مطالبات - Page 12

Wednesday, 07 October 2009 10:03 | PostAuthorIconWritten by | PDF Print E-mail
Article Index
مطالبات
Page 2
Page 3
Page 4
Page 5
Page 6
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
Page 11
Page 12
Page 13
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
Page 18
Page 19
All Pages
Page 12 of 19

 

الفصل السادس

الرمز... الرجل... ومكانته السياسية والدينية

 اخفاء الإمام وصحبه قضية كبرى جداً، تتخطى لغة الخطف، لتمس قدسيات محرمة، ولتمس طائفة قدمت الكثير، خمسة عشر ألف شهيد وألف معاق وخمسين ألف جريح، كما تحطمت أحياؤهم، النبعة، رأس الدكوانة، الشياح، بير العبد، حي صافي، حوش الأمراء، الليلكي، سبنيه وغيرهم كثير.... إلى جانب الجنوب الجريح الذي يضمد جراحه الآن بعد النزيف الحاد الذي أصابه من احتلال وتهجير، وإتلاف محاصيل وخراب بيوت.
 فالإمام الصدر، بأبعاده المحلية والعربية والعالمية يشكل رمزاً لا يمكن الاستهانة به، أو جعله رقماً في خانة دفاتر الحساب فقد تخطى حدود المطالبة بوحدة لبنان، إلى الممارسة العقلية في هذا الاتجاه.
وعربياً، للرجل مكانته الواسعة وعلاقته الكبيرة التي ساهمت بشكل أو بآخر بدفع المقاومة الفلسطينية قدماً نحو الأمام، ومواقفه ساعة دخول المقاومة الجنوب اللبناني تشهد على ذلك.
وعالمياً، يشكل الإمام الصدر، خط الصلة بين كافة الدول الإسلامية الآسيوية والإفريقية، والأوروبية يحس بآلام الجميع ولا يحس أحد بآلامه، حيث ابتسامته الدائمة لا تفارقه في الأفراح والأتراح.
فالإمام بهذه الأبعاد الثلاثة رمزاً يتخطى حدوده الإقليمية ليكون له وزنه الكبير على أكثر من صعيد، وأبعد من مساحة هذا الوطن الصغير.
والآن أين الرمز؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومن المستفيد من خطفه؟؟.

بداية اللغز!
يوم الخامس والعشرين من شهر آب، وصل الإمام موسى الصدر إلى مطار طرابلس الغرب يرافقه الصحفي عباس بدر الدين صاحب "وكالة أخبار لبنان" والشيخ محمد شحاده يعقوب.
وحلوا ضيوفاً في الطابق الثاني من فندق "الشاطىء"، بعدما استقبلوا – حسب البيان الرسمي الليبي – استقبالاً حاراً يليق بما للرجل من مقام.
والزيارة صادفت في أسبوع الاحتفالات بثورة الفاتح من أيلول، وليس هناك ضرورة إنها كانت لهذه المناسبة، ومن هنا فإن إبداء سماحة الإمام لرغبته في السفر مساء الخميس 31 آب قبل العيد، ليس بالضرورة أن يكون دليل ضيق، وغير رضا، وقد يكون كذلك في الوقت نفسه، لأن المسؤول الليبي الوحيد الذي قابله خلال أيامه في طرابلس الغرب هو السيد أحمد الشحاتي رئيس مكتب الاتصالات الخارجية، وقد أكرم وفادته، واهتم بشؤونه كل الاهتمام، ولم يرد أي ذكر لاجتماع بين الإمام وبين مسؤول آخر، إنها المعلومات التي أذيعت بعد فقد الاتصال، ولكن كيف اكتشف أصدقاء الإمام أن في جو رحلته غيماً وأن صمته يدعو إلى الريبة والظنون؟
قول نائب رئيس المجلس:
يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:
- حينما ودعت سماحة الإمام يوم الخامس والعشرين من آب الماضي وهو يقوم بهذه السفرة التي لم تنته حتى الآن اتفقنا على أني كون سماحته في لبنان بعد أسبوع، أي قبل أيام ن عيد الفطر المبارك، وقد انقضت الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان دون أن يتصل سماحته بي كما عودني دائماً، بأي شكل من الأشكال، وكان تقديري لهذا الصمت أن الخدمات التليفونية السيئة في لبنان لم تتح لهذا الاتصال أن يجري، وأنه ربما يكون قد اتصل بغيري من الأخوة أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، من العلماء أو النواب أو غيرهم.
- لكن عيد الفطر مضى دون أن يعود سماحة الإمام، فانتابتني الهواجس، وبادرت إلى سؤال أحد أصدقائه ومعارفه إذا كان قد اتصل بأحد منهم، فأجابوني بالنفي، واكتشفنا معاً بأنه لم يتصل بأحد في بيروت على الإطلاق، فإذا الأمر يزيدني قلقاً، خصوصاً أن عدم الاتصال هو ظاهرة شاذة في حياة رجل تعود على أن يكون دائماً على صلة بأصدقائه، وإحاطتهم بأخباره، وأنباء تنقلاته، فقد زادت مخاوفنا أكثر فأكثر حينما اكتشفنا من نجله السيد صدري المقيم مع العائلة اخل منزل عادي في باريس أنهم هم أيضاً لم يسمعوا له صوتاً. ولا أجرى بهم أي اتصال، علماً بن السيدة زوجته كانت مريضة، ونصح الأطباء بدخولها المستشفى.
 فكان علينا، والحالة هذه، أن نتقصى الحقائق ونحيط بالملابسات التي تكتنف عدم اتصاله بنا، أو بعائلته، وأكبر المشاكل التي واجهتنا في أثناء ذلك هو مسؤولية المعلومات. أو لا يمكن الأخذ بأية معلومات غير رسمية، أو لا تستند إلى مصدر رسمي.
 فالموقف الصحيح يجب أن يبنى على المعلومات الصحيحة. وفي سبيل الالتزام بحدود هذا الموقف قمت بزيارة الرئيس الدكتور سليم الحص وأفضيت إليه بهواجسي، فأخذ منه الموضوع كامل الاهتمام، وزيادة في مواجهة مسؤولية هذا الحدث، قمت أيضاً بزيارة الرئيس الأستاذ الياس سركيس، وإذا باهتمامه لا يقل عن اهتمامنا.
 وانطلقت كل أجهزة الدولة في محاولة إعادة الاتصال بسماحة الإمام، وتبيان الخيوط التي تقود إلى معرفة مصيره ومصير رفيقيه.
وأخذ الحدث بعد ذلك حجمه الوطني والرسمي إضراب سلمي يوم الثلاثاء واعتصام في المساجد بعده.
- مذكرة حكومية إلى أجهزة "الإنتربول" للبحث عن الإمام وصحبه.
 - موفد رئيس الوزراء اللبناني إلى الرائد عبد السلام جلود رئيس حكومة الجماهيرية الليبية، وإلى بعض المسؤولين في روما، هو أمين عام مجلس الوزراء الدكتور عمر مسيكة، وضابطان من الأمن اللبناني للتحقيق بين مطاري طرابلس وروما.

اتصال بين الرئيسين
 في أثناء ذلك اتصل الرئيس سركيس هاتفياً بالعقيد معمر القذافي ليضعه في صورة الحدث، كما أجرى الرئيس الحص اتصالاً هاتفياً بالرائد عبد السلام جلود، فإذا برئيس وزراء الجماهيرية الليبية للوهلة الأولى يبدي استغرابه للأمر، ولأن يكون ذلك مثار ضجة في لبنان، ثم استأذن بسؤال المراجع المختصة في الجماهيرية الليبية. وسوف يتصل به بعد عشر دقائق. وهكذا كان، وقال الرائد جلود:
- سيادة الإمام غادر مطار طرابلس يوم 31 آب متوجهاً إلى روما، وقد أخبروني أنه ترك الفندق غير راض.
 ورد الرئيس الحص: نرجو أن نتعاون معاً في إجلاء ملابسات هذا الموضوع.
 فقال الرائد جلود: من كل بد إننا جاهزون للتعاون معاً في سبيل كشف هذه القضية.
- بعد ثمان وأربعين ساعة كان الدكتور مسيكة يصل إلى طرابلس الغرب، وينزل ضيفاً على السفارة اللبنانية، ويجتمع والقائم بالأعمال نزار فرحات بالسيد عيسى البعباع وكيل وزارة الخارجية الليبية، ثم ينتقلون معاً إلى مكتب الرائد جلود، وكلهم في أجواء تشير إلى أن الإمام وصحبه قد تركوا الأراضي الليبية، بل كان أول ما فعله الرائد جلود أن سلم عمر مسيكة ثلاث بطاقات تثبت أن الثلاثة غادروا مطار طرابلس متوجهين إلى روما.
 ويقول الرائد جلود: البحث يجب أن يبدأ من مطار روما.
 ففي هذا الموقف تطرح عدة أسئلة:
 السؤال الأول: لماذا لم يكن نزار فرحات القائم بأعمال سفارة لبنان في طرابلس الغرب عند وداع الإمام على المطار إذا كان قد غادره إلى روما؟ فالسؤال هنا مفروض، لأن الذين سهروا مع الإمام قبل ساعات من الموعد المقرر لسفره، أفادوا بأن نزار فرحات كان يعلم أن الإمام مسافر، خصوصاً أن بينه وبين الإمام مودة وصداقة خارج الاعتبارات البروتوكولية، وقد أقام على شرفه في السفارة مأدبة إفطار!!
فهل الجواب، قصور من القائم بالأعمال أم إهمال أم ماذا؟
 السؤال الثاني: لماذا الأستاذ عباس بدر الدين فقط؟
 واقعة ذكرتها تحريات "الإنتربول" وتذيعها لأول مرة، وهي أن المسافر باسم عباس بدر الدين صاحب الجواز (211918) قد وصل مطار روما، وتحدث عن رغبته في السفر إلى جزيرة مالطا، وأعلن أنه حجز لنفسه في روما غرفة داخل فندق – ساتيليت – بانتظار أن يسافر بعدئذ إلى مالطا، وعند سؤال إدارة الفندق المشار إليه تبين أن ليس بين النزلاء من يحمل اسم عباس بدر الدين.
- الجديد في القضية إذن هو موضوع جزيرة مالطا التي يرئس حكومتها (دوم مينتوف). فما دخلها في الموضوع؟ ولماذا الإشارة إليها. وهل ذهب عباس بدر الدين فعلاً إلى مالطا، وهناك فقد أثره؟
 ويقول الوزير السابق كاظم الخليل، أنه تلقى معلومات تفيد بأن الشيخ محمد يعقوب قد مر هو الآخر بدون رفيقيه في مطار روما.
 فلغز الرحلة، لغز كبير، وكبير جداً، وهل من شعاع ولو ضئيل لينير ما ينير من قضية الاخفاء والتي يتحمل مسؤوليتها كل لبناني عامة وكل مسلم خاصة.

(الثلاثاء في 12/9/1978) رئيس الجمهورية اللبنانية يتصل بالرئيس الليبي مستفسراٌ:
أبدى رئيس الجمهورية الأستاذ الياس سركيس اهتماماً بالغاً بموضوع اخفاء الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصاحب وكالة أخبار لبنان المسؤول الاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب، وقد أجرى فخامته بعد ظهر ذلك اليوم اتصالاً هاتفياً بسيادة الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي مستفسراً عن نتيجة الاتصالات والتحريات الجارية لمعرفة المكان الموجود فيه الإمام الصدر.

الثلاثاء 12/9/1978:
 أجرى رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ظهراً اتصالاً هاتفياً بالرائد عبد السلام جلود في طرابلس مستفسراً منه عن نتيجة الاتصالات الجارية لمعرفة المكان الموجود فيه الإمام السيد موسى الصدر، وقد أكد الرائد جلود للرئيس الحص المعلومات التي أوردتها السفارة الليبية في بيروت.

(الثلاثاء 12/9/1978): سماحة مفتي الجمهورية يتابع باهتمام موضوع اخفاء الإمام وصحبه
 تابع باهتمام كبير سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، موضوع اخفاء سماحة الإمام وصحبه، حيث أجرى اتصالات برئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وطلب إليه تجنيد كل الطاقات والإمكانات الرسمية في سبيل التوصل إلى معرفة المكان الذي فيه سماحته مع مرافقيه، كما أجرى اتصالاً آخر مع فضيلة الشيخ محمد مهدي شمس الدين للاطمئنان منه إلى ما آلت إليه الجهود.

دولة الرئيس الأسعد:
 نبحث عن الإمام السيد موسى الصدر، وهناك متابعة في الموضوع.
 استقبل الرئيس الأسعد وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي بحث معه موضوع اخفاء الإمام وصحبه وقال الرئيس الأسعد على الأثر:
 إننا نبحث عن الإمام وصحبه وهناك تابعة في الموضوع والمكانين اللذين يمكن أن يكون موجوداً في أحدهما وسأطلب من فخامة رئيس الجمهورية إرسال من يلزم لتحري الحقيقة والكشف الحسي على الطبيعة والاتصال بالمسؤولين في كل من البلدين.

نقيب الصحافة عند الرئيس الأسعد:
أجريت جولة مع دولة الرئيس كامل الأسعد لعرض خبر اخفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السيد موسى الصدر والاستاذ السيد عباس بدرالدين والشيخ محمد يعقوب، وسبق أن اتصلت بدولة الرئيس الحص بهذا الصدد الذي يقوم بجهود متواصلة لتسقط أنباء تواجد سماحته مع مرافقيه، كذلك فدولة الرئيس الأسعد يتابع بدوره هذه القضية باهتمام ويجري اتصالات مع فخامة الرئيس سركيس ودولة رئيس الحكومة بهذا الشأن.

(الثلاثاء 12/9/1978) وفد المجلس الشيعي الأعلى عند الرئيس سركيس:
استقبل فخامة الرئيس سركيس وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ضم فضيلة المشايخ السادة: الشيخ محمد مهدي شمس الدين النائب الأول لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الدكتور عدنان حيدر النائب الثاني، الشيخ محمود فرحات مدير عام المجلس، السيد محمد شعيتو أمين عام المجلس، المفتي الجعفري الشيخ عبد الأمير قبلان والنواب السادة: محمود عمار، محمد يوسف بيضون، عبد المولى أمهز، عبد اللطيف الزين، حسين الحسيني.
 وكان قد حضر إلى القصر الجمهوري دولة رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وقابل الرئيس سركيس بحضور أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
 وخلال الاجتماع حاول الرئيس سركيس الاتصال بالعقيد معمر القذافي بهذا الشأن وقد استمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة والربع أدلى على أثره الشيخ محمد مهدي شمس الدين بالتصريح التالي:

تصريح شمس الدين:
 زيارتنا لفخامة الرئيس كانت للاستعلام عن المساعي الرسمية حول قضية سماحة الإمام الصدر ولمعرفة الخطوات العملية التي تعتزم الدولة القيام بها للوصول بأسرع ما يمكن إلى نتائج إيجابية إن شاء الله في شأن هذه القضية التي تتجاوز في أهميتها وخطورتها جميع الاحتمالات والتوقعات. وقد تبين لنا من اهتمام فخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس الوزراء الفائقة والمطلقة بالموضوع ما نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يكلله بالنجاح والفلاح.
 وتبين لنا أنه لأجل جمع جميع المعلومات الضرورية سيدعى إلى مجلس وزراء استثنائي صباح الخميس بعد أن تتجمع كافة المعلومات الضرورية حول الموضوع لاتخاذ الخطوات اللازمة.
 وأخبرنا فخامة الرئيس عن اتصال أجراه مع العقيد معمر القذافي وعن بعثة أمنية رسمية إلى روما وطرابلس للتحقيق بالموضوع والتثبت من كافة المعلومات الواردة إلى الدولة. وفي ما أخبرنا فخامة الرئيس لن تتوقف الدولة عند حد من الحدود ولا عند اعتبار من الاعتبارات إطلاقاً للوصول إلى نتيجة إيجابية بإذن الله في شأن قضية سماحة الإمام والوفد المرافق له.


<< Prev - Next >>

Last Updated (Thursday, 10 March 2011 13:06)

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.