لكلمته صولة - Page 2
| Article Index |
|---|
| لكلمته صولة |
| Page 2 |
| Page 3 |
| Page 4 |
| Page 5 |
| Page 6 |
| Page 7 |
| Page 8 |
| All Pages |
إليك حيث أنت محتجز... يا من عملت على تحطيم وإزالة كل الحواجز لأجل أن يكون العالم حراً طليقاً.. إليك أيها الثائر الطيب تحية المتأملين بعودتك... وسلام المشتاقين لطلعتك وبسمتك التي ملأت العالم محبة وأماناً..
وصيحات هي دعاء اليتامى والثكالى وأنين جرحى الاحتلال والمتألمين من التهجير.
في هذا الوقت يا إمامي.. يا هجمة الغيث في قلب الغمام.. أراك تشرق من بين أشعة الشمس كما تبزغ السنبلة من حفنة التراب.. يا نور الله في عتمة البصائر.. من تراك وقد ربطت حاضر الأجيال بماضيها ووصلتها بكل زمان يأتي.. معلماً أبناء هذه الأمة رفض تمزيق العائلة الإنسانية الواحدة.. داعياً إلى صيانة لبنان محذراً من تقسيم العالم فإذا بآلامنا في الأرض ترتفع إلى فوق عقد الآمال ومآسينا تتعلق بجبال من التآسي.
أنسنا بك ونعمنا زمناً ضاق به المتآمرون.. أزعجهم نسراً يحلق في سماء لبنان فيجمع أطراف من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. إذا هم مصلحاً يدعو إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف ورفع المستضعفين لمواجهة العدو الأساسي.. ساءتهم رحمة أب للأيتام شردتهم الحرب التي تحرم الأرض حنانها... ومساكين فرزتهم الحياة الاجتماعية السائدة.. حاربوه لأنه شرع معركة للحرب في هذا الخضم الذي نعيش.. جنودها ملائكة تفيض بالعطاء والتضحية والإخلاص.. فبالمكر والخديعة سلبونا إياه... فكبر في النفوس والقلوب والعقول..
جريمته أنه حمل الأمانة وأقام العدل.. جريمته أنه حطم أصنام هذا الزمن ورفع اسم شيعته عالياً...
هكذا عرفوا الإمام الصدر فلم يقدروا على مواجهته... خافوه فأخفوه.. وظنوا أنهم حققوا هدفهم.. وهل أن الشعور بالحق برضى بالمهانة؟
لم ينته دور الإمام الصدر بإخفائه.. فإن الأيدي النجسة التي لا تخاف الله ما زالت مستمرة في حياكة المؤامرات من حرب تشنها على أمل ابنة الإمام الصدر، وقصف للمستشفى واعتداء على المدارس والمؤسسات.. لكن دفع هذه المؤامرات كان بقوة بأس، وشجاعة قلب، ومتانة إرادة وتبرز من خلال نصر الله لعباده، وتفوق تلاميذ الإمام الصدر حيث كانت مؤسساته الأولى في لبنان.
إمامي! هذي جراحنا بعد غياب سنتين تتكلم.. تترنح الكلمات وتتأوه حتى هي ترفض الانحناء والتنازل مهما تفاقم الجرح.. ومهما كان الزمن وهي تتحدى جبابرة العصر وعتاتها بإيمان من إيمانك وبصلابة من صلابتك...
ستسأم الأرض من الفتن وتصير القوى خائرة متفككة ولا ينتصر إلا من تسلح بإيمان يعمر القلوب ويزيح الجبال..
عد يا إمامي ومع عودتك يتنفس المظلومون الصعداء إذ يرون سيف الإيمان في رقبة الكفر ومدية الحق في ضمير الباطل..
يا قضية يجهل العالم قيمتها ربما أو يتغافل لم يعد ينفع الحوار والجدال..
القوة ستعيدك يا سيدي ولغة الدم هي التي تقضي على كبرياء المحتجزين.
آن الأوان إلى أن تزغرد البندقية وتحكم بالخلاص لينبلج فجر الأمل من جديد ولا يفرق أملي.
السبت 19 شوال 1400هـ/20 آب 1980
"جريدة أمل"
التنظيم النسائي
حركة أمل
ــــــــــــــــــــ




