بيروت في 2/10/2003
بقلم سليم مكرزل
عباس بدر الدين المغيب، زميل الدراسة التكميلية، والزميل الصحفي صاحبة وكالة أنباء، ننتظر عودته من ليبيا أو أي مكان آخر ربما يكون فيه، مع الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب.
عرفته في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، في أحدى المدارس الرسمية في الأشرفية، تلميذاً نشيطاً هادئاً رصيناً ذكياً مواظباً، وأذكر أنه يمازحني أحياناً بأن نتبادل اسمينا، بحيث أصبح أنا عباساً ويصير هو سليماً...
لأن أستاذ التاريخ كان يدخل الصف بعد ظهر كل يوم، وهو يردد:
"عباس مولاي أهداني مظلته..." اسمعنا درس التاريخ، يا عباس.
كبرنا قليلاً، فأصبح عباس بدر الدين صاحب "وكالة أخبار لبنان" . وصرت أنا صاحب مجلة "الغربال".
هو يركض وراء الأخبار السياسية، وأنا وراء القصائد والمقالات الأدبية.
وكنا نلتقي في المناسبات، وعلى الطريق بين بناية الكابيتول، حيث كان مكتبه، والبريد المركزي، وأنا في طريقي لاستطلع صندوق بريد "الغربال".
وذات يوم من العام 1978 سمعت النبأ الصاعق: اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في ليبيا...
وأنا اليوم، مازلت مع عائلة عباس وانسبائه وزملائه وعارفيه وقادريه، ننتظر عودته مع رفيقيه سالمين معافين، بإذن الله.