بيروت في 16-8-2004
بقلم الرئيس سليم الحص
31 آب 1978 صفحة سوداء من صفحات الحرب اللبنانية القذرة التي أنتجت محنة دامية استمرت 15 عاماً، تركت بصماتها السيئة على جميع العائلات اللبنانية.
31 آب 1978 ذكرى مشؤومة، ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، ورفيقيه الكريمين الشيخ محمد يعقوب، وعباس بدر الدين. لئن كانت الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب، فإنها هي أيضاً رسالة سامية وشريفة هدفها إيصال الحقيقة كما هي إلى الناس، وعباس بدر الدين من الرعيل الذي كان لهم الفضل في رفد العمل الصحفي في لبنان بقيم أخلاقية حضارية.
إن القيم الأخلاقية التي حملها عباس بدر الدين في حياته المهنية ساهمت في توطيد علاقته مع الإمام المغيب موسى الصدر، الرمز الوطني الكبير، هذا الرجل الذي اختزن في شخصه قيم إنسانية راقية، آمن بالعيش المشترك طريقاً إلى تعزيز الوحدة الوطنية، إنه بحق إمام المحرومين والمقاومين.
في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض فيها أمتنا العربية، نستنكر عباس بدر الدين وأمثاله الذين ساهموا في وضع اللبنة الأولى في إعلام وطني مقاوم لمواجهة الدعاية الصهيونية.
لقد حان الوقت لجلاء الحقيقة والكشف عن مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه وعودتهم إلى أهلهم ومحبيهم ليتابعوا النضال في مواجهة الهجمة الشرسة التي نواجه والتحديات الكبيرة التي تتجلى تداعياتها في ظل استمرار النزف في فلسطين والعراق.
إن قضية تغييب الإمام الصدر ورفيقيه أمانة في أعناق كل مواطن شريف يؤمن بالمبادئ الإنسانية والحضارية، وسيبقى عباس بدر الدين مثال الصحفي الملتزم بقضايا الوطن والأمة.
إن الدرب الشاق الذي مشى عليه الأخ عباس يتابعه اليوم أبنه الأخ زاهر بنفس الخطى وعلى نفس الطريق بثبات وعزم.