقف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
استقبل السيد كامل الأسعد رئيس مجلس النواب وفد "جماعة العلماء" برئاسة الإمام السيد حسن مهدي الشيرازي، وضم العلماء: الشيخ أحمد شوقي الأمين، الشيخ حسين العسيلي، الشيخ صالح ناصر الدين، الشيخ حسن دبوق، الشيخ يوسف عبد الساتر والسيد عبد الله الأمين.
وقد عرض الوفد مع الرئيس الأسعد الملابسات المحيطة بقضية اخفاء سماحة وصحبه الكرام.
تصريح الشيرازي:
إثر المقابلة أدلى الإمام الشيرازي بالتصريح التالي:
أتصور مقابلتنا لدولة الرئيس طبيعية في كل وقت وفي كل مناسبة وخاصة في هذه المناسبة باعتباره الشخص الأول المعني بهذا الأمر وقد تداولنا مع دولته لاتخاذ التدابير غير التي اتخذت حتى الآن والاستفادة من وسائل لم تستخدم إلى الآن.
س: ما هي آخر المعلومات الجديدة التي تملكونها؟
ج: أتصور السكوت في هذا المجال أفضل.
س: ما هي التدابير التي أشرتم إليها في مستهل تصريحكم؟
ج: التحدث عن الشيء قبل تنفيذه غير مستحب.
س: ما هو موقف جماعة العلماء من الإضراب؟
ج: إن موقف جماعة العلماء كموقف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من دعوة الإضراب، وأتصور أنه من الفضل التركيز على نقطتين:
الأولى: أن هذه القضية لا تخص شخصاً معيناً أو طائفة معينة وإنما تخص لبنان كوطن واللبنانيين جميعاً كشعب فهذه العملية مهما كان مصدرها إهانة موجهة إلى كل لبنان وإلى كل اللبنانيين. فعلى جميع اللبنانيين أن يبرهنوا على ولائهم للبنان من خلال مشاركتهم في الإضراب.
الثانية: أن هنالك أفراداً أو فئات قد يروق لها الاستفادة من الإضراب غداً للقيام بأعمال سلبية فعلى الجميع أن يتعاونوا لمنعهم من القيام بأي عمل سلبي وإبراز تضامنهم من خلال الإضراب بشكل إنساني وسليم.
س: هل قمتم باتصالات مع الأئمة في إيران والنجف الأشرف حول موضوع اخفاء الإمام وصحبه؟
ج: حول هذا الموضوع اتصلنا بكل ما يمكننا الاتصال به ابتداء من مراجع الطائفة في العالم والعديد من رؤساء الأديان والطوائف داخل لبنان وخارجه والاتصال بجهات رسمية وغير رسمية تملك التحرك في هذا المجال.
س: هل من تنسيق بينكم وبين المجلس الشيعي الأعلى؟
ج: المواقف كلها موحدة في هذا المجال.
س: هل اتضحت لكم معطيات جديدة لتحديد مكان وجود الإمام الصدر؟
ج: نرجو ذلك في وقت قريب لأن الشيء الذي يمكننا من الاعتماد عليه لم يتوفر بعد.
س: هل تتوقعون أن تتضح المعلومات في وقت قريب؟
ج: نرجو من الله ذلك.
س: لمسنا تفائلاً نسبياً اليوم أكثر من الأمس حول القضية؟
ج: يؤسفني أن أقول إن شعوري هو العكس.
الفصل التاسع
برقيات إلى الملوك والرؤساء العرب وإلى قداسة البابا يوحنا بولس الأول
من جهة أخرى وجه الإمام حسن الشيرازي برقيات إلى آية الله العظمى محمد كاظم شريعتمداري وروح الله الخميني والملوك والرؤساء العرب وإلى قداسة البابا يوحنا بولس الأول هذا نصها:
انقطعت منذ مطلع أيلول أخبار سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصحبه الأمر الذي أقلق أبناء الطائفة الشيعية على مصيره.
وإننا نناشدكم بذل الجهود الممكنة للكشف عن ملابسات وأسباب هذا الحادث ملافاة لما يمكن أن يتطور إليه اخفاء مثله بمثل هذا الغموض إلى سابقة خطيرة تساوي سلب الحصانة عن جميع الشخصيات الدينية والسياسية.
وتقبلوا آمال الطائفة الشيعية في لبنان التي أناطتها بكم في هذا الموضوع.
(الخميس 14/9/1978) جلسات مفتوحة للتجمع الوطني النيابي:
قرر "التجمع الوطني النيابي" إبقاء جلساته مفتوحة لمتابعة موضوع انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام الصدر وصحبه وتشكيل لجنة منبثقة عن التجمع لمتابعة الاتصالات اللازمة بشأن القضية.
وكان التجمع الوطني النيابي عقد جلسة طارئة برئاسة الرئيس كامل الأسعد وحضور النواب السادة: الرئيس عادل عسيران، محمود عمار، حسين الحسيني، صبحي ياغي، محمد يوسف بيضون، عبد اللطيف بيضون عبد اللطيف الزين، حسين منصور، علي العبد الله، وأنور الصباح.
إثر الاجتماع صدر البيان التالي:
عقد التجمع الوطني النيابي جلسة استثنائية للنظر في قضية فقدان الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى خلال وجوده في ليبيا بدعوة رسمية منها.
وبعد استعراضه مختلف المعلومات المتوافرة حتى الآن والاتصال الهاتفي الذي أجراه دولة الرئيس الأسعد مع فخامة الرئيس سركيس أثناء انعقاد مجلس الوزراء الاستثنائي بشأن القضية نفسها.
ونظراً لما لهذه القضية من خطورة على أوضاعنا الداخلية والعربية والأبعاد التي يمكن أن تنجم عنها قرر التجمع ما يلي:
1 – إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمتابعة هذه القضية.
2 – تأليف لجنة من النواب السادة: عبد اللطيف الزين، أنور الصباح، محمود عمار، محمد يوسف بيضون وحسين الحسيني لمتابعة الاتصالات اللازمة بغية الوقوف على مختلف الجوانب توصلاً للحقيقة.
3 – مناشدة جميع المواطنين الحرص على الطابع السلمي للإضراب المقرر غداً باعتبار أن هذا الإضراب هو تعبير رمزي عن مشاعر مختلف الطوائف اللبنانية تجاه هذه القضية.
(الجمعة 15/9/1978) ارتياح عام لسلمية الإضراب الشامل:
عبّر لبنان بشكل سلمي عن استنكاره واحتجاجه على استمرار انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والوفد المرافق الذي يضم الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
ففي العاصمة بيروت لم يقع أي حادث مخل بالأمن، وتميز الإضراب بالشمولية التامة، والهدوء المطلق، وكذلك كان الحال في المناطق اللبنانية كافة.
القضية الشغل الشاغل للمسؤولين:
وفي القصر كما في السراي استمرت هذه القضية الشغل الشاغل للمسؤولين كما غص مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مدينة الزهراء – خلدة – بالوفود الرسمية والروحية والنيابية والسياسية والشعبية والنقابية التي أمت مدينة الزهراء معبرة عن استنكارها وتأييدها لخطوات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى التي لقيت دعماً من جميع اللبنانيين على السواء.
(الجمعة 15/9/1978) اهتمام رئيس الوزراء:
تابع رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، اهتمامه بالموضوع فأجرى اتصالاً هاتفياً مع السفارة اللبنانية في ليبيا وتحدث مطولاً إلى القائم بالأعمال السيد نزار فرحات الذي أفاد بأن رئيس البعثة اللبنانية الرسمية الدكتور عمر مسيكة قابل وزير الخارجية الليبي السيد عبد السلام التريكي كما اجتمع مع الرائد الركن عبد السلام جلود رئيس الوزراء وتشاور معهما في الموضوع.
وقد أفاد السيد فرحات رئيس الحكومة بأن الدكتور مسيكة غادر ليبيا ليلاً إلى روما.
وعند الظهر أجرى رئيس الحكومة اتصالاً هاتفياً مع الدكتور عمر مسيكة واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين الليبيين، وأبلغ الدكتور مسيكة رئيس الحكومة أنه يتوقع أن يبقى يومين آخرين في روما.
وسئل رئيس الحكومة عن الجديد بالنسبة لقضية الإمام الصدر فأجاب: المساعي مستمرة.
وكان رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص قد زار عند الساعة العاشرة من صباح اليوم مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى واجتمع إلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس وأركان المجلس حيث تداول معهم بآخر المعلومات الواردة.
والتقى رئيس الحكومة في منزله بالدوحة الإمام حسن مهدي الشيرازي.
اهتمام وزير الداخلية:
أجرى الدكتور صلاح سلمان وزير الداخلية سلسلة اتصالات شملت الأجهزة الأمنية المختصة في قوى الأمن الداخلي وقيادة قوات الردع العربية اطلع خلالها على الوضع الأمني بصورة عامة، وأبدى ارتياحه لعدم حصول أي حادث يخل بالأمن مما يؤكد سلمية الإضراب العام.
ولدى مغادرته السراي سئل الوزير سلمان عن آخر المعلومات الواردة عن مصير الإمام الصدر والوفد المرافق فقال: لم تصل أية معلومات بعد.
(الجمعة 15/9/1978) التجمع الإسلامي وجبهة الجنوب:
عرض "التجمع الإسلامي" و"الجبهة الوطنية للمحافظة على الجنوب" في اجتماعهما المشترك ما جد من تطورات. كما تابعا المعلومات المتوفرة من سير الإضراب وأبديا ارتياحاً حيال هذا الأمر.
ولم يصدر عن المجتمعين أي بيان واكتفى المحامي شفيق الوزان بتصريح قال فيه:
إن الجلسة كانت مخصصة لمتابعة موضوع تنفيذ الإضراب السلمي وعرض المعلومات المتوفرة حتى الآن في قضية انقطاع الاتصال مع سماحة السيد موسى الصدر. وكان الرضا حول تنفيذ الإضراب شاملاً للجميع.
أما المواضيع الأخرى المتعلقة بالوضع العام وتطوراته فقد جرت مناقشة تمهيدية لبحثها في الجلسة الدورية المقبلة.
وفي أعقاب الاجتماع توجه عضوا جبهة الجنوب السيدان علي بزي وجعفر شرف الدين إلى المقر المؤقت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لمتابعة الاتصالات بشأن قضية الإمام الصدر.
تصريح البربير:
أعلن الدكتور نسيب البربير عضو التجمع الإسلامي أن التجاوب العفوي الذي أظهرته المنطقة الغربية بالإضراب الكامل الشامل إنما هو دليل على وعي السكان بما يحاك في سبيل التفرقة بين الإخوان في طائفة واحدة بمذاهب مختلفة وهذا دليل على رغبة الجميع في رص الصفوف ووحدة الكلمة لأن في الاتحاد قوة والحق يصل في القوة، قوة التضامن والفكر والعقيدة والرغبة في السلام.
أضاف: إن نجاح الإضراب هذا أظهر كل ذلك وأثلج القلوب وأشار إلى أن لا مكان للدس والوقيعة التي ينشدها الأغراب والصهاينة ليتسربوا عبرها إلى بسط نفوذهم ونشر عقائدهم بأهون السبل وأقصر الطرق.
وقال: لقد كان الوعي كفيلاً بإحباط ما سار فيه الحاقدون والمضللون أشواطاً والحمد لله.
(الجمعة 15/9/1978) المجلس الإسلامي:
عقد المجلس الإسلامي اجتماعاً برئاسة المحامي شفيق الوزان عرض فيه سير الإضراب السلمي في المناطق اللبنانية كافة.
إثر انتهاء الاجتماع أدلى أمين سر المجلس المحامي عارف حمود بالمعلومات التالية:
متابعة للاجتماعات المفتوحة عقد مكتب المجلس الإسلامي جلسة في التاسعة من قبل ظهر اليوم عرض فيها تنفيذ الإضراب السلمي الذي التقت على تأييده كل القيادات الإسلامية والوطنية واطلع على المعلومات الأولية الواردة من مختلف المناطق عن حماس المواطنين للمشاركة في هذا الإضراب.
وقد سجل المجلس الإسلامي ملاحظة إيجابية هي من صميم أهدافه العليا تتناول التلاحم بين المسلمين ووحدة كلمتهم ومواقفهم وقد تجلى ذلك اليوم أكثر من أي يوم مضى ولا بد من استمراره لخدمة القضايا الإسلامية واللبنانية والوطنية وفي طليعتها وحدة لبنان ومبادىء العدالة والمساواة.
وقد كلف المجلس لجنة المتابعة أن تستمر في اتصالاتها للمحافظة على سلمية الإضراب ودرس مرحلة ما بعد الإضراب.
ولاحظ رئيس المجلس المحامي الوزان الارتياح المسيطر على الأجواء الوطنية والإسلامية في ضوء اهتمام الطوائف الإسلامية كافة بقضية انقطاع الاتصال بسماحة الإمام الصدر وصحبه.
وقال الوزان: يهمني أن أؤكد، في ضوء اندفاع القيادات السنية الرسمية والروحية والزمنية للاهتمام بقضية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودعم ذلك بخطوات عملية، تلاحم السملمين في لبنان بجميع طوائفهم بشكل ثابت وقوي، الأمر الذي يبعث على الارتياح والطمأنينة لجهة وحدة المسلمين وقوتهم أكثر من أي وقت مضى.
(الجمعة 15/9/1978) اجتماع عند رئيس جبهة المواجهة:
عقد اجتماع في منزل النائب طلال المرعبي رئيس جبهة المواجهة الوطنية حضره السادة عاصم قانصوه ومحمد زكريا عيتاني وعبد الله الشهال عن منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي، والنائب المرعبي وسهيل حمادة ومروان صالحة عن جبهة المواجهة.
وجرى خلال الاجتماع البحث في تطورات الأوضاع الأمنية وقضية انقطاع الاتصال بسماحة الإمام الصدر وصحبه.
وشدد المجتمعون على ضرورة متابعة الدولة بهذه القضية لكشف ملابساتها وتدارك انعكاساتها السلبية على الوضع اللبناني التي يحاول إثارتها أعداء لبنان.
اتصال إده:
أجرى العميد ريمون إده اتصالاً من باريس بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اطلع خلاله على آخر المعلومات التي توفرت عن الموضوع.
وأكد العميد إده وضع كامل إمكاناته حيال المساهمة في معرفة مصير الإمام الصدر وإجلاء الحقيقة وكشف ملابساتها.
(الجمعة 15/9/1978) تصريح النائب أوغست باخوس:
قال النائب أوغست باخوس أن القلق الكبير على مصير الإمام السيد موسى الصدر والاهتمام الواسع بكشف ملابسات غيابه على الأصعدة المحلية والعربية والدولية يؤكدان المكانة الروحية والفكرية والسياسية التي يحتلها، والمثل والمبادىء الإنسانية الوطنية التي يمثلها والتي عمل وناضل من أجلها، أكسبته المزيد من الاحترام والمحبة والتقدير ليس بين أبناء طائفته وإنما بين أبناء الطوائف اللبنانية الأخرى، وليس على الصعيد المحلي بل تعداه إلى الصعيدين الدولي والعربي.
أضاف: إن الإمام الصدر كما عرفناه وخبرناه ليس بالشخصية العادية بل إنه ذخيرة من الإنسانية والوطنية والمثل العليا والمبادىء السامية التي آمن بها وعمل من أجلها ونحن الذين تربطنا الصداقة بسماحته يهمنا أن نؤكد بإخلاص على ضرورة عمل المستحيل من أجل إنقاذ هذا الإنسان.
زيارة عساف:
قام النائب توفيق عساف بزيارة المقر المؤقت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لإبداء تعاطفه وتأييده للخطوات التي تتخذ لعودة الإمام الصدر وصحبه.
زوار مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
كان في مقدمة زوار مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مدينة الزهراء – خلدة، اليوم، سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد، رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، وزير الداخلية الدكتور صلاح سلمان، وفد الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة الدكتور عبد الله سعادة، وفد مجلس قيادة حركة الناصريين المستقلين "المرابطون"، وفد الكتلة الوطنية برئاسة الدكتور إميل سلهب، وفد الاتحاد الاشتراكي العربي – الأفواج العربية – الدكتور نبيل شعث، وفود من النقابات والفعاليات الاقتصادية تمثل كافة القطاعات، والعديد من النواب والشخصيات السياسية.
الفصل العاشر
(الجمعة 15/9/1978) هيئات حزبية وشعبية دعت إلى الإضراب العام
المجلس السياسي المركزي لمدينة بيروت:
دعا الدكتور أسامة فاخوري أمين المجلس السياسي المركزي لمدينة بيروت، باسم المجلس، إلى الإضراب العام تضامناً مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وذلك تعبيراً عن قلق المجلس السياسي على مصير سماحة الإمام السيد موسى الصدر. داعين الدولة وجميع المراجع المختصة للاهتمام بهذا الأمر لخطورته البالغة.
حركة الناصريين المستقلين "المرابطون":
عقد مجلس قيادة حركة الناصريين المستقلين – المرابطون – اجتماعه الأسبوعي الدوري برئاسة الأخ إبراهيم قليلات وأصدر البيان التالي:
ناقش مجلس القيادة في اجتماعه الدوري الأسبوعي اليوم عدة نقاط واستعرض بالتفصيل:
1 – الوضع السياسي العام.
2 – نتائج اجتماع وفد الحركة قبل ظهر أمس إلى دار الإفتاء وما صدر عنه. كما قرر المجلس انطلاقاً من الدعوات الإسلامية للإضراب العام غداً الجمعة بمناسبة اخفاء سماحة الإمام وصحبه تأجيل محاضرة سنان براج اليوم في مقر الحركة في عين المريسة والدعوة إلى التأييد والمشاركة في الإضراب.
كما دعت جبهة المواجهة الوطنية جميع المواطنين إلى إنجاح الإضراب المعلن عنه استنكاراً لانقطاع أخبار الإمام السيد موسى الصدر كما دعت الجبهة المسؤولين اللبنانيين والعرب إلى العمل سريعاً من أجل الكشف عن مكان وجود سماحته.
وقال سهيل حمادة، باسم قيادة الجبهة، إنه لأمر مستهجن، أن يتم اخفاء المرجع الديني الكبير، سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب في ظروف مبهمة تسيء إلى سمعة المسلمين والعرب.
وأضاف: إننا ندعو إلى إثارة هذا الموضوع لدى المراجع الدولية وإلى تحرك الدولة ووزارة الخارجية بشكل فعال لكشف جميع ملابسات الحادث وحفظ حياة الإمام ومرافقيه، علماً بأن هذه الحادثة ترتبط بالأحداث الجارية على الأرض اللبنانية وحلقة من حلقات المؤامرة على وحدة اللبنانيين وتعايشهم. وهي بالتالي تؤدي إلى بلبلة الأمور وتعقيدها في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لتضافر الجهود والمحافظة على وحدة الصف اللبناني.
منشورات صغيرة:
وزعت في جميع أحياء بيروت والضواحي والجبل وفي مدن الجنوب، صيدا وصور والنبطية، كما في بعلبك – عشرات الألوف من المنشورات الصغيرة الداعية إلى المشاركة في الإضراب.
وجاء في هذه المناشير التي ذيلت بتوقيع "أمل بنصر الله" ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم – أيها الأخوة المؤمنون:
ندعوكم للمشاركة في الإضراب العام يوم الجمعة الواقع فيه 15/9/1978 الموافق 12 شوال 1398 استنكاراً لاخفاء سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب الذي بذل الكثير من أجل وحدة لبنان وسلامة أراضيه ومن أجل قضايا التحرر في العالم.
نقابات المخابز والأفران:
على أثر البيان الذي أذاعه علماء الطائفة الإسلامية الشيعية بالإضراب الشامل طوال يوم الجمعة الموافق في 15 أيلول استنكاراً واحتجاجاً على الغموض والملابسات التي أحاطت بمصير سماحة الإمام موسى الصدر واختفائه، اجتمعت هيئات مجالس نقابات المخابز والأفران في لبنان وقررت تأكيد الدعوة الصادرة في بيان أصحاب الفضيلة العلماء في الإضراب الشامل للأسباب الواردة فيه.
ولذلك تدعو نقابات أصحاب المخابز والأفران جميع المنتسبين إليها إلى الإضراب العام الشامل طوال يوم الجمعة الموافق في 15 أيلول.
التواقيع: عبد النبي حمادة، محمود إسماعيل، والمحامي منير حمادة.
المجلس البلدي في برج البراجنة:
المجلس البلدي في برج البراجنة، يرى نفسه وإياكم معنيين بالمصير الغامض لسماحة الإمام موسى الصدر، الذي عرفتمونه وعرفناه جميعاً، رائداً في سبيل التحرر الوطني والمناضل من أجل لبنان والعروبة والإسلام، وثائراً على الطغاة، والاستعمار والصهيونية.
والمجلس البلدي، إيماناً منه بعدالة القضية وشعوراً بما يتحسسونه بهذا الواجب:
يدعوكم للإضراب العام السلمي يوم الجمعة الواقع فيه 15/9/1978 الذي دعا إليه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، والمؤيد من مختلف الجهات الرسمية والدينية وعلى مختلف المستويات.
لجنة التعاونية في حركة رواد الإصلاح:
أعلنت لجنة التعاونية في حركة رواد الإصلاح عن تأجيل مؤتمرها الصحافي الذي كان مقرراً عقده ظهر اليوم الجمعة في المركز الرئيسي للحركة إلى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الإثنين المقبل في الثامن عشر من أيلول، لمناسبة الإضراب العام الذي دعا إليه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
(الجمعة 15/9/1978) عرفات يزور المجلس الشيعي:
قام ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بزيارة المقر المؤقت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، يرافقه أبو هشام وأبو الوليد وأبو الزعيم.
وقالت "وفا" أن عرفات سيواصل إجراء اتصالاته على المستويات كافة مع عدد من الدول العربية والأوروبية لمتابعة موضوع الإمام موسى الصدر "الهام والحساس والخطير".
(الجمعة 15/9/1978) بيان حركة الشباب المستقل في طرابلس:
إن حركة الشباب المستقل تهيب بجميع المسؤولين والسلطة الشرعية في لبنان وكافة المسؤولين العرب الاهتمام بقضية اخفاء الإمام وصحبه وأن يأخذوا بعين الاعتبار هذا الحدث الكبير الذي يهز جميع مشاعر اللبنانيين خاصة والعرب عامة، نظراً لقيمة الإمام الدينية والاجتماعية على الساحة المحلية والعربية والدولية.
إن الحركة إذ تؤيد الموقف الداعي إلى الإضراب السلمي العام صباح الجمعة، تعلن أنها اتخذت قراراً بإبقاء اجتماعاتها مفتوحة... ونأمل أن نرى الإمام موسى الصدر في ربوع لبنان العربي في أسرع وقت ممكن، وأن يحفظه الله ويرعاه من كل مكروه.
بيان حزب رزكاري الكردي اللبناني:
وأدلى رئيس حزب رزكاري الكردي اللبناني فيصل فخرو بتصريح جاء فيه:
فوجئنا كما فوجىء الجميع بنبأ اخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصحبه الاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها لبنان والتي تتطلب منا اليقظة والانتباه ووحدة الكلمة والصف.
إن سماحة الإمام موسى الصدر وما يمثله من قيم روحية وإنسانية وفكرية تركت آثارها واضحة في المجتمع اللبناني والمنزلة التي يتبوأها كواحد من رجالات الوطنية والإسلام في هذا البلد لا بد من أن يكون في مركزه الطبيعي ناشطاً باستمرار في بذل جهوده الخيرة على الساحة اللبنانية.
(الجمعة 15/9/1978) في كلمة مفتي بعلبك الشيخ سليمان اليحفوفي في النادي الحسيني:
نستبعد بأن تكون الجماهيرية الليبية وراء ذلك. فالمؤامرة تستهدف الشقيقة ليبيا بالذات لإشعال النفوس طائفياً وشحنها ضد السنة.
عقد اجتماع في النادي الحسيني ترأسه مفتي بعلبك الشيخ سليمان اليحفوفي وحضره حشد من ممثلي العائلات والوجهاء وشخصيات منطقة بعلبك – الهرمل.
وألقى اليحفوفي كلمة في الاجتماع جاء فيها: نحن في صدد قضية أعمق بكثير من القضية الشخصية، لأن قضية اخفاء الإمام وصحبه تنال في حد ذاتها الإنسان وحريته... فنحن اليوم أمام أغرب حادثة في التاريخ، حيث الاعتداء على حرية الإنسان وفكره ومعتقده. فهذه الحريات لا يمكن أن تحتجز بالأساليب المجهولة. وإن أمر اخفاء الإمام وصحبه له علاقة بأزمة الشرق الأوسط، فهناك دول عربية تعمل على تمرير المشاريع الاستسلامية، وفي المقابل هناك دول منها جبهة الصمود والتصدي تحاول معارضتها، وهناك صراع بين الجبارين أميركا والاتحاد السوفياتي.
أضاف اليحفوفي: فما سر هذه الحادثة في هذا الوقت؟. فالمخطط هو مخطط استعماري لأن الصراع في منطقة الشرق الأوسط يدور حول الحلول الاستسلامية، وإن اختطاف الإمام الصدر وجد في هذا الظرف لإلهاء الشعب وإثارة النعرات الطائفية مما يؤدي إلى شحن النفوس، والكراهية فوراً ستنصب بشكل لا شعوري على الدولة المضيفة. إن غاية الاستعمار شحن النفوس ضد الدولة المضيفة لوضع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، وحرق النظام في الجماهير العربية الليبية وتوريطه في القضية، خاصة وأن الدول العربية تتألف من الطائفتين الشيعية والسنية بل أن تكون الصفوف مرصوصة لمواجهة الحلول الاستسلامية.
وقال اليحفوفي: منذ بروز حادثة اخفاء سماحة الإمام – وصحبه- وكامب ديفيد بعيد عن اهتمام الناس، وأصبحنا بعيدين عما يدور في "خيمة داود" بسبب قضية الإمام. وأضاف: لماذا اختيرت الجماهيرية الليبية بالذات لتكون النقطة لاخفاء الإمام وصحبه، ونستبعد بأن تكون الجماهيرية الليبية وراء ذلك، لأن في إمكانها لو أرادت هذا الأمر، أن تسخر فئة من الفئات لاغتيال سماحته – لا سمح الله – في بيروت... وتكون بذلك بريئة من هذا الأمر.
وتابع قائلاً: إن المؤامرة تستهدف في البدء الجماهيرية العربية الليبية بالذات لإشعال النفوس طائفياً وشحنها ضد السنة، وإذا بالفتنة والاقتتال الطائفي يعم الدول العربية بأسرها. فإن الجماهيرية معنية أكثر من غيرها في الكشف عن المؤامرة. وليبيا تسعى الآن لأن تكون دولة إسلامية، لأن قانونها القرآن، ويجب استبسال النظام الليبي لمعرفة مصير ضيفها الكبير. وإن الإشاعات تطلق هنا وهناك لتلهي العرب عن قضيتهم الأساسية وتناسي المؤامرات التي تحدق بهم، وعلى رأسها كامب ديفيد، ولا سبيل إلى تصديق الإشاعات التي تشغل الرأي العام وتتسابق بعض الجهات لإرسال الإمام سراً إلى العراق أو إيران.
وأضاف المفتي اليحفوفي: وإذا لم تسفر الاتصالات عن نتيجة إيجابية فإننا سنتحرك بشكل مدروس، ونعمل على منع الاقتتال والفتنة الطائفية. وأن جميع المسلمين يهتمون اليوم بمصير الإمام لأنه يمثل كيان الأمة العربية والإسلامية.
(الجمعة 15/9/1978) مدن وقرى الجنوب تؤيد الدعوة:
عاشت مدن وقرى الجنوب أمس أجواء الدعوة إلى الإضراب، وعقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن لقاء رؤساء بلديات ومخاتير ووجهاء المنطقة اجتماعها الدوري في صيدا في نادي خريجي المقاصد الإسلامية.
وجاء في بيان صدر عن المجتمعين أن قضية اخفاء الإمام وصحبه استحوذت على الاهتمام. الأمر الذي يقلق جميع اللبنانيين. وقد توصلت لجنة المتابعة بعد المداولة في الموضوع إلى المقررات الآتية:
1 – تأييد الدعوة إلى الإضراب الموجه من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودار الإفتاء وشيخ عقل الطائفة الدرزية.
2 – مطالبة جميع المسؤولين اللبنانيين والعرب إلى الاهتمام بملاحقة القضية لكشف مكان وجود سماحة الإمام الصدر وجلاء ظروف هذا الاخفاء.
3 – الطلب إلى الجنوبيين أن يتصرفوا وفق ما عرفوا به من وعي وحزم وأن نقطع الطريق على كل الإشاعات لمغرضة التي يطلقها المصطادون بالماء العكر.
وقامت أمس وفود من قرى: ياطر، صريفا، ودير قانون – رأس العين، ودير قانون النهر، بالتجمع في نادي الإمام الصادق في صور للتعبير عن قلقها، كما وصلت جموع كبيرة من القرى واجتمعت في مكتب مدير النادي.
هذا وقد وزع البيان الآتي:
يا أبناء محمد وعلي ويا أحفاد الحسين، يا جماهير جبل عامل ويا كل الشرفاء والأحرار في جنوبنا الصامد، يا من أنتم على رغم كل السهام التي تصوب إلى صدوركم متمسكون بحقكم، وبقيمكم، وبوفائكم للمخلصين من رجالكم. أنتم على موعد للتعبير عن الوفاء لقائدكم سماحة الإمام الصدر، الذي اختفى بصورة غامضة. وذلك بمسيرة سلمية في مدينة صور والتجمع أمام نادي الإمام الصادق.
(الجمعة 15/9/1978) حزب النجادة يؤيد الإضراب ويدعو السلطة لكشف ملابسات اخفاء الصدر وبدرالدين ويعقوب:
اجتمع المكتب السياسي لحزب النجادة في جلسة استثنائية برئاسة السيد عدنان الحكيم، وعرض الأوضاع الراهنة، وبخاصة ملابسات اخفاء الإمام وصحبه، وموضوع التجديد لقوات الردع العربية التي هي قضية الساعة.
وبعد الاجتماع طالب حزب النجادة بضرورة جلاء قضية اخفاء الصدر وبدرالدين ويعقوب بالسرعة القصوى وقد أعرب عن قلقه لهذا الحادث ودعا الحزب المسؤولين لمتابعة المساعي لكشف ملابسات الحادث وأعلن تأييده للإضراب.
(السبت 16/9/1978) رئيس الحكومة يواصل اهتمامه بقضية فقدان الاتصال بالإمام الصدر وصحبه:
أجرى الرئيس الحص اتصالاً مع الدكتور عمر مسيكه رئيس البعثة الرسمية اللبنانية في روما، وقد اطلع رئيس الحكومة من الدكتور مسيكة على ما توفر لدى البعثة من معلومات ومعطيات بشأن موضوع فقدان الاتصال مع الإمام الصدر وصحبه، وعلقت الأوساط الرسمية والسياسية والنيابية أهمية بالغة على ما توفر للبعثة الرسمية من معطيات ونتائج.
بيان لحزب النجادة – الحركة التصحيحية حول قضية اخفاء الإمام وصحبه:
أذاع حزب النجادة – الحركة التصحيحية بياناً طالب فيه الدولة بمضاعفة جهودها ومساعيها من أجل كشف الغموض الذي يحيط بقضية الإمام الصدر وصحبه.
وأشار البيان إلى المكانة التي يحتلها الإمام الصدر على الصعيدين اللبناني والدولي الأمر الذي يفترض قيام تحركات بمستوى هذه المكانة بهدف جلاء الغموض الذي يحيط بالقضية.
(السبت 16/9/1978) وفد المجلس الاستشاري:
استقبل رئيس الحكومة اللجنة المنبثقة عن المجلس الاستشاري لدار الفتوى التي ضمت رئيسها السيد عبد الله المشنوق والأمين العام السفير محمود الحافظ والسادة حسين قوتلي مدير عام شئون الإفتاء وشريف سوبرة وفايز نصولي.
إثر المقابلة قال السفير الحافظ: كانت هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها وفد المجلس الاستشاري لدولة الرئيس. وقد توج هذا اللقاء شكر دولته والحكومة على المساعي التي بذلت وتبذل لجلاء قضية انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام الصدر والصحافي الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
(السبت 16/9/1978) النائب محمود عمار، ولفيف من علماء الطائفة
يداومون في مقر المجلس في الحازمية:
قال النائب محمود عمار أن مقر المجلس الشيعي الأعلى في الحازمية مفتوح لاستقبال الوفود والشخصيات التي تريد الاستفسار عن أخبار الإمام الصدر وصحبه واستنكار حادث غيابه.
وأضاف: إنني وعدد من زملائي النواب ولفيف من علماء الطائفة نداوم على الحضور إلى مقر المجلس في الحازمية لهذه الغاية.
(السبت 16/9/1978) النبطية تناشد العرب للتحرك لكشف مصير الإمام الصدر وصحبه:
كما وزع أهالي النبطية بياناً إلى وكالات الأنباء وهذا نصه:
إن النبطية الجريحة، رغم ما تتعرض له من قصف يومي يستهدف حياة أبنائها وممتلكاتهم، ورغم النزف المستمر الذي هو طعنة في خاصرة الجنوب والوطن، قد آلمها وزاد في كربتها، موضوع انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصحبه الأستاذ عباس بدر الدين ولدها البار والشيخ محمد يعقوب.
إن النبطية كما يهمها سماحة الإمام السيد موسى الصدر وما يمثله على الصعيد الوطني والإسلامي، قد آلمها أيضاً اخفاء أحد خيرة أبنائها الأستاذ عباس بدر الدين الذي عرفته في طليعة المناضلين من أجل لبنان، لبنان السلام والمستقبل الهادىء المطمئن.
ولقد رفعت النبطية إلى المسؤولين برقيات عدة أصرت خلالها على ضرورة السعي المتواصل والدائم من أجل الوقوف على حقيقة الإمام الصدر وولدها عباس بدر الدين والشيخ يعقوب.
وهي اليوم تتوجه إلى العرب جميعاً، وإلى الجهة المسؤولة عن القضية أياً كانت، وإلى كل الحريصين على وحدة لبنان والقضية العربية، من القلب الذي لا زال ينزف منذ أن بدأت المأساة في هذا الوطن، وخاصة في جنوبه العزيز، تناشد من الجرح كل النفوس الخيرة لجلاء الحقيقة وكشف ملابسات القضية بأسرع وقت ممكن. وهي تمد يد العون إلى كل الأيادي التي ما زالت تعمل في هذا المجال رغبة منها في المشاركة الفعلية من واقع حرصها على مصير الإمام الصدر والشيخ يعقوب، ومن واقع مسؤوليتها عن ولدها عباس بدر الدين.
برقيات من لبايا:
كما وجه أهالي بلدة لبايا في البقاع الغربي برقية إلى كل من رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والوزراء والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ناشدوا فيها المسؤولين كشف ملابسات اخفاء سماحة الإمام وصحبه.
وفيما يلي نص البرقية:
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية – دولة رئيس مجلس النواب اللبناني – دولة رئيس الحكومة اللبنانية – المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
نحن أهالي لبايا – البقاع الغربي – شيوخاً وشباباً وأطفالاً نستنكر أشد الاستنكار ما حدث للإمام الصدر ومرافقيه عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب ونطالب المسؤولين بكشف ملابسات الحادث الذي تعرضوا له وملاحقة القضية ونحن نضع جميع إمكاناتنا بتصرف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
(السبت 16/9/1978) الاتحاد الوطني للفلاحين قلق لغياب الصدر:
النبطية – أعرب المؤتمر التنفيذي للاتحاد الوطني للفلاحين اللبنانيين عن قلقه البالغ على مصير الإمام موسى الصدر ومرافقيه.
الأفواج العربية:
قام وفد من الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي العربي – الأفواج العربية – قوامه غازي شعبان ونبيل بتروني وأعضاء مجلس القيادة، بزيارة مدينة الزهراء حيث اجتمعوا إلى الشيخ شمس الدين وبعض العلماء، وأعلن الوفد تضامنه مع المجلس الشيعي الأعلى في كافة الخطوات التي يتخذها لخنق الفتنة وتفويت الفرصة على المتآمرين ومثيري النعرات الطائفية. وقد كلفت لجنة من مجلس القيادة متابعة تنسيق العمل مع المجلس الشيعي واتخاذ الإجراءات التقليدية اللازمة والتصدي للقوى المضادة.
الصعيد الديني:
على الصعيد الديني، بينما تحولت مدينة الزهراء في خلدة منذ الصباح، إلى محجة للوفود، غصت قاعاتها بأعضاء المجلس: الشيخ شمس الدين، الشيخ محمود فرحات، الشيخ عبد الأمير قبلان، ونواب الطائفة: الرئيس عادل عسيران، عبد اللطيف الزين، محمد يوسف بيضون، محمود عمار، حسين الحسيني، حسين منصور، وعدد كبير من الشخصيات التي شاركت في استقبال الوفود.
(السبت 16/9/1978) آل جعفر الهرمل يبرقون إلى الرؤساء سركيس والأسعد والحص:
عشيرة آل جعفر تعلن الأسف العميق على عملية اخفاء سماحة الإمام موسى الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب وتستنكر أشد الاستنكار هذه الجريمة النكراء التي دبرت لسماحة الإمام. وتطلب من الدولة مقاطعة من دبر وشارك في هذه المؤامرة بفقدان أبرز شخصية دينية.
(الأحد 17/9/1978) بيان لاتحاد قوى الشعب العامل فرع الساحل الجنوبي:
أذاع فرع الساحل الجنوبي في "اتحاد قوى الشعب العامل" بياناً حول اخفاء الصدر وبدرالدين ويعقوب أكد فيه على الآتي:
1 – إننا نعتبر أن اخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب عملية موجهة ضد وحدة شعبنا بغية إحداث مزيد من الانشطارات والتمزقات بين أبنائه وهي تستهدف أولاً تمزيق وحدة الصف الإسلامي والوطني.
2 – إننا نطالب الدولة اللبنانية وجميع الأقطار العربية ببذل أقصى الجهود لكشف ملابسات حادثة الاخفاء، كما أننا نطالب الدولة بالكشف عن حقيقة التحقيقات التي أجرتها اللجان الأمنية المختصة وعدم ترك المواطنين لشتى الأقاويل والإشاعات والاستنتاجات.
3 – إننا مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه جميع المحاولات التي تبذلها القوى العميلة لإسرائيل والصهيونية بهدف إثارة النعرات الطائفية والعصبية الطبقية. وإذا كان الإضراب العام السلمي الذي شهدته المناطق الإسلامية والوطنية يوم الجمعة الماضي قد شكل رداً حاسماً على دعاة الفرقة وأبرز وحدة الموقف الإسلامي والوطني تجاه حادثة اخفاء الإمام وصحبه، فإن القوى التوحيدية والإسلامية الوطنية مطالبة بتعزيز هذا الموقف الموحد وتصليبه للتصدي لكل المحاولات التي قد تبذلها القوى السوداء من جديد".
(الأحد 17/9/1978) الاتحاد الاشتراكي العربي:
وزار المجلس الشيعي وفد من "الاتحاد الاشتراكي العربي" ضم السادة: حسن صبرا وأكرم فوعاني ومحمد شحادة، وأعرب عن قلقه لانقطاع الاتصال مع الإمام. وصدر عن الاتحاد بيان استنكر الحادث ودعا "إلى كشف الجوانب الغامضة والحذر من استغلال الأعداء، خصوصاً أن الإمام الصدر يتمتع بموقعين ديني وسياسي لهما شأنهما المهم لدى الجماهير الوطنية".
متابعة المساعي:
وانصرف أمس أركان المجلس الشيعي إلى متابعة الاتصالات، فزار ممثلون عنه عدداً من الشخصيات السياسية والدينية وأطلعوهم على آخر المعلومات المتوافرة وعلى الخطوات المقبلة.
عن "المرابطون":
وزار وفد من المجلس ضم النائب حسين الحسيني والمحامي أحمد قبيسي وأعضاء آخرين مقر "حركة الناصريين المستقلين – المرابطون" والتقوا رئيس مجلس القيادة السيد إبراهيم قليلات والسادة الدكتور مازن طه وسمير صبح وأحمد الحلبي ورضوان سعادة.
وبعد اجتماع أدلى النائب الحسيني بتصريح قال فيه:
"عندما نواجه قضية كقضية فقدان الاتصال بسماحة الإمام موسى الصدر، وندرك ما يخبىء لنا افتعال هذا الفقدان، لا بد من إظهار الموقف الطبيعي والحقيقي الذي هو ليس وحدة الصف بل الصف الواحد.
من هنا كانت مبادرة حركة الناصرين إلى اعتبار هذه المسألة مسألة كيانية مثلما تهم أي فريق آخر من الصف الواحد، وقد لمسنا كل التجاوب لا بل إن حركة الناصريين المستقلين سباقة وفي بعض الخطوات تكاد تسبقنا.
آملين أن تكون هذه المواقف دافعة للذين يخططون كي يفهموا أن ما يخبئونه لن يصلوا إليه إطلاقاً، خصوصاً أن الفترة الطويلة التي مرت على شعبنا من الكفاح والتضحية جعلته على درجة من الوعي لا يستطيع بعدها أي مخطط أو متآمر أن ينال منا. وغياب الإمام موسى الصدر المؤقت سوف يجعلنا أكثر إصراراَ على المضي في خط الإمام موسى الصدر".
وعن المعلومات التي عاد بها المبعوث اللبناني الدكتور عمر مسيكة، قال: "لم نكن نتوقع أن يأتي الدكتور مسيكة بأكثر من الجواب الذي سمعناه منذ 11 أيلول، خصوصاً أن لبنان المثخن بالجروح لا يملك الآن أكثر من الاتصال العادي تمهيداً للموقف الذي بالتأكيد يملكه الحكم اللبناني وسوف يتخذه في الوقت المناسب حسب معلوماتنا".
وسئل هل هو متفائل، فأجاب: "لا شك في أننا دائماً في موقع تفاؤل المؤمن، وإيماننا بالله وبالقيم لا شك يجعلنا في خطنا الأصيل ومرتبطين بتراثنا الذي لا يمكن التفريط فيه".
وأكد أن مرحلة جمع المعلومات ومرحلة الاتصالات تسير جنباً إلى جنب.
أما السيد قليلات فأدلى بالآتي: "كان الاجتماع للوقوف على مجمل ما توصلت إليه لجان المتابعة والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حول قضية استمرار غياب سماحة الإمام، وقد نقل إلينا بعض المعلومات المتوافرة في شكل شخصي إضافة إلى المعلومات التي توافرت عبر السلطة الرسمية والوسائط التي توجهت إلى الخارج من أجلها.
لقد اتصل بنا في أثناء الاجتماع رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ووضعنا في جو نتائج زيارة الدكتور مسيكة لإيطاليا والجماهيرية. وعلى ما يبدو أن الأجواء التي يحملها الدكتور مسيكة لا تتجه نحو الإيجابية لكشف غموض استمرار هذا الغياب".
وأشار قليلات إلى أن وفد المجلس الشيعي بحث في الأفكار والخطط "لمواجهة هذه الحال التي تشكل خطراً على الساحة الوطنية والإسلامية" وقال: "إننا نعتقد أنه لا بد أن يكون هنالك نهوض في متابعة هذه القضية في مستوى يحسم استمرار التشاؤم، وخطط النهوض هذه خاضعة لحال تقريرية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ونحن كحركة ومن موقعنا الواحد الديني والوطني نتحمل مسؤولياتنا كاملة".
الفصل الحادي عشر
(الأحد 17/9/1978) بيان لرؤساء الطوائف الإسلامية:
دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا، في بيان مشترك أصدروه مساء أمس، المسلمين في لبنان إلى الاعتصام في مساجد البلاد ابتداء من صلاة ظهر الثلاثاء وحتى صلاة المغرب "تعبيراً عن احتجاجهم على أبناء الطوائف الأخرى "أن يشاركوا في إظهار مشاعرهم واستنكارهم في أماكن عبادتهم".
وفي ما يأتي نص البيان: "بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة المواطنون المؤمنون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يزال قطع الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الأستاذ عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب، مستمراً من دون أن تؤدي الجهود المبذولة من أكثر من جهة عربية وإسلامية إلى نتيجة حاسمة في شأن عودتهم سالمين إلى لبنان. وقد كان الإضراب الاحتجاجي السلمي الذي نفذ يوم الجمعة الواقع فيه 13 شوال 1398 الموافق 15 أيلول 1978 هو الخطوة الأولى المقرر اتخاذها في لبنان، كما أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في تقويمه للإضراب.
واليوم أجمعت كلمة المسلمين في لبنان على أن تكون الخطوة الثانية في هذا السبيل، الدعوة إلى الاعتصام في المساجد في كل أنحاء الجمهورية اللنبانية، وذلك يوم الثلاثاء الواقع فيه 17 شوال 1398 الموافق 19 أيلول 1978، ابتداء من صلاة الظهر حتى صلاة المغرب حيث يعبر المسلمون المعتصمون عن احتجاجهم واستنكارهم لاستمرار قطع الاتصال مع سماحة الإمام ومرافقيه ويؤدون خلال اعتصامهم الصلوات والأدعية والابتهالات إلى الله سبحانه وتعالى ليبارك جهود جميع المخلصين الساعين إلى جلاء الموقف بما يؤدي إلى عودة سماحة الإمام الصدر ومرافقيه سالمين.
ويتمنى المسلمون على المواطنين من أبناء الطوائف الأخرى أن يشاركوا بإظهار مشاعرهم واستنكارهم في أماكن عبادتهم كما يهيبون بجميع المواطنين أن يعوا ضرورة الحفاظ على وحدة وطنهم لبنان والتنبه إلى المؤامرات والفتن التي تحاك ضد سلامته وسلامة أبنائه.
بيروت في 15 شوال 1398 الموافق 17 أيلول 1978.
دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية
مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
نائب الرئيس الشيخ محمد مهدي شمس الدين
مشيخة عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا".
(الاثنين 18/9/1978) الرئيسان الأسعد والحص يتابعان القضية:
اجتمع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ كامل الأسعد في مجلس النواب بدولة رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وجرى في الاجتماع بحث قضية الإمام الصدر.
كما تطرق الرئيسان الأسعد والحص إلى الأوضاع العامة في البلاد.
وبعد الاجتماع قال الرئيس الحص: أطلعت دولة الرئيس الأسعد على ما توفر لنا من معلومات حول قضية انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام الصدر وصحبه. وكانت مناسبة أيضاً لإجراء تقييم عام للأوضاع الراهنة.
هذا وكان قد استقبل دولة الرئيس الأسعد الدكتور عمر مسيكة الذي عاد من مهمته التي قام بشأن قضية الإمام الصدر. وقال الدكتور مسيكة أعطيت دولة الرئيس الأسعد صورة عن المعلومات بالنسبة لسماحة الإمام موسى الصدر وصحبه.
(الاثنين 18/9/1978) برقية من المرجع الأعلى للطائفة الشيعية إلى الرئيس الأسعد:
تلقى الرئيس كامل الأسعد برقية من المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم الإمام أبو القاسم الخوئي جاء فيها أن الأنباء الواصلة إلينا حول العلامة السيد موسى الصدر تدعو إلى القلق، المأمول مزيد من الاهتمام وفقكم الله تعالى لما فيه الخير والصلاح.
آية الله العظمى
أبا القاسم الخوئي
(الاثنين 18/9/1978) ارسلان: لبنان في أمس الحاجة إلى الإمام الصدر وأمثاله
من رجال الإنسانية والوطنية:
أعرب الأمير مجيد إرسلان عن بالغ قلقه وتأثره لانقطاع الاتصال بالإمام الصدر وصحبه متمنياً عودته إلى لبنان سليماً معافى ليتابع نضاله وجهوده في سبيل عزة ورفعة أبناء الطائفة الشيعية الكريمة بصورة خاصة وللمساهمة في الجهود المبذولة لإنقاذ البلد من محنته ومأساته.
وقال: إننا من خلال علاقات الصداقة والجوار التي تربطنا بالإمام الصدر ومن خلال اتصالاتنا المستمرة وتعاوننا معه زادت محبتنا وتقديرنا له نظراً للمبادىء والقيم التي يؤمن بها ويعمل من أجلها وكلها تصب باتجاه وحدة اللبنانيين وانصهارهم على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم.
وتابع قائلاً: إننا نسجل للإمام الصدر تفانيه في سبيل خدمة أبناء طائفته والرفع من مستواهم من خلال المشاريع الاجتماعية والتربوية والصحية، التي نفذها في مناطقهم بالإضافة إلى جهوده الوطنية ومساعيه الخيرة من أجل وحدة اللبنانيين وتضامنهم.
أضاف: إن قلقنا على الإمام الصدر يزداد ساعة بعد ساعة. وإننا نضرع إليه تعالى كي يعيده إلينا سالماً لأن لبنان بأمس الحاجة له ولأمثاله من رجالات الإنسانية والوطنية. وإننا من منطلق الروابط الروحية التي تربطنا بأبناء الطائفة الشيعية الكريمة ومن منطلق الصداقة التي تربطنا بزعمائها وقياداتها وأبنائها وفي مقدمتهم الإمام الصدر نضع أنفسنا بالتصرف من أجل كشف ملابسات اختفائه إذ لا يمكننا أن نتصور أن يصاب الإمام لا سمح الله بأي أذى لأن ما يصيبه يصيب لبنان والعرب.
(الاثنين 18/9/1978) وفد المجلس الشيعي في دمشق لمقابلة الرئيس الأسد:
توجه قبل ظهر اليوم إلى دمشق وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برئاسى سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس وعضوية الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ محمود فرحات المدير العام للمجلس والنواب السادة: حسين الحسيني، محمد يوسف بيضون، عبد اللطيف الزين، أنور الصباح ومحمود عمار.
وسيقابل الوفد الرئيس حافظ الأسد لعرض قضية انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه، والجهود التي يمكن أن تبذلها سوريا بهذا الصدد.
(الاثنين 18/9/1978) بيان ليبي رسمي عن الإمام الصدر:
أكدت الجماهيرية الليبية اليوم أن الإمام موسى الصدر وصحبه عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب قد غادروا طرابلس متوجهين إلى روما في 31 آب الماضي.
ففي بيان رسمي أصدرته مساء اليوم وزارة الخارجية الليبية ونقلته وكالة الأنباء بالجماهيرية.. صرحت الجماهيرية بأنها تضع كل ثقلها مع القوى الإسلامية والتقدمية لمعرفة مصير الإمام وإنقاذ حياته وحياة مرافقيه.
وأضافت الوكالة إننا على اتصال دائم مع الحكومة الإيطالية بخصوص هذا الموضوع وإننا نولي هذه القضية أهمية كبيرة.
وأعلنت الجماهيرية الليبية في بيانها أن الشائعات التي ترددها بعض الدوائر المشبوهة والمخادعة تهدف إلى إحداث انفجار في لبنان آخر معاقل المقاومة الفلسطينية.
وفي معرض تأكيدها بأن الإمام موسى الصدر وصحبه قد غادروا فعلاً طرابلس قاصدين روما في 31 آب الماضي على طائرة تابعة لشركة "أليطاليا" بالرحة رقم 881، أشارت الجماهيرية إلى أن الإمام هو شخصية إسلامية هامة تربطها بالجماهيرية روابط متينة تتسم بالتقدير والاحترام.
وذكر البيان في معرض إشارته إلى ظروف زيارة الإمام الصدر للجماهيرية أن الزعيم الشيعي الذي قام بعدة زيارات سابقة للجماهيرية كان قد طلب بنفسه المجيء إلى طرابلس وحدد الخامس والعشرين من آب موعداً لوصوله إلى العاصمة الليبية.
وأضاف البيان أن الإمام طلب في آخر زيارته أن تحجز له أماكن على إحدى الطائرات بهدف الذهاب إلى روما ثم باريس. فغيرت سلطات المطار الحجز بالنسبة للمسافرين على الرحلة 881 التابعة لشريكة أليطاليا لكي يتاح للزعيم الشيعي السفر في مساء 31 آب الماضي.
وأوضح البيان أن الزعيم الديني ومرافقيه قد قم بوداعهم في المطار أحمد الحطاب من مكتب الاتصال العربي التابع للمؤتمر الشعبي الليبي، وكذلك بعض المندوبين عن سلطات المطار وشركة "أليطاليا".
(الاثنين 18/9/1978) الوافدون إلى مدينة الزهراء:
وصل إلى مدينة الزهراء وفد من كنيسة الطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا ضم القس سليم صهيوني والقس فؤاد بهنام وأعضاء العمدة السادة إميل أغابي وجبرائيل جيورووليم متري. وأدلى القس بهنام بتصريح قال فيه: "نشارك في القلق الذي خيم على الطائفة الشيعية ونصلي ونأمل في الحصول على أخبار جديدة، لأن الإمام عزيز على قلوبنا ونستنكر كل شيء يسيء إليه نظراً إلى ما نكنه له من احترام ومحبة. إن غيابه يؤثر كثيراً على البلاد، خصوصاً في الظرف الذي يمر فيه لبنان، لأن لبنان في حاجة إلى إنسان يوازي الإمام الصدر الذي كان يعمل على التهدئة. ونتمنى أن ينجلي الغموض في أسرع وقت ويعود الإمام الصدر الذي نكن له كل تقدير".
وزار "مدينة الزهراء" وزير الأشغال العامة المهندس أمين البزري، وقال: "بطبيعة الحال، إن الدار دارنا ونتمنى لها كل خير. ولا شك في أن اخفاء الإمام وصحبه جعلنا مضطربين ونسأل الله أن يمكننا من الحصول على معلومات مطمئنة بعد عودة الوفد الرسمي اليوم".
(الاثنين 18/9/1978) تصريح النائب زكي مزبودي في مدينة الزهراء:
زار المجلس الشيعي النائب زكي مزبودي الذي قال: "جئت لأستوضح آخر ما توصل إليه إخواني أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من أخبار سماحة الإمام الصدر الذي أقلقنا لغز اختفائه. ومجيئنا هو للتأكيد على وقوفنا إلى جانب إخواننا في المجلس الشيعي في هذه الفترة العصيبة، مناشدين إخواننا العرب وكل من يتحسس القيم الإنسانية أن يعمل جاهداً في سبيل كشف ذلك اللغز توصلاً إلى عودة الإمام سالماً إلى بلده وإخوانه ومحبيه، مستهجنين في المناسبة هذا الأسلوب اللاإنساني مذكرين شخصيات العالم بأن كلاً منهم عرضة لحدث مماثل إن لم يعمل على إدانة هذه الطريقة اللاأخلاقية صوناً للحرية في هذا العصر الذي باتت فيه القيم مدنسة من قبل الأشرار في هذا العالم".
مسيحيو بعلبك يبلغون المفتي قلقهم لاخفاء الصدر وبدرالدين ويعقوب وتضامنهم:
زار أمس وفد يمثل الطوائف المسيحية في بعلبك نادي الإمام الحسين في بعلبك معرباً عن تضامن أبناء هذه الطوائف مع إخوانهم الشيعة في قضية اخفاء الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الاستاذ السيد عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
واجتمع الوفد الذي كان على رأسه نائب راعي أبرشية الروم الكاثوليك في الفرزل الأب تيودور سلامة ووكيل الأبرشية المارونية الأب فرنسيس ثمينه بمفتي بعلبك الشيخ سليمان اليحفوفي.
وبعد الاجتماع قال الأب ثمينة: "لقد تأثرنا كثيراً بسبب اخفاء الإمام وصحبه لأنه شخصية كبيرة تمثل كل الطوائف وليس طائفة واحدة، ونحن ننتظر بقلق معرفة مصير هذه الشخصية الكبيرة وملابسات اختفائها. ولقد عبرنا لسماحة المفتي عن استنكارنا كممثلين لمسيحيي بعلبك ووضعنا في تصرفه كل إمكاناتنا".
(الثلاثاء 19/9/1978) النواب السابقون يبحثون قضية الصدر:
عقدت "رابطة النواب السابقين" اجتماعاً في فندق الكارلتون خصص لدراسة ومناقشة موضوع انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام السيد موسى الصر رئيس المجلس الشيعي الأعلى والأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب، وشكلت وفداً قوامه السادة: شارل سعد، محمد الفضل، عبد المجيد الزين، نصار غلمية، ندرة عيسى الخوري وعلي ماضي، للقيام بزيارة المجلس الشيعي لعرض القضية مع أركان المجلس ثم ينتقل الوفد بعد ذلك إلى مجلس النواب لمقابلة الرئيس كامل الأسعد للغاية ذاتها.
(الثلاثاء 19/9/1978) رئيس الحكومة يبحث قضية الإمام مع مسيكة
ويتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس تقي الدين الصلح:
تابع رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، موضوع فقدان الاتصال مع الإمام موسى الصدر والسيد عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب من مكتبه بالسراي، فعقد صباح اليوم اجتماعاً مع الدكتور عمر مسيكة رئيس البعثة اللبنانية وتشاور معه في بعض القضايا المتصلة بموضوع الإمام في ضوء المعلومات التي توفرت للدكتور مسيكة إثر زيارته لليبيا وإيطاليا.
وتلقى الرئيس الحص، اتصالاً هاتفياً من الرئيس تقي الدين الصلح، الذي استوضحه عن آخر التطورات المتعلقة بموضوع الإمام الصدر وصحبه واتفق ورئيس الحكومة على عقد اجتماع بينهما في الدوحة.
(الثلاثاء 19/9/1978) اجتماع للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مدينة الزهراء:
عقد اليوم اجتماع في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مدينة الزهراء في خلدة عرضت خلاله حصيلة زيارة وفد المجلس أمس إلى دمشق والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين وخاصة مع الرئيس حافظ الأسد.
كما جرى تبادل وجهات النظر بشأن ما جد من معطيات ومعلومات حول قضية فقدان الاتصال بسماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
الاعتصام في المساجد:
وفي هذا الإطار، تم اعتصام في مساجد العاصمة والمناطق بدءاً من صلاة الظهر تنفيذاً للدعوة التي وجهها سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد وسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الشيعي وسماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا تعبيراً عن الاحتجاج والاستنكار لاستمرار الغموض الذي يحيط بمصير الإمام الصدر وصحبه.
كذلك، استمر، تقاطر الوفود إلى قصر المجلس الشيعي لمتابعة آخر المعلومات عن هذه القضية.
(الأربعاء 20/9/1978) دعوة للأسعد والتجمع الوطني النيابي لحضور جلسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
وجه الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وأثناء انعقاد جلسة التجمع الوطني النيابي، دعوة إلى الرئيس كامل الأسعد وأعضاء التجمع لحضور الجلسة المشتركة للهيئتين التشريعية والتنفيذية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى التي ستعقد في مدينة الزهراء بخلدة عند الساعة الخامسة من بعد الظهر.
وجاء في الدعوة أنه في حال عدم اكتمال النصاب فإن الجلسة ستعقد بمن حضر عند الساعة السادسة. والجلسة مخصصة بطبيعة الحال لعرض ومناقشة قضية انقطاع الاتصال بسماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس ومرافقيه الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
(الأربعاء 20/9/1978) حرب وباخوس في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
زار النائبان بطرس حرب وأوغست باخوس مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حيث أعربا عن استنكارهما وقلقهما الشديدين لاستمرار انقطاع الاتصال بسماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
وقد أشادا بالمزايا والمثل التي يمثلها سماحة الإمام الصدر وتمنيا عودته سالماً إلى وطنه نظراً للمكانة الرفيعة والقيم الإنسانية والوطنية والدور الذي يمكن أن يقوم به لخدمة لبنان وبخاصة في هذه المرحلة.
(الأربعاء 20/9/1978) برقية من أمير دولة البحرين للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
تلقى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين البرقية التالي نصها:
سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين.
إشارة إلى برقيتكم حول غموض مسيرة سماحة الإمام موسى الصدر. لقد كنا نرعى القضية باهتمامنا الخاص منذ الفترة الأولى من اختفائه حسبما أذيع من بيانات. وإننا نشارككم الحرص على تدارك القضية وبذل كافة المساعي لضمان سلامة سماحة الإمام والوفد المرافق له. وكل أملنا ان تسفر هذه المساعي التي يتعاون معنا فيها جميع الدول المحبة فيعود سماحته سالماً إلى لبنان.
برقية من سماحة المرجع آية الله السيد الكلبيكاني:
كما تلقى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برقية من سماحة المرجع آية الله السيد الكلبيكاني البرقية التالي نصها:
نتابع ببالغ القلق قضية الحجة الأكبر سماحة الإمام الصدر. وقد حملنا الدول الإسلامية مسؤولياتها ونتوجه بندائنا اليوم إلى القادة في مؤتمر التصدي والصمود في دمشق.
(الخميس 21/9/1978) مسيرة سيارة انطلقت من خلدة والسلطات السورية سمحت لها بالدخول إلى دمشق:
تلبية لدعوة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى انطلقت مسيرة سيارة ضخمة من العاصمة والمناطق اللبنانية الأخرى، من أمام مقر المجلس في مدينة الزهراء بخلدة، إلى الحدود السورية.
وتأتي هذه المسيرة ضمن خطة التحرك التي وضعها المجلس الشيعي الأعلى لجلاء الغموض المحيط بقضية انقطاع الاتصال مع سماحة الإمام موسى الصدر وصحبه الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب.
وقد التقت المسيرة بوفود البقاع في شتورا وعنجر ثم تابعت سيرها إلى الحدود اللبنانية – السورية في المصنع.
وكان من المقرر أن تتوقف المسيرة عند الحدود اللبنانية – السورية، إلا أن إصرار الجماهير المشاركة في المسيرة على الدخول إلى سوريا حدا بالمسؤولين السوريين إلى السماح للمسيرة بالدخول إلى دمشق. وفعلاً توجهت المسيرة من الحدود إلى العاصمة السورية حيث توقفت هناك أمام فندق "شيراتون" مقر اجتماع رؤساء الدول المشاركة في مؤتمر الصمود والتصدي.
________________________________
قضيتا الحريري والصدر وصحبه إلى القضاء الدولي أكبر برهان لوحدة اللبنانيين
وكالة اخبار لبنان
17 7 2009
(ا.ل) علمت وكالة "أخبار لبنان" من مصادر سياسية وقضائية مطلعة أن قضية إخفاء أو سجن فضيلة سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه: الزميل الأستاذ السيد عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب ستطرح في أولويات البيان الوزاري وسيكون لها وقعها لتثار بنفس الزخم الذي سيعتمد في قضية استشهاد الرئيس الحريري.
ونذكر ههنا أن الإمام الصدر كان صلة الوصل أو الجسر فيما بين إيران والعالم العربي وبين السنة والشيعة.
ومما لا شك فيه أن البيان الوزاري سوف يدرج بنوداً صريحة عن العملاقين اللبنانيين ومن معهم. وهذا ليس ما نحتاجه وإنما السعي في اتجاه تفعيل قضائي عالمي للقضيتين والالتزام الحكومي الوطني بصدارتها المطلقة بناءاً على القواعد المتقدمة التي وفّرها المسار القانوني في كلّ منها.
وبالنسبة لقضية الامام وصحبه فإن نتيجة القرار الاتهامي الجريء الذي أصدره ختاماً وفعليا لتحقيق القاضي العدلي سميح الحاج المبدئي و الثابت على رايه وموقفه لما يكتنزه من جرأة لخوض هذه القضية الشائكة خاصة لمن يتابعها والمرهقة ،وبعد تتالي المدعيان العامان عدنان عضوم وسعيد ميرزا ، والتي أدّت إلى الأمر بتوقيف القذافي وغيره من المتهمين وكل من يثبته التحقيق متواطئا او مشاركا او محرضا في خطف الإمام وصحبه.
وعلى هذا المرتكز القانوني القوي أن تترجمه الحكومة اللبنانية، التي يترأسها (بإذن الله سعد رفيق الحريري) الذي يعرف تماماً ما هو معنى الظلم. وبالعودة إلى اهتمام رئيس مجلس النواب الدائم والمستمر الأستاذ نبيه بري وسماحة السيد حسن نصر الله دون ان ننسى محبة الشيخ عبد الامير قبلان،اثمرت إلى وسيلة تلقي الحاكم الليبي في خانة الهارب من العدالة الدولية أسوة بزميله في الجريمة ضد الإنسان وضيفه القريب الحاكم السوداني وهنا نشير الى أن ليبيا والسودان قد متحالفتان منذ زمن وهناك تنسيق تام بينهما لا بل أكثر هناك وحدة بينهما (ولو ضمنية اذا صح التعبير ).
وبالنسبة أيضاً لقضية الرئيس الشهيد الحريري وسلسلة الجرائم الطويلة على النمط الذي أعادنا إلى الحرب الأهلية منذ تشرين الأول 2004، فعلى المحكمة الخاصة أن توقظ من سباتها المميت منذ إخفاق سيرج برامرتز المهني واستمرار العمل بدون فعالية لخليفته المدعي الخاص الكندي. وهذا التفعيل مسؤولة عنه الحكومة اللبنانية.
فقط بهذا المرتكز القانوني الشّامل لقضيتي وحدتنا الوطنية يمكن للبنان أن يعيد توحيده قدماً.(انتهى)
بقلم زاهر ع. بدر الدين
ـــــــــــــــــــ
الركيزة القانونية للبيان الوزاري اللبناني:
قضيتا رفيق الحريري وموسى الصدر
النهار – الثلاثاء 14 تموز 2009
شبلي ملاط
لا معنى للدولة دون مرتكز قانوني، وكل دولة لها وضعها الخاص، لكن الثوابت القانونية هي التي تميز من تقدم منها، وهزالة الثوابت القانونية تفسير لماذا تأخر غيرها. فبحرمان الاستعمار دولة القانون في صميم بنيانها، أي في تقرير مصيرها دستورياً بأهلها وليس بحكامها الغربيين، تأخر الشرق عن الغرب، ليس تعليمياً أو ثقافياً كما أوحى به عام 1930 كتاب الأمير شكيب ارسلان الشهير، بل في مرتكزه القانوني.
إفراغ الكلمة من معناها، علّمنا سليم عبو في خطاباته الشهيرة أيام جاهليتنا خطر محدق على الحديث العام؛ ورطانة الكلمات "الخشبية" نبهنا جهاد الزين في مقالة قريبة إلى خطرها على الخطاب التأسيسي المرتقب لسعد الحريري. وعندي اليوم أن البرنامج الوزاري مهدد بجمع العلتين، فراغه من أي معنى، ورطانة كلمته الطنانة.
سبل مختلفة لاستعادة الكلمة معناها، أخص منها اثنين. السبيل الأول يتجلى في التمثيل النسائي في الحكومة. سوف يبقى لبناننا المترهل في أحسن الأحوال بعيداً عما تمليه طبيعة المجتمع، من تمثيل وزاري من المفترض أن يكون نصفه مكوناً عفواً من النساء. مثل هذا التمثيل الحكومي أهم وأرفع بكثير من التمثيل الطائفي أو السياسي. هذا في شكل الوزارة الديموقراطي. ولا أتوقف عنده سوى لتسطير بعد لبناننا عن المرتجى الحضاري المتنامي في العالم الدستوري المقارن.
أما في المضمون، فقد دأبت الحكومات اللبنانية في السنوات الماضية على إعلان برنامجها في بيان تفصيلي، ولا بأس بهذا العرف. لكن البيانات الوزارية تتوالى عموماً على إطناب وتفصيل وسطحية تشبه في رتابتها بيانات الجامعة العربية، ساردة عشرات النقاط التي تجيء معظمها نتيجة تبادل الوزراء وتداولهم في سياسية جوفاء تفرغ البيان من سلطنة إقناع للمواطن أو معيار جدي للعمل الحكومي، لا سيما أن التضخم العددي المواكب حكوماتنا يزداد عهداً بعد عهد في الهرطقة الدستورية بغالبيات وأقليات تمسخ المسؤولية الحكومية الجماعية ونظام الثقة الدستوري أمام البرلمان. فالسبيل الثاني لاستعادة الكلمة قوامها، ولاستعادة وزارة الوحدة أي معنى فعلي لهذه الوحدة، هذا السبيل محوره القانون.
كما في بحثي الأسبوع الفائت عن المرتكز القانوني الضروري لنجاح الثورة الخضراء في إيران، أرى لبنان يعيش منذ أربعة أعوام ثورة غير مكتملة بسبب تشويه معالم القانون الأساسية فيها. ولإعادة كلمة القانون قاضية وهي ممنوعة لما في المنطقة من طغيان على ساحة لبنان الوطنية، اختصر البيان الوزاري بضرورة إدراجه تحت منظومة قانونية واحدة عنوانها: تفعيل العدالة في مقتل الرئيس الحريري في بيروت عام 2005 وتغييب الإمام موسى الصدر في طرابلس الغرب عام 1978.
فكيف يمكن تحاشي الرطانة والفراغ في موضوع دولة القانون، والجزء الأهم فيها محاسبة من يرتكب جريمة تودي بحياة خصمه وحياة الأبرياء الآخرين حوله ويبقى إزاءها دون معاقبة؟
لست ممن يحصر المسؤولية الجزائية بصدارة الضحايا، أو البلد التي تقع فيه الواقعة الجزائية، أو الطريقة التي تنفذ بها الجريمة، أو جنسية المشتبه به. فشخص الضحية ليس قاضياً، وعائلة عابر السبيل الشاب شارل شيخاني، المغدور في الانفجار المعد للنائب أنطوان غانم، حقها في توقيف الجاني لا يختلف عن حق عائلتي المرحوم انطوان غانم ورئيس وزرائنا السابق. والبلد غير مهم، ومقاضاة مسؤولية إسرائيليين ضالعين في جريمة صبرا وشاتيلا ليست أقل شأناً من مسؤولين سوريين أو ليبيين مشتبه بهم قتل اللبنانيين. والطريقة التي تنفذ بها الجريمة ليست قاضية، فاختصار القتل على شخص أعزل يختلف في القانون الدولي عن الجريمة الجماعية، لكن مثل هذا الاختلاف مجرد إشارة إلى نقص في المنظومة القانونية العالمية. وجنسية الفاعل أو الضحية ليست مهمة، واللبنانيون أنفسهم يتحملون مسؤولية مباشرة في جرائم كثيرة ارتكبوها ضد مواطنيهم في البلد. والمجرمون الذين اغتالوا كمال جنبلاط وبشير الجميل والياس حبيقة لا يزالون حرين طليقين، والقائمة تطول.
ومع هذا الاستدراك كله، أركز على قضيتي رفيق الحريري وموسى الصدر، لأن البيان الوزاري بطبيعته سياسي، ولا شرخ في لبنان المهدد في حياته اليومية مثل الشرخ الواقع بين سنته وشيعته. ولا نقص أعمق في معاني ثورة الأرز والمحكمة الخاصة بلبنان التي نتجت منها مثل انتقائية المحكمة، والانتقائية هذه كانت محور نقد منظمة العفو الدولية لها في تقرير خاص صدر العام الماضي.
لا شك في أن البيان الوزاري سوف يدرج بنوداً صريحة عن العملاقين اللبنانيين المغيبين. هذا ليس ما نحتاج إليه. ما نحتاج إليه تفعيل قضائي عالمي للقضيتين، والالتزام الحكومي الوطني بصدارتهما المطلقة بناء على القواعد المتقدمة التي وفرها المسار القانوني في كل منهما.
ففي قضية الإمام الصدر، على القرار الاتهامي الشجاع الذي أصدره ختاماً لتحقيقه القاضي العدلي سميح الحاج، بعدما توالى المدعيان العامان عدنان عضوم وسعيد ميرزا في الأمر بتوقيف القذافي وغيره من المتهمين في خطف الإمام وصحبه، على هذا المرتكز القانوني القوي أن تترجمه الحكومة اللبنانية وسيلة تلقي الحاكم الليبي في خانة الهارب من العدالة الدولية أسوة بزميله في الجريمة ضد الإنسان وضيفه القريب الحاكم السوداني.
وفي قضية الرئيس الحريري وسلسلة الجرائم الطويلة على النمط الذي أعادنا إلى الحرب الأهلية منذ تشرين الأول 2004، على المحكمة الخاصة أن توقظ من سباتها المميت منذ إخفاق سيرج برامرتز المهني واستمرار العمل بدون فاعلية لخليفته المدعي الخاص الكندي. هذا التفعيل مسؤولة عنه الحكومة اللبنانية.
فقط بهذا المرتكز القانوني الشامل لقضيتي وحدتنا الوطنية يمكن للبنان أن يعيد توحيده قدماً.(انتهى)
____________________________________________________
مواقف سياسية في الذكرى الـ 31 لتغييب (اعتقال) الإمام وصحبه
حزب الله دعا لاستحضار تضحياته الجسيمة
وجهوده الجبارة للحفاظ على وحدة لبنان وهويته
وُذكّر بالمسؤولية الكاملة للنظام الليبي
______________________
سعد جدد المطالبة في هذه المناسبة، بإيلاء قضية إخفاء الإمام ما تستحق من اهتمام، ودعا السلطات اللبنانية إلى التحرك لهذه الغاية بمزيد من الجدية.
_______________________
معوض أكدت "وجوب أن يطلع اللبنانيون على فكر الإمام الذي وعى مبكراً ما ستؤول إليه الأوضاع وعمل على تلافيها
________________________
قبلان:لا يجوز السكوت عن المطالبة بكشف الحقيقة".
_____________________
الاعور دعا إلى ضرورة إحقاق الحق بالكشف سريعاً
عن مصير الإمام المغيب (المعتقل) وصحبه
________________________
ياسين:لم يكن للدولة اللبنانية الدور المطلوب والذي نرجوه بإعادة الاهتمام بهذه القضية من خلال إثارتها في المحافل الدولية
________________________
الحص:تغييب (اعتقال)الامام الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب خلال زيارته الى ليبيا هذه المدة من الزمنتستثير في النفوس تساؤلات ولواجع كثيرة
البيرق – الثلاثاء 1 أيلول 2009 العدد19844 – السنة 98
السفير – الثلاثاء 1 أيلول 2009 العدد 11384
وكالة اخبار لبنان في 31-8-2009
الوكالة الوطنية في 31-9-2009
وكالة أخبار لبنان: بتاريخ 2/أيلول/2009 (الحص)
(أ.ل)- صدرت أمس مواقف سياسية في الذكرى الـ 31 لتغييب (اعتقال) سماحة الإمام السيد موسى الصدر والزميل الأستاذ السيد عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب.
"حزب الله"
وأصدر حزب الله بياناً لمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لتغييب (اعتقال) سماحة الإمام السيد موسى الصدر والزميل الأستاذ السيد عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب جاء فيه:
"في مثل هذا اليوم "31 آب" من كل عام تتجدد ذكرى المأساة الوطنية الكبرى المتمثلة بتغييب واختطاف (اعتقال) إمام الوطن والمقاومة سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الزميل الأستاذ السيد عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب أعادهم الله تعالى جميعاً. ويتجدد الألم العميق والإحساس بالغضب والحزن في آن واحد لهذا الظلم الكبير الذي لحق بالإمام وصحبه من جهة وبوطنهم وشعبهم وعائلاتهم وقضاياهم العادلة من جهة أخرى. والمناسبة اليوم تدعونا إلى استذكار هذا الإمام القائد والمؤسس واستحضار تضحياته الجسيمة وجهوده الجبارة من أجل الحفاظ على وحدة لبنان وهويته وسلامة شعبه وعيشه المشترك الواحد ومن أجل وأد الفتن الداخلية بين اللبنانيين أنفسهم وبين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين ومن أجل الدفاع عن لبنان وجنوبه بشكل خاص في وجه العدوان الصهيوني المستمر ومن أجل القدس وفلسطين وشعب فلسطين. واستحضار دوره القيادي على مستوى الأمة ككل وعلى صعيد العالمين العربي والإسلامي وتعريف وتقديم هذا الإمام على صورته الرائعة والمشرقة لكل الأجيال الجديدة التي ولدت بعد خطف (اعتقال) الإمام الصدر وتغييبه".
أضاف البيان: وهذا اليوم مناسبة أيضاً لتذكير العالم بالمسؤولية الكاملة والمباشرة الملقاة على عاتق النظام في ليبيا عن هذه القضية ووجوب أن تعمل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل القوى الحية في هذه الأمة من أجل إجبار النظام الليبي على إطلاق سراح سماحة الإمام الصدر وصحبه وإعادتهم سالمين إلى وطنهم وشعبهم وعائلاتهم وساحات جهادهم. إننا في حزب الله وإلى جانب إخواننا في حركة أمل وكل الشرفاء في هذه الأمة نؤكد التزامنا العمل من أجل بقاء هذه القضية حية وحاضرة باعتبارها قضية وطنية وإسلامية وجهادية كبرى والسعي الدؤوب من أجل الوصول بها إلى الخاتمة الطيبة والمرجوة، مع تأكيدنا أن الخاطفين وإن احتجزوا الإمام إلا أن نهجه وخطه وطريقه وفكره وآماله وأهدافه استمرت بقوة وتحولت إلى شعب كامل ينجزها ويحققها الواحدة تلو الأخرى وباسم موسى الصدر وتحت رايته الخفاقة.
اسامة سعد
وأشار النائب السابق الدكتور أسامة سعد، في بيان أمس، بمناسبة الذكرى الـ 31 لتغييب (أعتقال) سماحة الإمام وصحبه، إلى أنه "في هذه الذكرى يتعمق شعورنا بفداحة الخسارة لهذا الغياب، فالإمام الصدر هو قائد لبناني فذ، تنبه في وقت مبكر إلى المخاطر التي تحدق بهذا الوطن، وبذل كل ما في وسعه لمواجهتها".
أضاف: لقد نبه الإمام إلى الخطر الصهيوني على لبنان ودعا إلى حمل السلاح لمقاومته، بعد أن لاحظ تقصير السلطة في الدفاع عن لبنان، وحذر من الفتنة الداخلية التي تؤدي إلى تدمير الوطن وإفقاده الحصانة الوطنية في مواجهة العدو، كما وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المحروم من وطنه وطالب بإنصاف الفئات الشعبية وابناء المناطق المحرومين في وطنهم لبنان.
وتابع: اليوم، في ظل تصاعد العدوانية الصهيونية تجاه الشعبين اللبناني والفلسطيني والعرب عامة وفي ظل تمادي النظام العربي الرسمي في نهج الاستسلام والتفريط والرهان المتجدد على أميركا، نحن بأمس الحاجة إلى التمسك بالخيار الذي دعا إليه الإمام، خيار المقاومة والكفاح المسلح. وفي هذا الوقت الذي تتهدد فيه الفتنة الطائفية والمذهبية لبنان وبلداناً عربية أخرى، ما أحوجنا إلى وعي الإمام وحكمته لدرء الفتن. وبعد أن تمادى النظام اللبناني في سياسة إفقار الشعب وتجويعه نستمد من الإمام روح الانتفاض ضد الظلم الاجتماعي.
وجدد المطالبة في هذه المناسبة، بإيلاء قضية إخفاء الإمام ما تستحق من اهتمام، ودعا السلطات اللبنانية إلى التحرك لهذه الغاية بمزيد من الجدية.
نائلة معوض
ودعت النائبة نايلة تويني إلى "العودة إلى المبادىء التي خطها الإمام في أولوية مشروع الدولة على ما عداه، وفي إعطاء كل محروم حقه، وفي تأمين التنمية المتوازنة للمناطق".
وأكدت "وجوب أن يطلع اللبنانيون على فكر الإمام الذي وعى مبكراً ما ستؤول إليه الأوضاع وعمل على تلافيها، لكن يد الغدر كانت أسرع منه ومن كل اللبنانيين الذين مضوا في المؤامرة التي دمرت وطنهم، وها هم اليوم يعودون إلى الانقسامات وإلى رعاية الفلتان بما يطيح بكل مقومات الدولة".
عبد الامير قبلان
من جهته، اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، "إن مؤامرة وقعت على لبنان في 31 آب بتغييب (اعتقال) الإمام وصحبه، هذه الشخصية المميزة النقية التي عملت وجاهدت واجتهدت من أجل الإنسان وكرامته وصدقيته، وعلينا أن نتوقف أمام هذا الحدث المفجع والخبيث الذي خلق في القلوب جروحاً لا يدملها إلا الكشف عن مصير الإمام وصحبه، لذلك نطالب بالعمل لكشف لغز تغييبهم (اعتقالهم)، لذلك نصرخ بوجه المفتري المسؤول عن تغيبهم (اعتقالهم)، ونطالب الساكتين عن هذه القضية الوطنية والإسلامية فلا يجوز السكوت عن المطالبة بكشف الحقيقة".
هشام الاعور
وأعلن أمين الإعلام في "تيار التوحيد" هشام الأعور في بيان أمس "أن الذكرى الـ 31 على تغييب (اعتقال) سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الأستاذ السيد عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب تمر ولبنان بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى طروحات الإمام المغيب (المعتقل) وفكره النابذ للفئوية والطائفية، الداعي إلى بناء وطن العدالة الاجتماعية والمساواة، وتحقيق إنسانية الإنسان ونصرة مطالب المحرومين والكادحين.
وقال: للمناسبة يجدد التيار وقوفه إلى جانب الإخوة والرفاق في حركة أمل وكل أحرار الأمة، ويدعو إلى ضرورة إحقاق الحق بالكشف سريعاً عن مصير الإمام المغيب (المعتقل) وصحبه، والتمسك بمبادئه حفاظاً على الوحدة الوطنية وتأكيداً على موقع المقاومة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية حيال قضايانا المحقة وأولها قضية فلسطين المركزية.
علي ياسين
وعقد رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين مؤتمراً صحافياً في مقر اللقاء في الحوزة العلمية الدينية بصور لمناسبة ذكرى تغييب (اعتقال) الإمام السيد موسى الصدر حضره عدد من رجال الدين عاهد فيه الإمام الصدر على الثبات على الخط الذي سار عليه في مواجهة الغدة السرطانية إسرائيل والإهمال والحرمان حتى لا يبقى محروم واحد وأن نحفظ المقاومة وسلاحها لأنها الخيار الوحيد في ردع العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا منطق القوة.
وقال الشيخ ياسين: لك أيها الإمام مجد لبنان لأنك إمام الوطن والمقاومة والكاهن المتعبد.
إن مجد لبنان لهذا الإمام المغيب الذي صمت العالم والمنظمات الدولية على جريمة تغييبه (اعتقاله) والذي لم يكن للدولة اللبنانية الدور المطلوب والذي نرجوه بإعادة الاهتمام بهذه القضية من خلال إثارتها في المحافل الدولية لحمل النظام الليبي على الكشف عن مصير سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الصحافي الأستاذ السيد عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب ومحاكمته أمام العالم.
ورأى أن من اختطف (اعتقل) الإمام الصدر ارتكب جريمة ضد الإنسانية عامة واللبنانيين خاصة وأن الإمام الصدر كان سداً منيعاً في وجه مخططات قوى الاستكبار العالمي وربيبتها إسرائيل من خلال جهده وجهاده المتواصل للقضاء على الخلافات الطائفية ومواجهة الإقطاع السياسي والفساد ودعوته الدائمة إلى إقامة لبنان القوي الموحد ليبقى وطناً نهائياً لكل أبنائه وطوائفه ليستطيع أن يواجه الخطر الإسرائيلي الذي يهدد كيان لبنان ووجوده.
وأكد أن الإمام الصدر رفع مقولة لبنان قوي بقوته وليس بضعفه وأن قوته تكون بتأسيس جيش قوي يسانده شعب صابر مجاهد موحد ومقاومة جاهزة على سلاحها تردع العدو.
الحص
(ا.ل)- ادلى الرئيس الدكتور سليم الحص باسم منبر الوحدة الوطنية بالتصريح الاتي:
حلت ذكرى الامام المغيب (المعتقل) السيد موسى الصدر، والذكرى يجب ان تحيي صورة الامام الصدر في وجدان المواطنين والمسؤولين كافة. فتغييب الامام خلال زيارته ليبيا هذه المدة الطويلة من الزمن تستثير في النفوس تساؤلات ولواجع كثيرة. عجباً كيف ان قضية الامام الصدر بقيت طي النسيان هذه المدة الطويلة من دون ان تتحرك جهات مسؤولة في الدولة اللبنانية للتحقق من مصيره وملاحقة الدولة الليبية لجلاء ملابسات القضية. ثم عجبا كيف ان الامام الذي شغل الساحة السياسية في لبنان ردحا من الزمن واستقطب ولاء كثير من المواطنين لم يطلق غيابه العجيب تحركات شعبية فاعلة تطالب بالتحقق من مصيره وملاحقة من يجب ملاحقته من الذين يتحملون مسؤولية تغييبه المنكر".(انتهى)
ـــــــــــــــــــــــــــ
Last Updated (Thursday, 10 March 2011 13:06)




