عباس بدرالدين كان صلة الوصل الرفيعة والراقية بينه وبين مجتمعه

بيروت في 20-12-2002
بقلم المفتي عبد الأمير قبلان
يتكلم بلسان نظيف، علاقاته مع الناس وثيقة، يتوجه إليك وهو يتكلم بكل جوارحه، أسس وكالة أخبار لبنان وعمل فيها بجد وتفان، حتى كانت صلة الوصل الرفيعة والراقية بينه وبين مجتمعه، أدخل فيها السياسة وحال السياسة وطعمها بأشكال متعددة من القراءات للمجتمع والإنسان، فكان يشير إشارات واضحة في مقال يستدعي ذلك، ويطيل حيث الإطالة واجبة، ويختصر حيث يرى ذلك أجدى وأنفع، حقق السبق الصحفي، وكان يكتب بقلم متجرد، فلم تأخذه شهوة المال أو المركز أو التبعية في عمله، بل كان هادفا يقظا متفانياً، أمله في المستقبل، وهمه أن يحقق ما كان يعتبره نموذجا في عصره ولكل عصر سوف يأتي بعده.
دخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، من خلال الصداقة الجامعة والمحبة لمؤسس المجلس، فكان نعم الصديق، والأخ، والمجاهد في عمله وفي وقته وفي إيثاره، لخدمة الإنسان أينما وجد، فكان الناطق الرسمي بإسم الإمام السيد موسى الصدر.
جمعتنا الصداقة الواحدة والمشتركة، وكم من مرة أدخر جهده وصحته ومحبته في خدمة عمله، وفي خدمة المؤسسة الناهضة لتوها، فكان المثال والنموذج الإنساني الرفيع الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم.
لقد اجتهد وأسس وأشاد من خلال كلماته وجلساته وأعماله، الكثير الكثير، الذي يحفظ له في ذاكرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وأملنا بالله كبير أن يعيده إلينا وإلى ساحة جهاده وإلى قلمه، يعمل في هذا الحقل الإعلامي الذي اعتبره الرسالة السامية والهدف النبيل.
أعاد الله إلينا الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه عباس بدر الدين مع الشيخ محمد يعقوب، فنحن بأمس الحاجة إليهم.




