عباس بدرالدين صحافي بارز و رائد من رواد الصحافة

بيروت في: 1-10-2003
بقلم فيصل القواص

ماذا عساي أن أكتب عن الزميل العزيز عباس بدر الدين وهو المرافق الصحافي المغيب مع سماحة الإمام السيد موسى الصدر منذ حوالي 25 سنة؟
جميل أن نقدر زميل لنا بكلمة بعد هذا الغياب الطويل، في الوقت الذي تهنا، وتاهت بنا الأيام بهمومها ومشاكلها.
وجدير بنا أن نساهم على صعيدنا للبحث عن الحقيقة، والحقيقة ظاهرة لا محالة، فمهما امتدت الأيام وطالت الليالي وكثر اللغط.... فالحقيقة واقعة لا محالة، والعاصفة لا بد أن تهدأ، والأمواج لا بد أن تتكسر وتتبدد على صخرة الصمود.

هذه الكلمة لا يمكن أن تكون شهادة الزميل العزيز عباس بدر الدين، وإنما هي باقة وفاء لهذا الزميل القديم. فمثل عباس هو من كان يُسعى إليه ليشهد هو للناس، وما له من سلاح إلا سلاح الكلمة وسلاح الموقف يتوسلهما وحدهما في العراك لجلاء الحقيقة ولإنتصار الحق.
فهو منفتح في تفكيره، ينشد التطور والتجدد إلى أبعد مدى، عربي صميمي، ولبناني مخلص، لا يخشى أن يجهر بكلمة الحق عندما يقتنع بها مهما كانت الظروف ومهما عرضه ذلك للإنتقاد.
عرفت عباس بدر الدين صحافياً لولبا من العام 1960، وراحت معرفتي بالرجل وموقعه ودوره، وصفاته، تتعمق وتتسع. ونمت العلاقة مع  الأيام، وأصبحت حميمة بكل ما للكلمة من معنى وأبعاد، يوم تعاونت معه من موقعي في جريدة بيروت المساء وهو صاحب "وكالة أخبار لبنان"، يوم كنا نستفيد من أخبار "وكالته" التي اعتمدناها في حينه لصدقيتها.
وبعد......
حياة عباس أشبه ما تكون بمعرض من معارض الرسم النادرة، تضم لوحات عديدة، كل واحدة منها لها إطارها ولونها ومنظرها، ولكنها في الواقع ثمرة إنسان له شأن كبير في مناخات عدة.
نكبر فيك أيها الزميل العزيز، متانة الخلق، وكريم العنصر، ولطافة المعشر، والنهج السوي. ونبتهل إلى الله عز وجل أن يأتي يوم نأمل أن يكون قريباً أن تعود إلى أهلك وأبنائك وذويك وزملائك، وننسى تلك الأيام السوداء.
عباس بدر الدين صحافي بارز ورائد من رواد الصحافة العربية واللبنانية.... غيابه قسراً مع الإمام المغيب احدث فراغاً لا يعوض..... ولن يعوض....